ابراهيم سبتي
الاثر الباقي لاي صنف كتابي ، هو قيمته لدى كاتبه بقدر قيمته عند المتلقي . ولان مفاتيح النص تبقى دائما في عقل الكاتب ، فان خلود النص يحتاج الى مهارة ليست طبيعية حتما .. في التقارب النفسي للكاتب مع رقعة اشتغاله يكون كل التاثير ناتج عن استعادات رموز واسطر مبعثرة في اروقة تفكيره مما يولد تفاعلا محسوسا مع النص الذي سيسقط في متناول الاخر المزاجي الذي لا يعتد برأيه دائما . وبذا تكون الكتابات المتناقلة عبر التهكمات والسخرية بين الاعدقاء ( !! ) لاتعبر بالضرورة عن الراي الحكيم الصائب .. ومادام النص يحمل صفة الانتاجية عند رولان بارت ، فيكون أي كلام مثرثر حوله غير ذي قيمة وغير مجد ابدا .. لا نعرف تحديدا ما الفائدة المرجوة من استهجان منجز الاخرين ؟ هل هو الشعور بالنضوب مثلا ؟ ام انه الياس من مجاراة الاخرين ابداعيا .. ولا نغالي اذا قلنا ربما هي الغيرة ! وهي كما معروف ( والغيرة هي انفعال مركب، يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب نحو الآخرين الذين تمكنوا من تحقيق أهدافهم التي لم يستطع الشخص الغيور تحقيقها، مما ينجم عنها أحياناً التشهير بالآخرين أو مضايقتهم أو تخريب أعمالهم وانجازاتهم، وقد يصاحبها مظاهر اللامبالاة، أو شدة الحساسية أو الإحساس بالعجز، أو فقدان الدافعية للعمل أو النظرة القاتمة للحياة.
فالغيرة تسبب صراعات نفسية متعددة وخطراً على التوافق الشخصي والاجتماعي، ويصاحبها القلق والتوتر من صاحبها أثناء تفاعله مع الأشخاص الذين توجه الغيرة نحوهم يقول علماء النفس ان الغيرة شعور طبيعي يولد مع الإنسان وكل شخص يمكن ان يغار من اي شخص في محيطه يسبقه او ناجح اكثر منه لان الكل منا يسعى للكمال ومن المؤكد اننا لن نتمكن من الوصول اليه، مهما نجح الشخص في علمه والى اي مدى وصل شأنه إلا انه لن يصل الى الكمال وكل من يعتبر نفسه لامس الكمال في حياته فهو في الحقيقة أنهى حياته ودفن الطموح في نفسه.
ولو كانت الحالة كما الان ، لما ظهرت ملاحم خلدها التاريخ الروائي والشعري ، فاي عقل ذاك الذي كتب عوليس وصنع ليبولد بلوم الشخصية واي عقل ذاك الذي كان يحمله هيرمان ملفل حين انتج موبي ديك ؟ واي عقل حمله دان براون ليكتب شفرة دافنشي مثلا.. هل ان اولئك كانوا يعييشون بمفردهم في عالمهم الروائي ام شاركهم فيه اخرون .. وهل اولئك الاخرين بشرا عاديا ام ملائكة لايغيظهم فعل البشر ؟ أي عالم هذا فيه المهووسون حد الجنون من الذين ينظرون للاخرين وقلة التقدير للذات وعدم الثقة في النفس انزعاج وتقلب مزاج دائم .. فكم من المبدعين ممن تاذى منهم وهان قلمه وانطفأت جذوته وكم من قابل هذا الجفاء والاهمال ، بالسمو وغلبة الفكر واتقاد المنجز . وقد يكون الكاتب هو من يبدا معاركه من امتعاضه وغيظه من الاخرين الكتاب امثاله ولان الكاتب لاينظر سوى للكاتب القرين وليس للاخر المتلقي الذي لاينافسه على شيء ، فان نظرة الكتاب كبيرة التاثير وشديدة الباس