محمد عبد الرزاق
كان أفلاطون يرى أن الانتحار ليس جريمة إذا اضطر الإنسان إلى ذلك وحل به يأس ولم يبقَ له أي خيار غيره، إلا أنه ارتأى أن يتم تجريم الانتحار إذا حدث بسبب جبن فاعله على مواجهة الحياة. بينما يقول الأديب التشيكي “كافكا” إن الانتحار هو الحل الوحيد.
تنتشر بصورة لا تنقطع أبدًا الأخبار عن أشخاص يقدمون على الانتحار بكل سهولة، كأن الحياة لا تعني لهم أي شيء حقيقي. لا يملك أحد تفسير يقيني لإقدام الأشخاص على الانتحار، فكل شخص يقدم على إنهاء حياته بسبب خاص جدًا، يرتبط ارتباطًا أصيلًا بذاته وحياته هو فقط، كارتباطه بحمضه النووي، إلا أننا نعرف الطرق التي يسلكونها في سبيل إنهاء حياتهم، لأن ذلك هو آخر فعل اختياري لهم.
وإذا كان إنهاء الإنسان لحياته هو حدث مأساوي، ذو هزة عنيفة على مسامع معارفه، خاصة مع الانتشار الفيروسي للأخبار في هذه الأيام، إلا أن انتحار المبدعين والكتاب لا يعد كونه مأساة فقط، وإنما لغزًا يستحق المتابعة والتأمل أيضًا، فإحدى أدوار المبدع أو الكاتب الأصيلة هي: إنتاج فن يتشابك مع الحياة ويواجهها ويحاول تفسيرها، يما يتيح للجماهير بعضًا من الفهم والاستئناس، اللذين يدفعان بتلك الجماهير إلى مواصلة الحياة ومجابهتها
فنانون ومشاهير كثر أنهوا حياتهم عن طريق الانتحار، مثل هيث ليدجر، روبن ويليامز، داليدا.. وغيرهم). من الكتاب أيضا والروائيين من انتحر بطرق شديدة القسوة، بعدما قدموا للعالم قصصًا وروايات غاية في العظمة، مثل فرجينيا وولف و إرنست همنغواي و سيليفيا بلاث و والنمساوي ستيفين زفايغ.