بغدادــ سمير خليل:
اضافتان للمشهد الثقافي العراقي في الاعلام والمسرح اتحفنا بها الفنان الاعلامي الزميل طه رشيد، كتابان قيمان، الاول “احذر ايها المتفرج! نص ممنوع ونص محظور” في طبعته الاولى عن دار الرواد المزدهرة ،قدم للكتاب الكاتب الناقد الفنان الدكتور سعد عزيز عبد الصاحب، النص الممنوع هو (أمرأه في تعاونية) والتي قام المؤلف بإعدادها عن مسرحية (قارب في غابة ) للكاتب نيكولاي خايتوف وقدمها عام 1977 الى المؤسسة العامة للثقافة الفلاحية التي كان يعمل فيها رشيد موظفا بعنوان “ممثل”، وحازت المسرحية على مكافأة نقدية مقدارها 50 دينار وهو مبلغ يعادل ضعف مرتبه آنذاك، اما النص المحظور فهو مسرحية “أحذر ايها المتفرج” التي كتبها ولم يكمل عامه الخامس والعشرين وقدمها لمسابقة المسرح الريفي لنفس المؤسسة.
عن هذا الكتاب ونصيه المسرحيين يتحدث المؤلف :حاولت ان اكرر تجربة الفنان المصري عبد العزيز مخيون في عمله مطلع سبعينيات القرن الماضي وسط الفلاحين، كتابة وتمثيلا واخراجا، للكشف عن مشاكل الفلاحين ومعالجتها فنيا باعتبارهم اصحاب الارض الحقيقيين، الا ان فكرتي لاقت رفضا شديدا من قبل المسؤولين في المؤسسة العامة للثقافة الفلاحية التي كنت اعمل فيها فلم اجد امامي الا اللجوء الى الكتابة المسرحية عن معاناة الريف العراقي، فكان هذان النصان “امرأة في تعاونية” و”أحذر ايها المتفرج ” التي كتب اغانيها الشاعر الكبير كريم العراقي، هذان النصان لم يريا النور ودفنا مع بقية اوراق شخصية لفترة تجاوزت ثلاثة عقود لحين عودتي من المنفى”.
الكتاب الثاني عنونه “المشهد الثقافي البغدادي” الصادر عن دار الرواد المزدهرة ايضا وبطبعته الاولى وقدم له الكاتب الناقد حسب الله يحيى وهو مجموعة متابعات للكاتب لأنشطة ثقافية متنوعة سطرها منذ مطلع 2013 ولغاية مطلع 2020في الصحافة الورقية العراقية من متابعات ومقالات رصد فيها تلك الانشطة وكان اصدار هذا الكتاب محاولة لأرشفة تلك النشاطات وتكريما لصانعيها، محبي الحياة والجمال.
يقول عن كتابه: عملنا على متابعة المشهد الثقافي العراقي منذ عقود، ولكن للأسف بنظرة غير مكتملة بسبب وجودنا في الغربة، المنفى من منتصف عام 1978ولم تسنح لنا فرصة العودة الا بعد سقوط النظام السابق في نيسان 2003، كنا نحلم ببزوغ فجر الحرية الحقيقية المرتبطة بنظام ديمقراطي يؤمن دولة المواطنة من اجل عدالة اجتماعية ترسي على ضفاف وطن حر وشعب يرفل بالسعادة، لكن الرياح تجري غالبا بما لا تشتهي السفن”، ويضيف” بعد عقود عجاف مرت على العراق في ظل النظام الديكتاتوري، الذي حاصر شعبا كاملا بحقه في حياة حرة كريمة، جاءنا نظام آخر مع المحتل الا وهو نظام المحاصصة والفساد الاداري والمالي، وكانت نتائجه المرة في السنوات الاولى حرب طائفية كادت ان تحرق الاخضر واليابس لولا يقظة الشرفاء من ابناء الرافدين الذين اوقفوا الحريق في اللحظة المناسبة”.