حواضن الدواعش ومحيطها الايديولوجي ، غير مقتصر على حمل السلاح ولا التبرع بالمال ولا الخيانات، الدواعش نظام ايديولوجي يعتمد على الغاء الآخر بالعنف وتكفيره وفرض نمط من الحياة على الناس يتناسب مع المخرجات الايديولوجية للتنظيم ..
ولو تابعنا ورصدنا كل انواع الغاء الآخر بالتهديد والعنف خارج جغرافية التمدد الداعشي في البلاد لاكتشفنا ان الكثير من السلوكيات التي يتبعها ويفرضها الكثير من المسؤولين وتحديدا المرتبطين باحزاب الاسلام السياسي بكل مذاهبه ، هي في جوهرها داعشية وان كانت ليست من مخرجات ايديولوجية الدواعش ومذهبهم ..
ولن نذهب بعيدا .. فقد تظاهر الاربعاء الماضي العشرات من طلبة معهد الفنون الجميلة وفنانون وأكاديميون في محافظة القادسية، احتجاجا..
احتجاجا على ماذا؟
كان الاحتجاج على قرار داعشي بامتياز وهو قرار وزارة التربية بإلغاء قسمي الفنون المسرحية والتشكيلية في معهد الفنون الجميلة !!
وبيّن المتظاهرون “أن تنظيم (داعش) يسيطر على قرارات وزارة التربية ويتحكم فيها بالتزامن مع الغاء داعش لها في الموصل”!!
هذا كلام المتظاهرين ..
تربية القادسية أيدت القرار وعدته فتحا مبينا في عالم الديمقراطية عندما بررته بالقول “القرار موازنة بين الأقسام في المعهد لرغبة الطلبة في اقسام معينة وهجرتهم أقساما أخرى” !!
معناه التحكم باختيارات الطلبة وتحديد اتجاهاتهم المستقبلية !!
وكان مسلحو (داعش)، أعلنوا في وقت سابق عن اختصار اقسام معهد وكلية فنون الموصل، على قسمي الخط والتصميم، واغلاق بقية الاقسام لمخالفتها الشريعة الاسلامية !!
وزارة التربية صحت يوم الخميس، على خطورة مثل هذا القرار الداعشي بامتياز، وقررت “إعادة فتح قسمي المسرح والفنون التشكيلية بمعهد الفنون الجميلة بمحافظة الديوانية “.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة، سلامة الحسن، أن ” وزير التربية محمد تميم لم يصدر أي تعليمات بخصوص إغلاق قسمي المسرح والفنون التشكيلية، بمعهد الفنون الجميلة بمحافظة الديوانية “.. والرجل معروف بتنصله كما حصل بعد مسرحية الدموع الفضائية !!
وأوضحت أن ” قرار الإغلاق صدر من الوكيل الإداري بالوزارة “، مشيرة الى ان ” الوزير قد عد القرار غير مدروس من قبل الجهة التي أصدرته ” !!
هل حقا ان قرار السيد الوكيل كان غير مدروس وبريء ، براءة الاطفال في عينيه، ؟ أشك في ذلك ، واعتقد جازما ان العودة عن القرار هو الضغط الطلابي الذي مارسه الطلبة ونقابة الفنانين .. برافو ..
المثال الثاني ان جامعة الكوفة تصدر اعماما بمنع ارتداء سراويل الجنس ، للطلبة والاساتذة الجامعيين ، لان هذه السراويل تتعارض مع التعاليم الاسلامية والحشمة وتعوق حركة التطوروالتعليم والمعرفة والبحث العلمي الكفاءات ..
وتعالوا بعد ذلك وتساءلوا عن سبب هجرة الكفاءات ، عندما يجد استاذ جامعي ان مسؤولا اميا وجاهلا، يفرض على استاذ جامعي، يتخرج من بين يديه اجيال من بناة مستقبل البلاد ، نوع الملابس التي يلبسها وان كانت تتطابق مع التعاليم الاسلامية اولا!!
الامثلة في تفاصيل حياتنا لاتعد ولا تحصى وخصوصا ممنوعات الجامعات في بغداد والمحافظات “النظيفة” من داعش ، وهي ممنوعات متشابهة ومتطابقة لممنوعات الدواعش التي نحاربها !!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..