سطور ليست للقراءة

كريم صبح

« ربما تعثر عليّ وربما لا، سأحسن الظن بحظي هاته المرة، وارفع سقف توقعاتي فوق سقف حجرتي هذه الآيلة للسقوط، كما الفندق الحقير كله، واتخيلك تقف مكاني ها هنا، آن تحملت رائحة العفونة وطفح المرافق الصحية بالطبع، ممسكا برسالتي هذه، تقرأ سطورها سطرا سطرا، وما بين سطورها، حاكا رأسك، محاولا الركون إلى حدسك البوليسي في فك الغازها واستجلاء ما غمض منها. ولا اظنك وانت ما أنت من موهبة تتفوق على شرلوك هولمز حتى، تترك حجرتي البائسة هذه قبل أن تنتصر.
القضية العويصة التي تحتاج إلى عبقريتك الفذة لفك طلسمها، ليست ما حدثتك بشأنها عند اتصالي بك هاتفيا، اقصد حقيبة النقود، التي سرقتها من رب عملي صاحب محل الصيرفة، وقلت لك انني اخفيتها هنا، في الحجرة رقم ١٢، في الواقع، لا حقيبة ولا نقود، انتظر ولا تتعجل الأمور، فإنني اتوقع ان تنزل على جمجمتك ضربة من قضيب حديدي في هذه اللحظة، من أخيك غير الشقيق الذي كتب اليك الرسالة. استدر لتتأكد بنفسك، ها أنا! خذها أيها الشيطان، ألم تقتل أخي الشقيق من أجل الحقيبة نفسها؟
إذا عشتَ بعد الضربة، قد تتهمني أمام الشرطة انني انا مَن حاولت قتلك. لا تفكر بالأمر حتى، هذه الرسالة ستصبح في جيبي مرة أخرى بعد أن انتزعها من بين اصابعك وانت ميت أو فاقد الوعي، ومن دونها لن يصدقك أحد. تهددني بسجل الفندق، بوصفه دليلا على وجودي بالفندق ليلة الضربة؟ غبي انت اذن؟ ثمة صفقة بيني وبين صاحبه: امست الحقيبة من نصيبه، في مقابل قيامه بعمل سجل جديد لا وجود لاسمي فيه. وضع في حسبانك انني تركت الفندق من مدة طويلة، ولا أحد.من نزلائه الحاليين يعرفني بالاسم أو بالهيئة، بالمناسبة، صاحب الفندق هو من اختار الحجرة. قال انها منفصلة عن طابقي فندقه وتؤدي إلى السطح مباشرة، وأعجب انك.لم تستغرب وصولك إليها بكل سهولة، ولماذا اشرح كل هذه التفاصيل وانت تسبح بدمائك ولا تفقه ما اقول؟»
بيان الشرطة المقتضب تحدث عن شاب نزف حتى الموت في إحدى فنادق « العلاوي «… لكن مواقع التواصل الاجتماعي أشارت إلى قتيل كشف عن هوية قاتله قبل أن يسلم الروح، بعض المواقع تلك ذكرت الأحرف الأولى من اسم القاتل حتى، قالت انه كتب بالدم إلى جانب اسم صاحب الفندق، على باب الحجرة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة