المنظمة تلغي اجتماعاً لإجراء محادثات فنية كان مقرراً غد الأربعاء
بغداد ـ الصباح الجديد:
أكدت وزارة النفط، امس الأحد، أن العراق نجح في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية لتحسين طريقة التعامل مع تراجع الطلب على النفط داخل منظمة أوبك وخارجها في محاولة لرفع الاسعار التي تهاوت، في وقت أجلت فيه المنظمة اجتماعها المزمع عقده يوم غد الأربعاء في فيينا.
وقال الناطق باسم وزارة النفط عاصم جهاد، في تصريح صحافي، ان “العراق نجح بعد تكثيف الاتصالات من قبل نائب رئيس الوزراء وزير النفط ثامر الغضبان مع الدول الأعضاء داخل وخارج منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» ومع رئيس المنظمة السابق محمد باركيندو، ورئيس الدورة الحالية وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب في تقريب وجهات النظر بضرورة عقد اجتماع للجنة الوزارية لمراقبة الإنتاج والعراق عضو فيها وأيضا في عقد اجتماع للوزراء من داخل وخارج أوبك”.
وأضاف، ان “العراق نجح في تحقيق تقدم لحل الأزمة بين الأطراف المعنية وتلقى تجاوبا كبيرا من الجهات المعنية وخصوصا روسيا وبقية الأعضاء، والعراق متفائل في هذا الإطار”. وأوضح جهاد أن “الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول الأوروبية والدول الأخرى بشأن تقييد حركة الرحلات قد يؤجل هذا الاجتماع، لكن المهم أننا حققنا تقدما في تحديد موعد الاجتماع للجنة مراقبة الإنتاج وللاجتماع الوزاري، والاتصالات سوف تستمر والجميع متفق على أن ما يجري حاليا ليس في مصلحة أحد والجميع متضرر وعلى الجميع إيجاد الحلول السريعة لإعادة التوازن إلى السوق النفطية”.
الى ذلك، قال مصدر مطلع إن اجتماعا كان من المقرر عقده بين دول أوبك والمنتجين المستقلين لإجراء محادثات فنية يوم غد الأربعاء في فيينا تم إلغاؤه.
ومن المقرر أن تنتهي صلاحية اتفاق لخفض الإنتاج بين أوبك وحلفائها بقيادة روسيا، فيما يعرف باسم مجموعة أوبك+، بنهاية الشهر الجاري.
وفي السادس من آذار، أخفقت أوبك+ في التوصل لاتفاق لزيادة خفض الإمدادات من الخام أو تمديد الاتفاق الحالي مما تسبب في مزيد من الانخفاض في أسعار النفط.
ورفضت موسكو مقترحا بزيادة تخفيضات الإنتاج عن مستواها الحالي بواقع 1.5 مليون برميل يوميا حتى نهاية العالم الجاري، من جهتها رفضت الرياض تمديد اتفاق خفض الإنتاج بالشروط الحالية لمدة 3 أشهر.
كما قامت السعودية على الفور بعرض تخفيضات في أسعار نفطها لشهر نيسان المقبل، كما تحدثت تقارير إعلامية عن عزم المملكة زيادة إنتاجها من النفط الخام إلى أكثر من 10 ملايين برميل يوميا، ما أسهم في الهبوط الحاد في أسعار الذهب الأسود.
وانخفض النفط مع إخفاق خفض طارئ من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة في تهدئة أسواق المال العالمية المصابة بالفزع من الانتشار السريع لفيروس كورونا، بينما تضاف حرب الأسعار بين كبار المنتجين إلى تخمة متنامية في الإمدادات.
وهبط خام برنت 2.07 دولار إلى 31.78 دولار للبرميل ليواصل انخفاضا بنسبة 25% سجله الأسبوع الماضي في أكبر تراجع أسبوعي منذ عام 2008. وفتح عقد شهر أقرب استحقاق على ارتفاع إذ سجل 35.84 دولار لكنه انخفض إلى مستوى متدنٍ بلغ 31.63 دولار.
وتراجع الخام الأميركي 1.38 دولار إلى 30.35 دولار للبرميل بعد أن هبط لما دون الثلاثين دولارا للبرميل في وقت سابق من الجلسة، بالرغم من تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجي ”عن آخره“ في أكبر مستهلك للخام في العالم.
وقال مايكل تران، المحلل لدى ”آر.بي.سي كابيتال ماركتس“: ”بينما يساعد ذلك بشكل هامشي، فإن السياسة المتعلقة (بالاحتياطي البترولي الستراتيجي) تتضاءل مقارنة مع سوق مبتلاة بفيروس كورونا، وهو أثر يقاس بالشهور ومقارنة بحرب أسعار من المتوقع أن تستمر لعدة فصول أو أكثر“.
وأوضح تران أن مخزونات الاحتياطي البترولي الستراتيجي تبلغ 634 مليون برميل، وهو ما يقل بنحو 80 مليون برميل فقط عن الطاقة الاستيعابية التي تبلغ 714 مليون برميل، وعمليات الشراء من الحكومة لن تسحب سوى فائض عالمي لمدة نحو 20 يوما، وهو ما تقدره آر.بي.سي بأنه يبلغ أربعة ملايين برميل يوميا.