ما بني على باطل فهو باطل وما تأسس على كذب لن تصدقه الناس ..لسنا هنا في هذا المنبر بموضع الواعظين ولكننا نذكر ونقول ان الخوف من الحقيقة يدفع بعناوين شاركت في التأسيس لهذا النظام السياسي وماتزال فاعلة فيه للابتعاد عنها ..خمسة عشر عاما والطبول تقرع للإعلان عن بشائر العهد الجديد .. من دون الالتفات لدعوات اصلاح الدستور ووقف الانتهاكات ..خمسة عشر عاما والملايين تنتظر التغيير الموعود حتى وصلنا الى اللحظة التي يمكن فيها مساءلة هؤلاء الذين صموا آذانهم عن دعوات الاصلاح ..لماذا استحببتم المضي في منهج التضليل والالتفاف وممارسة الانتهاكات ؟؟ لماذا استمرأتم فلسفة الوعود واتخذتموها طريقا توهمون فيه الفقراء ؟ لماذا سمحتم للقتلة والمجرمين بالنفاذ الى وطننا تحت وطأة الانغماس بالفساد والصراع على المغانم ؟؟ لماذا منحتم الفرصة لانصار الديكتاتورية بالتشفي والشماتة من انتظار الصابرين ؟؟ الآن وقد نفد صبر الصابرين وحان وقت المساءلة والمكاشفة والمصارحة يأتي صوت مرجعية النجف ليضع النقاط على الحروف منوها ومذكرا من انساق وراء الاكاذيب والوعود وتجلت الحقيقة بمجموعة من النقاط التي اعلنها ممثل السيد السيستاني في باحة الحرم الحسيني في كربلاء يوم الجمعة الماضي..
اولا ان من يقودون البلاد اليوم لا يحظون بدعم المرجعية الا بمقدار اخلاصهم او خيانتهم للشعب والامة فالمرجعية دائما وابدا مع الشعب لا مع السلطة ..وثانيا ان سلسلة الاكاذيب والوعود لابد لها ان تنتهي وان قضية تشكيل اللجان التحقيقية سيئة الصيت ومواعيد انجازها المزعومة لم تعد تنطلي على العراقيين وثالثا ان سفك دماء العراقيين بأموال العراقيين له ثمن باهظ ولا يمكن تجاوزه بمجموعة قرارات تبتز الفقراء وتزايد على محنتهم وقضيتهم المشروعة وقد ان الاوان ليغادر الجهلة ممن يمسكون بالمناصب عناوينهم وان يفسحوا المجال لجيل جديد واع ومدرك بشكل اعمق لمحنة العراق واسبابها فلم يعد هناك المزيد من الوقت لتمرير اساليب جديدة في منهج الخداع والتضليل وما ضاع من عمر العراقيين سيحاسب الله عليه المدعين بالانتماء الى شرائعه السماوية وسيحاسبهم التاريخ قبل العدالة الوضعية على كل ما اقترفوه من آثام وماسرقوه من اموال وحتى لاتكون هناك فسحة او فرصة اخرى للتضليل نقول ان اولى الخطوات الاصلاحية تتمثل باعادة توزيع ثروات العراقيين باعادة صياغة الدستور وتعديل القوانين التي من شانها ايقاف هدر المليارات التي يحصل عليها من دون استحقاق شرعي فئات محمية من منظومة الفساد في اعلى هرم السلطة لاتريد المساس بامتيازات الرئاسات الثلاث ولا تؤمن بالمساواة بين العراقيين وهناك ماهو مهم ايضا حيث ان (ثيمة) التضحية والجهاد لم تعد مقصورة على جيل واحد ولابد من اعادة النظر في قوانينها وامتيازاتها لتنصف شهداء الارهاب وشهداء الحشد الشعبي وشهداء التظاهرات الذين قد تكون تضحياتهم هي الاحق والاصدق بعناوين النضال والجهاد فعائلات هؤلاء مايزالون يسكنون في بيوت الصفيح ويتضور اولادهم جوعا ويتلقون المساعدات بكرامة مجروحة ولابد ايضا من الوقوف امام محنة الملايين من الخريجين الذين افنوا عمرهم في المدارس والجامعات ليجدوا انفسهم في نهاية المطاف في طوابير العاطلين وقد اختار عدد منهم ساحة التحرير منذ اكثر من خمس سنوات للتعبير عن مطالبهم بالحصول على فرصة عمل والى جانبهم ملايين آخرين من الشباب الذين تركوا مقاعد الدراسة من اجل اعالة ذويهم من دون اهتمام او تقدير لا يتلقون سوى الوعود والتصريحات الفارغة وقد تكون هذه الاصلاحات الانطلاقة الحقيقية نحو التغيير التي تطمئن الشعب العراقي بصدقية النهج وتبدله عن سابقه وبما يختصر التضحيات ويوقف نزيف دماء جديدة .
د. علي شمخي