الجيش السوري يوسع سيطرته في إدلب وعشرات الالاف من المدنيين يفرون من وطأة المعارك

مقتل تسعة مدنيين

متابعة ـ الصباح الجديد :

استعاد الجيش السوري السيطرة على عشرات البلدات والقرى في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا من «الجهاديين» بعد ايام من المعارك العنيفة التي اسفرت عن مقتل تسعة مدنيين امس الأول الاحد، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ودفعت الغارات الجوية الكثيفة عشرات آلاف المدنيين الى النزوح، علما بان تسعة منهم قتلوا امس الأول الاحد في غارات للقوات الروسية فيما كانوا يحاولون الفرار من العنف، بحسب المرصد.
ومنذ مساء الخميس، اسفرت مواجهات دامية في محيط مدينة معرة النعمان في جنوب ادلب عن مقتل 187 مقاتلا، وفق المصدر نفسه.
وسيطرت قوات النظام على 29 بلدة وقرية في المنطقة، وفق المرصد، وتقترب تدريجا من معرة النعمان.
ويواصل سكان المدينة الفرار منها الاحد خشية تقدم جديد لقوات النظام، وفق ما افاد مراسل لفرانس برس في المكان.
وقال المرصد ان اكثر من ثلاثين الف شخص فروا من منطقة المعارك في الايام الاخيرة.
وأفاد أحد السكان ويدعى ابو أكرم أنّ عمال الإغاثة يسابقون الوقت لإخراج الأسر من المدينة.
وصرّح الأب لخمسة أبناء لفرانس برس والذي عجز عن توفير سيارة تقل اسرته الى الشمال «الكل يحاولون بكل طاقتهم إخراج الأسر لكنّ الوقت لا يسعفهم».
وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، التي تؤوي ونواحيها ثلاثة ملايين شخص، نحو نصفهم نازحون من مناطق أخرى. وتنشط فيها أيضاً فصائل إسلامية ومعارضة أقل نفوذاً.
ورغم التوصّل في آب إلى اتفاق هدنة توقف بموجبه هجوم واسع شنته قوات النظام لأربعة أشهر في إدلب، تتعرض المحافظة منذ أسابيع لقصف تشنه طائـرات حربية سورية وروسية.
وبلغت حصيلة القتلى في المحافظة منذ نهاية آب اكثر مـن 230 بحسـب المرصد.
وفـي تشريـن الاول ، قـام الرئيـس بشـار الاسد باول زيارة للمنطقـة منـذ اندلاع النزاع فـي 2011، مؤكـدا ان معركة ادلب تشكل منعطفا لانهاء الحرب.

«لا مكان آمنا»

وتجددت المعارك والقصف منذ 16 كانون الاول ، ما دفع عشرات الاف المدنيين الى المغادرة وسط الخشية من كارثة انسانية، وفق الامم المتحدة.
وهذا الاسبوع، ارتفعت حصيلة القتلى لتتجاوز اربعين مدنيا. وامس الأول الاحد، قضى تسعة مدنيين في استهداف للطيران الروسي لمجموعة سكان يفرون من معرة النعمان وانحائها، بحسب المرصد.
ودعت الامم المتحدة الأربعاء الماضي الى «وقف التصعيد فورا» محـذرة من نزوح عدد اضافي من المدنيين اذا استمر العنف.
ولجأت روسيا والصين الجمعـة الماضية الى الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الامن يمدد ايصـال المساعـدات الاممية الى اربعة ملاييـن سـوري عبـر الحدود، ما يزيـد الـمخاوف من تدهور الوضع الانسانـي الهـش اصـلا.
وخلّـف النـزاع السوري منـذ اندلاعه قبل ثمانيـة أعـوام أكثـر مـن 370 ألـف قتيـل وأحـدث دمـاراً هائـلاً فـي البنـى التحتيـة والقطاعـات المنتجـة، كـما شرّد الملايين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة