سؤال مشروع جدا يتوجب علينا ان نجيب عليه جميعا، بعد ان نفضنا ايادينا من قادة لاعلاقة لهم اطلاقا بما يجري من خراب في هذه البلاد التي ابتليت بنخبة من الفاسدين وفاقدي الضمير ..
لست مبالغا .. والا ما معنى ان البلاد تحترق والمالكي وخصومة يتقاتلون على الكرسي اللعين..!
لست مبالغا .. والا مامعنى ان ينشغل “نواب” الشعب بمناقشة قانون نظامهم الداخلي فيما البلاد تعيش بلا نظام، ابتداءا من اشارات المرور الى الخروقات الدستورية، وتتقطع اوصالها ويقتل ناسها يوميا “ملاحظة: القانون مقر منذ الدورة البرلمانية السابقة والجماعة لايعلمون” !!
لست مبالغا.. والا مامعنى ان يترك الجيش العراقي يقاتل وحوش العصر من داعش واخواتها دون سند سياسي وجبهة سياسية قوية وموحدة، على الاقل تبرر دماء اؤلائك الذين يتساقطون شهداءا في مواجهة الارهاب.
تساءل رئيس التحرير الزميل اسماعيل زاير في افتتاحيته يوم الاربعاء في الجريدة “عودوا معي الى منظر العراقيين وهم يجرون اطفالهم واسمالهم مطرودين من دار آبائهم واجدادهم ومتخلين عن تأريخ ثابروا على مراكمته آلاف السنين .. ابتداءاً من مسيحيي الموصل وما حولها وتركمان تلعفر وشبك سهل نينوى وانتهاءاً بيزيديي سنجار . ما الذي فعلنا من اجل هؤلاء ؟ وما الذي قمنا به ؟ هل انتفضنا وثرنا على ما حصل ؟ اذا لم نقم بذلك فما الذي ننتظر ؟ ومتى ننتفض ونثور على سباتنا وتهافتنا ؟
انظروا الى سفهاء الساسة وهم يتجادلون لأشهر حول من هو صاحب الكتلة الأكبر ، انظروا سخفاء يخرجون علينا من على شاشات الفضائيات وهم يفلسفون التفاهات التي يتفوه بها اغلب السياسيين. ويبررون او يسوقون جحود وفجور بعضهم وهم يتبارون في التنافس السقيم على المكاسب السياسية”
و”اذ ندرك اننا كشعب ليس لدينا طريق لوقفهم عن التمسك بهذا الكم الهائل من المكاسب التي تحصل عليها فلا يبقى لنا ، ما دمنا نقف كمتفرجين سلبيين على التناهب الشاسع للثروات والموارد والممتلكات ، فالتدهور ماض الى سبيله والبلد في طريقه لمزيد من التفكك والضياع “.
فيما تساءل احد الاصدقاء على الفيسبوك “هل نحنُ بحاجة الى كُتاب و اراء و كلمات لا جدوى منه في زمن سُلبت فيهِ ارواح الاطفال و غيرهم من بشرية ؟! أم بحاجة الى يد تعمل من أجل هذا و ذاك , مُنذ سنوات كثيرة و العراقي يكتب و يقرء و يكتب قصص و ينبذ الطائفية و يحلل مواقف و لكنهُ لم يتمكن من تغيير شئ نحو الافضل”.
نحن حقيقة امام عجز حكومي بامتياز على معالجة مشاكل البلاد وازماتها، كما ان المجتمع المدني ومنظماته في سبات ، على ما يبدو الى يوم الدين بعد هبّة لم تدم طويلا ، وعجزنا نحن الذين نلوك الكلام ونعيده كأن فعل الكتابة لايتم الا في المكاتب مع الشاي والسيكارة والتأمل البليد..!
ماذا نفعل لتغيير واقع الحال ، ما دمنا امام نخبة تقود البلاد الى الهاوية على مذبح شهواتها الطاغية للسلطة والثروة !!