دبي – الصباح الجديد:
يواصل نادي المشهد في دبي عروضه السينمائية الشهرية خلال شهر رمضان المبارك، إذ قدم مؤخراً الفيلم العالمي «علبة الغداء» للمخرج الهندي ريتيش باترا. وذلك في مركز المؤتمرات بقرية دبي للمعرفة.
ونادي المشهد هو أول نادٍ سينمائي يتأسس في دبي، ليعرض شهرياً أفضل الأفلام السينمائية المستقلة العالمية، و يدعم النادي في عمله كل من : هيئة دبي للثقافة و الفنون (دبي للثقافة) – و هي الهيئة الإماراتية المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث في دبي – و مهرجان دبي السينمائي الدولي.
في فيلم «علبة الغداء» تحاول إيلا – ربة المنزل من الطبقة الوسطى – مرة أخرى إضافة بعض الإثارة إلى زواجها من خلال طبخها. فهي تأمل بشدة أن هذه الطريقة الجديدة التي أعدتها ستثير أخيراً نوعاً من ردة الفعل من زوجها المهمل لها، فتعد له علبة غداء خاص ليتم إيصاله له في العمل، لكن، من دون علمها، يتم إيصاله خطأً إلى موظف آخر يدعى (ساجان) و هو رجل وحيد على وشك التقاعد. و لعدم وجود ردة فعل من زوجها، يدفع الفضول (إيلا) لأن تضع رسالة صغيرة في علبة غداء اليوم التالي، على أمل الوصول في نهاية المطاف لفك هذا اللّغز.
و كانت تلك البداية لسلسلة من الرسائل التي تمّ مراسلتها في علبة الغداء بين ساجان و إيلا، و سرعان ما يتحول الإحساس بالراحة من التواصل مع شخص غريب و مجهول إلى صداقة غير متوقعة. و تدريجياً، تصبح رسائلهما اعترافات عن وحدتهما، و الذكريات، و الندم، و المخاوف، وحتى لحظات الفرح الصغيرة. يدرك كل منهما عندها إحساسا ذاتياً جديداً و يعثران في صداقتهما على مركب يتشبثان به في خضم حياة المدينة الكبيرة مومباي والتي غالبا ما تسحق الآمال والأحلام. وعلى الرغم من كونهما لا يزالان غرباء، إلا أنّ إيلا و ساجان يتوهان في علاقة افتراضية يمكن أن تهدد واقع كل منهما.
في حين لن يستشعر الزوج بأن أي شيء قد تغيّر وهو يتلقى علبة الغداء من مطعم اعتاد ساجان أن تصله منه، إذ سيهيم الأخير بوجبات ايلا، هو الأرمل والموظف البيروقراطي الوحيد الغارق في طاولته وملفاته المكدسة حوله، العابس والمتجهم، وهو ومع أول رسالة يرسلها لايلا سيقول لها إن الطعام كان حاراً، هكذا بعبارة لا تحمل لا شكراً ولا مديحاً ولا أي شيء.
ستمسي علبة الغداء المرسال بينهما، وسيمسي الطبخ والمذاقات وسيلة ايلا للاحتفاء بهذه العلاقة، والتي ستتصاعد وهما يبدآن بتبادل حياتهما، وتجهم ساجان سرعان ما يتخفف منه، ولعل شخصية الموظف المتدرب الذي يكون ساجان مهملاً له في البداية سيكون مساعدا ً تماماً لاكتشاف تغيرات ساجان وتبدلاته على وفق إيقاع قلبه، وهو يستعيد حياته بتأثير هذه العلاقة، كاشفاً عن نبله وجماله المتورايين تحت طبقة سميكة من القسوة.
فيلم «علبة الغداء» متأسس على سيناريو جميل، وأداء تمثيلي رائع، وهو دعوة سينمائية للتمتع بجمالية البساطة، بالحب بوصفه علاقة إنسانية كانت أبداً مصدراً للحياة لإشراقها واستمرارها، كما للفيلم أن يضيء. و»دابّا» (عنوان الفيلم الأصلي) هو أول فيلم روائي طويل للمخرج الشاب ريتيش باترا ونجح في لفت الأنظار إليه و قد قالت عنه مجلة فارايتي «إنه بداية مميزة من كاتب السيناريو تيرو هيلمر».
حاصداً حب كل من شاهده، استطاع فيلم «علبة الغداء» خلق ضجة كبيرة وتعاطف عالمي ظهر جلياً في مهرجان كان السينمائي في العام 2013 عندما تلقى قرابة الخمس عشرة دقيقة من التصفيق الحار من الجمهور واقفاً. تلاه بعد ذلك العديد من العروض السينمائية في المهرجانات العالمية حاصدا 19 جائزة و 32 ترشيحاً.
لغة الفيلم هي الهندية و الإنجليزية، مع ترجمة باللغة الإنجليزية، أما
مدته : 104 دقائق.