بارزاني يطمئن الأقلّيات على ضمان حقوقهم في دولته المرتقبة
السليمانية ـ عباس كاريزي:
لا يُفوت رئيس اقليم كردستان زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني أية مناسبة او لقاء، الا ليؤكد خلاله بنحو من الاشكال على سعيه المستمر لاجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم خلال العام الحالي، ففي حين جدد في برقية تهنئة بعث بها الى المسيحيين في الاقليم أن كردستان موطن للجميع وستبقى حقوق جميع الاقليات والأديان مصانة دائماً، عدّ المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين أن الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان سيكون «خطوة خاطئة» في ظل الأوضاع الحالية في العراق.
بارزاني الذي خلف تجديد ولايته للمرة الرابعة لرئاسة الاقليم المح في برقية تهنئة الى الشعب الكلداني السرياني الآشوري في إقليم كردستان بمناسبة رأس السنة الآشورية البابلية، وحلول اعياد أكيتو، الى ان حقوق الاقليات في دولته المرتقبة ستكون مصانة، وقال في برقيته التي حصلت الصباح الجديد على نسخة منها ان حقوق جميع الاقليات ستكون مصانة وأن كردستان هو موطن للجميع، ومصيرنا واحد في السراء والضراء، وستبقى حقوق جميع الاقليات والأديان مصانة دائماً، ولن تحدث أي اشكالات طائفية أو مذهبية في الاقليم».
واختتم البارزاني برقيته قائلاً:» اتمنى في هذه المناسبة بأن يرجع اخوتنا واخواتنا المهجرون الى مناطقهم مرفوعي الرأس بأسرع وقت ممكن، ليؤمنوا مستقبلهم، وان يعود السلام للعراق وللمنطقة ايضا».
في غضون ذلك عدت الحكومة التركية استفتاء تقرير المصير في إقليم كردستان «خطوة خاطئة»، وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، «أن الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان سيكون خطوة خاطئة في ظل الأوضاع الحالية في العراق».
كالين حذر في مؤتمر صحفي الجمعة ( 31 آذار 2017)، رداً على تصريح رئيس إقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني بخصوص الاستفتاء على الاستقلال، من أن انقسام العراق على أساس الاثنيات والمذاهب والهويات، لن يبقى ضمن إطار الحدود العراقية بل سيتوسع إلى مناطق أخرى، داعياً إلى ضرورة التصرف بعقلانية في مسألة الاستفتاء والأخذ بعين الاعتبار حساسيات جميع المناطق، و
كما وصف المتحدث الرئاسي على وفق ما نقلته وكالة الأناضول القرار الذي أصدره قبل أيام مجلس محافظة كركوك برفع علم كردستان في الدوائر الرسمية في المحافظة، بأنه « خاطئ» أيضاً، مبررًا ذلك بأنه سيتسبب في توترات جديدة قائمة على أسس عرقية ليس فقط في كركوك وإنما في العراق بأكمله وحتى في مناطق أخرى.
وكان مسعود بارزاني قد صرح خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريس في أربيل مساء الخميس الماضي أن مسألة الاستفتاء على الإقليم ستجرى بأقرب وقت ممكن.
وهو ما اكده المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان سفين دزيي الذي قال في تصريح سابق للصباح الجديد إن الوقت قد حان للبدء بحوار ودي مع العراق لتقرير مصير كردستان، مشيرًا في الوقت نفسه إلى انه لا حل لإرساء دعائم الاستقرار إلا بأن يعيش الطرفان جارين مثاليين.
وتابع دزيي إن من الضروري البدء بحوار جدي مع بغداد للوصول إلى حل يضمن حقوق الطرفين، مبيناً أن «مبدأ التعايش كان شيئاً اتفقت عليه جميع الأطراف بعد سقوط النظام السابق عام 2003 إلا أن هذا الأمر لم يعد له وجود على الإطلاق، حيث يجري الحديث عن الأغلبية والأقلية».
من جانبه عدّ السياسي المستقل الدكتور محمود عثمان في تصريح للصباح الجديد، ان الذهاب نحو اجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم من دون العمل على انهاء الخلافات السياسية الكردية وتوحيد الكلمة بين القوى السياسية امر غير عملي، وسيعطي هذا الاجراء طابعاً حزبياً وسيظهر على انه منجز حزبي قد تعارضه بعض الاطراف الكردية، اذ ينبغي ان تكون موافقة وتتحمل المسؤولية المشتركة فيما بينها.
عثمان اكد ان الخطوة الاولى في اطار العمل على اجراء الاستفتاء تكمن في تطبيع الاوضاع الداخلية في الاقليم واتفاق جميع القوى السياسية على ذلك، والثاني فتح حوار جدي هادف موضوعي مع بغداد، والثالث البدء بحوار مع دول الجوار لمنع أي ردود فعل قد تقوم بها، والعمل على معرفة رأي الولايات المتحدة وروسيا واوروبا، على ان لا يكون معارضاً.
عثمان اشار الى ان ايران وتركيا والعراق وان اختلفوا على كثير من القضايا الا انهم لن يختلفوا على الوقوف بالضد من استقلال كردستان، لذا فان الامر ليس سهلا كما يعتقده البعض، كما ان الحكومة العراقية لن تسمح باجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها، وهي عقبة يفترض تخطيها، واضاف «ان اجراء الاستفتاء مع وقف التنفيذ من دون الذهاب نحو الاستقلال كما يقول المسؤولون الان، امر غير مجد لان الشعب اذا قرر الاستقلال فكيف يمكن ان تهمل رغبتهم هذه من قبل الادارة الكردية.
وعلى صعيد ذي صلة وفي اطار سعي اقليم كردستان لفتح افاق اوسع للتعاون مع الدول الكبرى وتحقيق الاستقلال الاقتصادي عبر استقطاب شركات النفط العالمية للعمل في الاقليم، اعلنت شركة روس نفط الروسية أنها أبرمت عقداً لشراء شحنات نفط من إقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي بداية شهر نيسان الجاري، الامر الذي يدفع بشركات أخرى لشراء الخام من الاقليم بنحو مباشر.
وقالت شركة «روسنفت» الحكومية الروسية، انها ستشتري أولى شحناتها النفطية من الإقليم قريباً لتصبح أول شركة نفط كبرى تحصل على الخام الكردي مباشرة لصالح منظومة التكرير بها، على وفق ما نقلته وكالة رويترز امس السبت (1 نيسان 2017).
وأوضحت الوكالة ان الناقلة «مينيرفا صوفيا» الروسية تحمل شحنة نفط، ستبحر من ميناء جيهان التركي وترسو في ميناء ترييستي الإيطالي، وتنقل الخام من هناك عبر خط أنابيب إلى محطات التكرير التابعة لروسنفت في ألمانيا.
ووقعت «روسنفت» في شباط الماضي اتفاقا مع حكومة الاقليم للتمويل المسبق لصادرات الخام من الاقليم الذي اكد بأن الصفقة تمثل أول عملية بيع مباشر لشركة تكرير كبرى .
يشار الى ان قليم كردستان اعلن في 28 شباط الماضي، عن ابرامه اتفاقات جديدة لاقتراض ثلاثة مليارات دولار من شركات تجارية وشركة النفط الروسية الحكومية «روسنفت» بضمان مبيعات نفط «مستقبلية».