هواجس

حسين الصدر

-1-

تربطني علاقة وثيقة بصديق أعتبرهُ من ألمع الرجال فكرا وثقافة وأدبا ، والمراسلات جارية بيني وبينه بلا انقطاع ، وله في كل رسالة جديدة ومضات ولمحات حلوة تزيدني حباً له واعتزازاً به .

-2-

وفوجئتُ إثر رسالة أرسلتها اليه بتعليق أثار استغرابي حيث علق بما مؤداه :

انه يتحمل الألم مادام ذلك يرضيني، فسجلتُ له رسالة صوتية ضمنتها استغرابي الشديد مما قال ، وسألتُه ما الذي دعاه الى ان يكتب ذلك ؟

وما هو الألم الذي سببتُه له ؟

فأجاب مشكوراً :

انه اتصل بنا هاتفيا أكثر من مرة وكان الاتصال ينقطع فوراً الامر الذي تخيّل معه انني ارفض أنْ أجيبه ..!!

وتلك الهواجس هي التي دعته الى ان يقول ما قال ..!!

وحين سمع رسالتي اتضحت له الصورة

انّ الشيطان يجري مجرى الدم من الانسان ، وما تلك الهواجس الاّ محاولة شيطانية خبيثة لتكدير صفو العلاقة الوثيقة القائمة بيننا .

وما كنت أظن ان بمقدور تلك الهواجس ان تثير عنده الشكوك بصدق محبتنا له .

-3 –

وكانت هذه الحادثة سببا لولادة رباعية شعرية اعتبرتُ فيها الاحبّةَ من الاعلام ثروتي الكبرى وقلتُ :

أُعيذكَ مِنْ تلك الهواجس إنّها

تُكّدِرُ صفوَ العيشِ إذْ تربكُ الفِكْرا

وانّي على عهدي مقيمٌ وثابتٌ

أزفُ اليك الحُبَّ مُنْتَظَماً شِعْرا

وحسبكَ انّي صادق الود والوفا

وإنْ عُدَّ أهلُ الطِيبِ كنتُ لهم ( صدرا)

وليس عجيباً انْ تراني مُوَّلَهاً

فأحبابَي الغالون ثروتيَ الكُبرى

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة