العراق والسعودية يتفقان على التنسيق والتعاون الاستخباري لمكافحة الإرهاب

الأعرجي ينجح في التوصل إلى زيادة الحجاج العراقيين
بغداد – وعد الشمري:
كشف مصدر مطلع عن نتائج زيارة وزير الداخلية قاسم الاعرجي إلى المملكة العربية السعودية نهاية الاسبوع الماضي، لافتاً إلى ان النقاشات جاءت على ثلاثة محاور وهي تعزيز التعاون الامني وملفي المخدرات والحدود، مبيناً أن اللقاءات اسفرت عن زيادة حصة الحجاج العراقيين.
وقال مصدر مسؤول في الوزارة في تصريح إلى “الصباح الجديد”، إن “وزير الداخلية قاسم الاعرجي كانت زيارته إلى السعودية نهاية الاسبوع الماضي بدعوة من الجانب السعودي للبحث في عدد من الملفات الامنية المشتركة بين البلدين”.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه أن “الاعرجي وعند وصوله إلى المطار في السعودي كان في استقباله وزير الداخلية السعودي الامير عبد العزيز بن سعود بن نايف، كما أنه التقى قبل عودته إلى بغداد بولي العهد محمد بن سلمان”.
وأوضح المصدر أن “الاعرجي ترأس في طليعة زيارته اجتماعاً مشتركاً مع بن نايف في مقر وزارة الداخلية السعودية وكانت النتائج ايجابية جداً بالنسبة للطرفين”.
وأشار إلى أن “النقاشات انصبت على الموضوعات المشتركة وسبل تعزيز الامن والاستقرار في المنطقة وتنسيق المواقف في مواجهة التنظيمات الارهابية وعلى رأسها تنظيم داعش لاسيما في ضوء الانتصارات المتحققة للقوات العراقية في معركة الموصل”.
وأكد المصدر ان “الوفدين تطرقا بنحو تفصيلي لملف الحدود المشتركة بين البلدين وتهريب المخدرات لما لهما من اهمية كبيرة”.
وأورد أن “النقاشات اسفرت عن نجاحات أمنية ووضعت اسس لاستراتيجيات وتفاهمات بين العراق والمملكة، ووضع أطر تعاون أمني واستخباري”.
وتحدث المصدر عن “اتفاق حصل على تبادل الخبرات الأمنية والمعلومات الاستخبارية والتعاون ما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب”.
لمكافحة الإرهاب
وأكمل المصدر بالقول إن “الاعرجي اتفق مع الجانب السعودي على التعاون في ملف السجناء، وأنه نجح في زيادة حصة الحجاج العراقيين بـ 5 آلاف حاج فوق العدد المقرر سابقاً”.
وعلى صعيد متصل، ذكرت النائبة عن التحالف الوطني عالية نصيف في حديث إلى “الصباح الجديد”، أن “العراق يحتاج إلى توازن في العلاقات في مرحلة التخلص من تنظيم داعش كالسعودية”.
وأضافت نصيف أن “مرحلة ما بعد تنظيم داعش تتطلب إلى وضع اسس تتعلق بالجانب الامني وعدم تكرار ما حصل في السابق”.
وعدّت “الزيارات الامنية إلى الرياض كما فعل قاسم الاعرجي مهمة للغاية في هذه المرحلة للتعامل مع دول المنطقة وايصال رسائل عن انتصارات القوات العسكرية واعلامهم بأن العراق بلد قوي”.
لكن نصيف دعت إلى “عدم منح الرياض ضمان حسن سيرة وسلوك كون هناك مؤشرات على تورطها بما حصل في العراق، في مقابل ذلك، علينا أن نضع اطراً قانونية واضحة المعالم للتعاطي مع المرحلة المستقبلية”.
وعلى صعيد متصل، يرى الخبير الاستراتيجي واثق الهاشمي في تعليق إلى “الصباح الجديد”، أن “الملف الامني هو العامل المشترك بين اغلب دول المنطقة”.
وأضاف الهاشمي أن “التعاطي مع الجانب الامني يكون بوابة للمرور بملفات اخرى لا تقل اهمية عنه، وفي مقدمتها الاستثمار والاعمار واعادة البنى التحتية وجميع ما يتعلق بمخلفات الحرب”.
ويعرب عن اعتقاده بأن “السعودية وبعد حملة اعلامية كبيرة مارستها ضد العراق في المرحلة الماضية، نجدها اليوم تنفتح بداية من ارسال وزير خارجيتها عادل الجبير إلى بغداد ومن ثم زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى الرياض وعندها تمت مناقشة الملف الامني والتعاون الاستخباري”.
وينتهي الهاشمي إلى أن “زيارة الاعرجي كانت تحمل نتائج ايجابية كبيرة، كونها فتحت الباب امام زيارة لاحقة لوزير الزراعة فلاح حسن زيدان الذي وقع هو الاخر مذكرات تفاهم حول الحدود المشتركة بين البلدين”.
وتشهد العلاقات العراقية السعودية حراكاً غير مسبوقة بعد قطيعة تعود إلى العام 1990، عندما احتل النظام السابق الكويت.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة