في الاعادة افادة..!

ما اعتقدناه في عمود الخميس من ان ما يجري الآن خلف الكواليس وفي الغرف المظلمة هي عملية استنساخ للتجربة السابقة مع بعض التلطيفات التي لاتؤثر على الجوهر..
المباحثات الحقيقية تجري على توزيع المناصب وحصص المكونات، وهذا الموضوع انتهى منه السادة الكرام، وقسموا الوزارات بينهم، ورشحت الكثير من الاسماء العتيقة، فيما البرامج ما زالت عائمة ومحط اختلافات جوهرية ، مع ان الزمن الدستوري يضغط على الجميع..
لم تعد مخاوفنا وهواجسنا محط استنتاجات بل انها تتحول مع الاسف الى وقائع على الارض ، لينطبق علينا المثل الشعبي العراقي «تي تي .. تي تي .. مثل ما رحتي جيتي»!!
سنجد انفسنا امام استنساخ للتجربة السابقة مغلفة بشعارات جديدة وتعابير تلطيفية ، لكن الهدف واحد ، وهو تقاسم السلطة بين السياسيين الشيعة والسنّة والكرد..
المكونان السني والشيعي لم يحصدا من التقسيم ، كجمهور، غير ما «كسباه» في المرحلة السابقة ، فلا يوجد في الافق وما يجري الآن من حوارات ما يمنع من مثل هذا الاستنتاج ..
جمهور حامل لـ»ممثليه» الى كراسي السلطة والبرلمان على اساس برامج انقاذ وحبن تنتهي حفلة صناديق الاقتراع ، تتحول البرامج الى صفقات ومناورات وتبادل مواقع وكراسي ، بل وحتى عمليات بيع وشراء ليس للكراسي فقط وانما للمواقف السياسية وهي من سمات المرحلة السابقة بامتياز !!
غير الكوارث التي مرّت مثل سبايكر ومصعب وتمدد داعش والموصل التائهة وتصاعد التفجير، هناك آمرلي المحاصرة، وناسها الابطال غير المعنيين حقيقة بما يجري في المنطقة الخضراء ، وكواليس توزيع الحصص ، وكان المفترض ان تتوجه جهودهم نحو فك الحصار عن آمرلي ، ولو فعلوا ذلك لما انتقدهم اي عراقي على أي تجاوز للتوقيتات الدستورية فيما يتعلق بتشكيل الحكومة !!
الجمهور يبحث الآن عن الافعال، والكلام المنمق والرطانات اللغوية لم تعد تعنيه كثيرا، لا من قريب ولا من بعيد ، بل انه ينظر الآن الى «السياسي» كثير الكلام على انه حلاق ثرثار (مع احترامي للحلاقين) ..
ان لم تتحول المرحلة الحالية الى مرحلة عمل وانجاز وانقاذ من الازمة والضياع والتقسيم والدواعش والميليشيات والعصابات المنظمة وعودة المهجرين والنازحين الى بيوتهم ، ان لم يحدث شيئ من هذا ،فان كل الكلام هراء ، ويعني هذا ليس المراوحة في المكان بل الانزلاق اكثر فاكثر الى عمق المستنقع الذي نخوض فيه ..
نقولها للمرة المليون على العبادي ان يكون رجل المرحلة ، خصوصا مع دعم دولي وداخلي ، نادرا ما يتوفر لقائد في المنطقة ..
نقولها للمرة المليون أيضا، عليه ان لايفوّت الفرصة الذهبية التي بين يديه ، نعرف انه حديث مكرر ، لكن كما تقول العرب في الاعادة افادة .. وعسى ان يستفيد العبادي من الكلام المباح ..

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة