الكرد يربطون تاييدهم للزرفي بمدى دعم القوى الشيعية له
السليمانية – الصباح الجديد – عباس اركوازي
فيما طالبت احزاب وقوى سياسية كردستانية نظيرتها الشيعية بانهاء الجدل الدائر حول منصب رئيس الوزراء والاسراع في الاتفاق فييما بينها على مرشح لشغل منصب رئاسة الوزراء خلفاً لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، فانها رهنت تاييد رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي بمدى موافقة القوى والاحزاب الشيعية الاساسية عليه.
وقالت تلك القوى ان احتدام الصراع بين القوى الشيعية حول شخصية المرشح او انتمائه الحزبي وخلفياته السياسية وعدم تمكنهم من تجاوز الخلافات والاتفاق على مرشح بعينه يهدد بناء الدولة وسيضع العراق امام مرحلة خطيرة، في ظل تفاقم الازمات الاقتصادية والسياسية والامنية، مؤكدة ان التوافق على شخصية لشغل المنصب للمرحلة الانتقالية، لا يتطلب كل هذا العناء .
واضافت قوى واحزاب كردستانية، ان ما يحصل في العراق من لامبالاة لاينم عن ادراك وتعاط واقعي مع المشاكل والازمات السياسية والاقتصادية والمالية التي تواجه البلاد.
وقالت مصادر سياسية مطلعة للصباح الجديد، ان رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي اجرى اتصالات هاتفية مع كل من الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكردستاني، لاهور شيخ جنكي ورئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، بحث معهما المساعي التي يقوم بها لتشكيل الحكومة المقبلة.
واضافت المصادر، ان الزرفي اتصل مرتين بالرئيس المشترك للاتحاد الوطني لاهور شيخ جنكي، كما اتصل مرة واحدة برئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني لاطلاعهم على برنامجه الحكومي والاليات التي اتبعها في تسمية الوزراء وحصة الكرد من التشكيلة الوزارية.
واوضحت، ان الاتحاد الوطني اكد في الاتصال الذي اجراه رئيسه مع الزرفي على ضرورة تطبيع الاوضاع في كركوك، وحسم الملفات والمشاكل العالقة بين بغداد واربيل، بينما تناول اتصال الزرفي مع بارزاني قضية حصة الاقليم من الموازنة الاتحادية والايرادات وملف النفط والغاز.
واضافت المصادر، ان الزرفي الذي يواجه ترشيحه رفضا من قبل اغلب القوى الشيعية القريبة من ايران، يعمل على كسر الجمود وتوسيع جبهة مؤيديه، وكسب دعم الاطراف الكردية الى جانبه، مشيرا الى انه طالب قبل ايام بلقاء رئيس الاقليم السابق زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، الا ان الاخير اعتذر، مفضلاً تاجيل اللقاء الى وقت اخر يكون قد تمكن فيه الزرفي من الحصول على تاييد الاطراف الشيعية لتوليه منصب رئيس الوزراء.
واشارت المصادر الى، ان الاتحاد الوطني الذي اصدر المتحدث باسمه بياناً ايد فيه الزرفي عقب تكليفه من قبل رئيس الجمهورية، اجرى رئيسه لاهور شيخ جنكي اتصالات مع عدد من القوى الشيعية وفي مقدمتها تحالف الفتح، وجدد لها التأكيد بان دعمه للزرفي مرهون بمدى دعم الاطراف الشيعية لترشيحه، وانه لن يعرض علاقاته التأريخية معها للخطر بدعم مرشح جدلي، وانه يحترم راي واستحقاق القوى الشيعية، ولن يكون من المتجاوزين على هذا الاستحقاق، مشيراً الى ان مواقف رئيس الجمهورية الذي يشغل منصب قيادي في الاتحاد الوطني تجاه الواقع السياسي الراهن في البلاد، مبنية على متطلبات المرحلة وتطورات الاحداث في العراق، هي لاتمثل رؤية او استراتيجية الاتحاد الوطني، مؤكداً ان الاتحاد وبعد عقد مؤتمره الرابع والتغييرات الكبيرة في هيكلية بنائه وقيادته يسعى لاعادة بناء العلاقات مع مختلف القوى والاحزاب السياسية في العراق، وخصوصا القوى والاطراف التي تمثل المكون الشيعي وهي لن تفرط بهذه العلاقة بدعم اي مرشح جدلي.
في غضون ذلك عبرت قوى واحزاب كردستانية معارضة عن رفضها لاية مباحثات او حوارات يجريها الزرفي مع الحزبين الرئيسين في الاقليم، مشيرة الى انها لم تجر لحد الان اية حوارات مع الزرفي مطالبة باشراكها في اية حوارات رسمية يجريها الزرفي مع المكون الكردي لاحقاً في اطار تشكيل الحكومة.
من جانبه اكد عضو مجلس النواب عن الاتحاد الوطني هريم كمال اغا، ان العراق يمر بمرحلة غاية في الخطورة، وان هناك العديد من المشاكل السياسية والاقتصادية والامنية فضلاً عن التهديد الذي يمثله تفشي فايروس كورونا على المواطنين، الامر الذي يسترعي من القيادات السياسسية بمختلف انتماءاتها انهاء التناحر والجدل واخراج العملية السياسية من المازق الذي تواجهه.
وتابع في حديث للصباح الجديد، ان اغلب القوى والاحزاب السياسية الممثلة في مجلس النواب ترغب بانهاء الجدل الدائر وهي تطالب بالاسراع بتسمية اية شخصية لشغل منصب رئيس الوزراء من قبل القوى والاحزاب الشيعية، لافتا الى ان الصراعات داخل البيت الشيعي اضافة الى التدخلات الاقليمية، عمقت الازمات والمشاكل السياسية والاقتصادية والامنية التي تواجهها البلاد وهي تقف عائقا امام تسمية رئيس الوزراء.
وكان رئيس الجمهورية برهم صالح قد كلف في الـ 17 من شهر المنصرم محافظ النجف السابق عدنان الزرفي لتشكيل الحكومة الجديدة للفترة المقبلة، فيما ورفض كل من تحالف الفتح وائتلاف دولة القانون وكتلة العقد الوطني، وكتلة النهج الوطني، تكليف الزرفي من الرئيس برهم صالح، وعدت تجاوزا من قبل صالح على السياقات الدستورية والأعراف السياسية.