بغداد- الصباح الجديد :
العلاقة التي تربط الأجداد بالأحفاد هي علاقة محبة تفوق التوقع، إذ يشكل الجدّان صورة أساسية لمرحلة الطفولة ودعامة للأسرة.
فهما ينقلان للأحفاد الأمان العاطفي، ويمنحانهم الشعور بالحماية وكأنهما سور يمكنهم الاتكاء عليه، برغم ما يعرف بصراع الأجيال واختلاف الأفكار والطباع.
اليوم بسبب ” كورونا ” فرضت علينا بعض الإجراءات الوقائية والصحية التي من شأنها التقليل من انتشار هذا الفيروس ومن هذه الإجراءات فرض الحجر الصحي مما جعل الأحفاد يبتعدون عن الأجداد والأقارب من اجل سلامتهم . لكن أثبتت بعض الدراسات ضرورة التواصل مع الأجداد وأن كان عن طريق الاتصال بالهاتف .
اذ قال رئيس منظمة الصحة العالمية في أوروبا، إن الشباب يجب أن يتصلوا بأجدادهم كل يوم في أثناء فترة انعزالهم مع الإغلاق العام بسبب جائحة “كورونا”.
وتحدث الدكتور “هانز كلوج” في “بودكاست” لصحيفة “ذا تايمز”، ناصحًا الشباب ومشجعًا إياهم على البقاء على اتصال بأقاربهم باستعمال التقنيات عبر الإنترنت.
وقال: “رسالتي إلى الشباب هي: إذا كنت لا تستطيع رؤية أجدادك، اتصل بهم كل يوم، مرة أو مرتين في اليوم”.
وأضاف: “ساعدهم على ترجمة المعلومات، فهناك الكثير من المعلومات في كل مكان ساعد في ترجمتها إلى معلومات مفهومة وذات صلة”.كما شجع “كلوج” الشباب على “عمل روتين يومي والبقاء بصحة جيدة وممارسة التمارين اليومية”.
تأتي نصيحة الطبيب مع نصيحة الخبراء لكبار السن بعزل أنفسهم، وأمر بعض الحكومات بذلك.
وأعلن وزير الصحة البريطاني “مات هانكوك” في وقت سابق من هذا الشهر، أنه يجب على جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا في المملكة المتحدة البقاء في المنزل من أجل حماية أنفسهم من خطر الإصابة بفيروس “كورونا”.
وأضاف أن مدة العزل الذاتي في المنزل قد تصل لـ4 أشهر. واعترف الوزير أنه طلب صعب للغاية، لكنه أوضح أنه جزء من خطة عمل الحكومة لحمايتهم.
وأثار الإعلان مخاوف بين المؤسسات الخيرية التي تدعم كبار السن، حيث قال الكثيرون إن مثل هذه الإجراءات ستؤدي إلى تفاقم مستويات الشعور بالوحدة، وبالتالي نستطيع أن نفهم الدوافع خلف نصيحة الدكتور “كلوج”.
علاقة مضادة للاكتئاب
ومن جانب اخر تشير إحدى الدراسات إلى أنه كلما زاد التقارب العاطفي بين الاحفاد وأجدادهم، انخفضت فرص إصابتهم بالاكتئاب في سن المراهقة.
وأظهرت دراسة أخرى أن تقارب الأجداد والأحفاد يعمل على تخفيض أعراض الاكتئاب لدى كلا الجانبين.
وتؤكد الدراسات أن السنوات التي يقضيها الأحفاد مع الأجداد، سواء طالت أو قصرت، والتي تحمل كثيرًا من المحبة والحكمة ونقل التقاليد والذكريات، يكون لها تأثير عميق على حياتهم لأنها تكسبهم البصيرة والثقة، وغيرها من الصفات الطيبة التي سينقلها هؤلاء يومًا ما لأبنائهم وأحفادهم أيضًا.
امتداد جيني واجتماعي
يقول خبراء علم النفس أنَّ “الأب والأم يعيشان الأبوة والأمومة مع أطفالهما في حلوها ومُرّها، لكن الجدَّين يعيشان مع الأحفاد الأبوَّة والأمومة المتأخرة في حلوها فقط، أما الجانب المرّ فيتركانه للأب والأم”. لذا، يرى الأجداد في الأحفاد امتداداً طبيعياً لسلالتهم ومصدر سعادة وفخر في حياتهم، وبدورهم، يرى الأحفاد في الأجداد الحضن الذي يعطيهم الإحساس بالأمان والانتماء.
ويزوِّد الأجداد الأحفاد بنوع من الثراء العاطفي والنفسي، كما يزودونهم بالخبرات والمعارف الأساسية في الحياة نتيجة التجارب والخبرات. وعندما ينتقل دورك من أم وأب إلى جد وجدة يتغير الوصف الوظيفي لمهمتك فلا يعود هدفك الرئيس رعاية الطفل، بل تقديم الحب والاستمتاع بمشاعر الأبوة والأمومة من دون عناء.