المهم والاهم !

في خضم الانقسامات السياسية الكبيرة حول التعاطي مع المتغيرات الجديدة في الساحة العراقية يتطلع جميع العراقيين إلى تحقيق قفزة نوعية في مجال الاصلاح ولا يبدو ان مثل هذه القفزة تقتصر على المجيء برئيس وزراء جديد أو إقرار قانون الانتخابات الجديد والمصادقة عليه فكل هذه الخطوات مهمة وهي جزء من المطالبات المشروعة للشعب العراقي لكن كثيرين يتفقون معنا بضرورة استمرار التظاهرات والاحتجاجات في بغداد والمحافظات العراقية من اجل الوصول إلى الاستحقاق الاهم والخطوة الاعظم وهي التعجيل بإجراء انتخابات نيابية مبكرة تحت اشراف الامم المتحدة من دون وصاية أو تدخلات حزبية او إقليمية.
وهذه الخطوة هي نقطة مفصلية ومنعطف مهم في المسيرة الطويلة التي انطلق فيها الشعب العراقي منذ سنوات من اجل انجاز تغيير حقيقي على أرض الواقع وبالتالي فإننا نتطلع أن ينجز رئيس الوزراء الجديد السيد محمد توفيق علاوي هذا الاجراء السياسي الحاسم بمهنية ونزاهة وان يشرع من الآن في التأسيس لانتخابات حرة لا تستثني اية فئة من فئات الشعب العراقي للتعبير عن رأيها تجاه المرشحين الجدد كما ان على السيد علاوي أن يدرك الأساليب الملتوية التي قد تلجأ إليها أحزاب سلطوية متمرسة بالاحتيال والالتفاف على القوانين الانتخابية الجديدة من خلال الاستعانة بخبراء دوليين واستشارتهم سواء اكان ذلك تحت مظلة الامم المتحدة أو تحت مظلة عناوين اتحادات أو منظمات دولية أخرى مشهود لها بالخبرة والنزاهة.
فما سيترشح عن هذه الانتخابات وما سيعقبها من تطورات يرتبط ارتباطاً مصيريًا بسمعة العراق وقدرته على انجاز التغيير وعدم تكرار الاخطاء والانتهاكات التي رافقت التجارب الانتخابية للسنوات المنصرمة ومن وجهة نظرنا فان الجهود في الأيام المقبلة ينبغي أن تتركز على هذا الاستحقاق وعلى جميع فئات الشعب التي تتشارك بمهمة تحقيق الاصلاح أن تقدم المساندة والدعم لرئيس الوزراء أو السلطة القضائية بما يدعم إجراء انتخابات شفافة تتيح لشخصيات جديدة يقع الاختيار عليها من الشعب العراقي الوصول إلى قبة البرلمان ومن ثم الدخول في مرحلة جديدة من العمل السياسي لإصلاح ماتم تخريبه من الادارات السابقة واصدار قرارات تشريعية وتنفيذية حاسمة ترمم الجسد العراقي وتعافيه وتعيد الثقة للنظام التعددي الجديد الذي تأسس على انقاض الديكتاتورية بعد أن عاث المفسدون به خرابا ونهبوا خيراته تحت عناوين متعددة بقيت شائعة ومتسيدة المشهد العراقي لأكثر من ست عشرة سنة وحينما يتحقق ذلك يكون رئيس الوزراء والذين عملوا معه قد اوفوا بالتزاماتهم وتعهداتهم امام الشعب ولم يخيبوا آمال الشهداء وذويهم وكل من ضحى في سبيل رؤية عراق جديد ينتصر فيه المظلومون ويندحر فيه الظالمون.

د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة