معظم الاسماء المرشحة للجلوس على الكراسي الوزارية في حكومة العبادي المقبلة هي شخصيات غير كفوءة ولا علاقة لها بالمناصب المرشحة لها ، وهذا ما يضع عشرات علامات الاستفهام على الخطاب السياسي التغييري الذي ترفعه كتلنا السياسية، والتي بشّرت به قبل الانتخابات وفي اثناء الصراع على ازاحة المالكي من رئاسة الوزراء ..
معظم الوزارات السيادية تقع تحت هذا العنوان ، هذا اذا كانت التسريبات صحيحة ، وسيرتكب المكلف الجديد السيد العبادي خطأه الثاني اذا قبل بهذه الاسماء لاعتبارات سياسية وترضيات وضغوطات سيدفع المواطن ثمن فشلهم جميعا..وكان الخطأ الاول تنازله عن وعده الاول بترشيق الحكومة الا انه عاد وصمت ولم تتردد كلمة الترشيق على لسانه ابدا ، انصياعا لرغبات الكتل السياسية التي تبحث عن المزيد من المناصب والامتيازات ..
السيد العبادي سيرتكب خطأه الثاني، على ما اعتقد، وسينصاع الى ارادة الحلفاء والشركاء معا ،ويقبل بالاسماء التي لاكفاءات لها في اختصاصات الوزارات المرشحة لها ، وربما يكون لهم كفاءات في مجالات اخرى .. والله اعلم !!
بعض الاطراف تدفع السيد العبادي للوقوع في مزيد من الاخطاء ، وامامها خطّتان ، لاسقاط العبادي وحكومته، وهي من نوع الاطراف التي تحمل خنجرا تستعمله في لحظة الانقضاض على الخصم من الخلف وليس باخلاقية الفرسان ..
الخطة “أ” العمل على منع انبثاق الحكومة من خلال التصلب في حوارات العبادي مع بقية الشركاء وتحديدا الكرد والسنّة بل وحتى مع بعض الحلفاءمن التحالف الوطني نفسه، وايصال الامور الى طريق مسدود ، والدفع بالعبادي الى التشدد ..
الخطة “ب” وهي خطة تلغيم الحكومة بوزراء ينتظرهم الفشل ، بسبب افتقارهم للكفاءة المطلوبة لقيادة وزاراتهم ، ولذلك نجد انفسنا امام حكومة ترضيات سياسية وليس تكنوقراط كما اعلن العبادي نفسه مرارا..
ما نقوله ليس من صنع الخيال السياسي ، لكن قراءة ما يجري تحيلنا الى استنتاجات من هذا النوع ، بل ان بعض الهمس المسموع من المقربين ، نقل احاديث مشابهة مما نقوله..
مازالت امام العبادي فرصة يتجاوز فيها فشل تشكيل حكومة الرشاقة ، وانفاذ الترهل بالكفاءات، سيكون الترهل مقبولا امام انجازات وكراسي يملؤها اصحاب الافكار الخلّاقة والحس الوطني والايادي النظيفة التي لم تتلوث بالفساد وغير مستعدة للوقوع في براثن اغراءاته ..
ما زالت امامه فرصة اثبات قوة شخصيته وقدرته على ادارة الامور والتحكم بها والتاثير في مساراتها بالتفاهم مع الشركاء ..
ان افلات الفرص الواحدة تلو الاخرى ليس الا تعبيرا عن الفشل القادم لحكومة العبادي، لانه بكل بساطة ، حكومة بلا كفاءات يعني حكومة بلا انجازات ، وبذلك يكون التغيير شكليا وشعارا تم به امتصاص نقمة الجمهور ..
على العبادي ان يتنبه الى ما يجري حوله وان يعتمد المكاشفة مع الجماهير، لفضح من يقف حائلا دون انطلاق حكومة الكفاءات، وان يعلن رفضه الصريح والواضح ، لقبول الترشيحات التي لاتتمتع بالكقاءات المطلوبة لانجاح وزاراتها ، وسيجد العبادي ان قوته في الناس وليس في من يضع الخطط باليمين ويصافحه باليسار !!
ونقولها بوضوح ان القبول بالاسماء المرشحة لوزارات وهم دون كفاءاتها، يعني ان السيد العبادي يكتب بيديه نعي حكومته المقبلة .