أعلى مستوى لـ «برنت» في شهرين
متابعة الصباح الجديد:
خفض محللون في أسواق النفط توقعاتهم لأسعار الخام للشهر السادس على التوالي في تموز مستندين إلى مخاوف بشأن مدى الالتزام باتفاق أوبك لخفض الإمدادات العالمية بما قد يضر بمحاولات السوق استعادة التوازن.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركاء لها من بينهم روسيا على تقليص الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية آذار 2018.
وقال ابهيشيك كومار محلل الطاقة لدى انترفاكس إنرجيز جلوبال جاس أناليتكس في لندن «من المتوقع أن تستمر الضغوط على مستوى امتثال أوبك خلال الشهور المقبلة مع تنامي الشكوك بشأن وتيرة إعادة التوازن للسوق بالرغم من الإجراءات التي تبنتها المنظمة وعدد من المنتجين المستقلين».
وبلغ مستوى الالتزام بالاتفاق مستويات مرتفعة في النصف الأول من العام ولكن أحدث تقرير لوكالة الطاقة الدولية أظهر أن نسبة الامتثال نزلت إلى 78 في المئة في حزيران من 95 في المئة في أيار مع ضخ عدد من الدول كميات نفط أكثر مما هو متفق عليه.
وتحملت السعودية وأنجولا والكويت العبء الأكبر للتخفيضات.
وأعلنت الإكوادور عضو أوبك أنها لم تعد تمثل لاتفاق خفض الإمدادات وإنها سترفع إنتاجها تدريجيا. واتفق المحللون على أن أثر القرار على الإمدادات سيكون بسيطا على الأرجح ولكنه قد يضر بالمعنويات في السوق.
وقال كارستن فريتش المحلل في كوميرتس بنك «كلما ظلت الأسعار منخفضة لفترة أطول زاد خطر عدم امتثال بعض أعضاء أوبك بتخفيضات الإنتاج بنفس القوة التي التزموا بها حتى الآن».
وعقب إعلان الإكوادور، تعهدت السعودية بخفض الصادرات في أغسطس آب إذ يقترب الاستهلاك المحلي في هذا الشهر من أعلى مستوياته.
وقال جيورجوس بيلريس المحلل في تومسون رويترز أويل ريسيرش آند فوركاستس «سارعت أوبك لتأكيد التزامها باتفاق الإنتاج بعد إعلان الإكوادور. تعهدت المجموعة بالتصدي لنسبة الامتثال الضعيفة بين الأعضاء ولكن لم يتضح كيف سيحدث ذلك».
وأظهر المسح الذي شمل 33 من المحللين وخبراء الاقتصاد أن متوسط سعر خام برنت من المتوقع أن يبلغ 52.45 دولار للبرميل في 2017، بما يقل عن 53.96 دولار للبرميل في حزيران.
وتوقع الاستطلاع أن يبلغ متوسط سعر الخام الأمريكي 50.08 دولار للبرميل في 2017 انخفاضا من 51.92 دولار للبرميل في توقعات حزيران.
كما خفض المحللون توقعاتهم للأسعار في عام 2018.
ومن المتوقع الآن أن يبلغ سعر خام القياس العالمي مزيج برنت 54.51 دولار للبرميل في المتوسط انخفاضا من 57.37 دولار للبرميل في استطلاع حزيران. ومن المتوقع أن يبلغ متوسط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 51.88 دولار للبرميل انخفاضا من 55.20 دولار للبرميل في حزيران.
وبينما من المتوقع نمو الطلب في النصف الثاني من العام الحالي بفضل النمو الاقتصادي العالمي القوي تظل الصورة غير واضحة بالنسبة للإمدادات بالرغم من السحب من المخزونات الأمريكية في الآونة الأخيرة.
وقال محللون إن المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط وعدم الاستقرار في ليبيا واحتدام الأزمة في فنزويلا، بما في ذلك العقوبات المحتمل فرضها من جانب الولايات المتحدة، من ضمن العوامل التي تؤثر على السوق العام الجاري.
وقال المحلل هاري تشيلينجويريان من بي.إن.بي باريبا «في الواقع الحقيقة يجب أن تقبل السعودية وروسيا حقيقة أن نمو الإنتاج من دول أخرى يضعف جهودهما لخفض الإمدادات. النفط الليبي والنيجيري والصخري الأمريكي يأتي في صدارة (العوامل التي) تضعف أثر جهود أوبك».
وتوقع عدد قليل من المحللين أن يشهد السوق نقصا بسيطا بحلول نهاية العام إذا تمسكت أوبك باتفاق خفض الإمدادات وعمل منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة على تهدئة وتيرة الحفر بينما يعتقد آخرون أن عودة التوازن قد تتأجل للعام المقبل.
على مستوى الأسعار ارتفعت هذه لأعلى مستوى في شهرين أمس الاثنين، بدعم من تراجع المخزونات الأمريكية والتهديد بفرض عقوبات على فنزويلا العضو في منظمة أوبك.
وقفزت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي فوق 50 دولارا للبرميل لفترة وجيزة يوم الاثنين وبلغت 49.97 دولار للبرميل، لتظل مرتفعة 25 سنتا أو ما يعادل 0.5 في المئة عن آخر سعر إغلاق.
وبلغت العقود الآجلة لخام برنت 52.85 دولار للبرميل مرتفعة 33 سنتا أو ما يعادل 0.6 في المئة. وبلغت الأسعار 52.90 دولار للبرميل في وقت سابق من الجلسة وهو أعلى مستوى لها منذ 25 أيار.
ومع الزيادة في الأسعار يتجه العقدان للارتفاع للجلسة السادسة على التوالي.
وارتفعت الأسعار نحو عشرة بالمئة منذ آخر اجتماع لأعضاء بارزين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين كبار آخرين من بينهم روسيا، وبحث الاجتماع إجراءات محتملة لتخفيض المعروض في أسواق النفط.
وتدرس الولايات المتحدة فرض عقوبات على قطاع النفط الحيوي في فنزويلا ردا على انتخابات أجريت يوم الأحد لاختيار جمعية تأسيسية انتقدتها واشنطن.
لكن متعاملين يقولون إن الدعم الأكبر للأسعار يأتي حاليا من تراجع المخزونات في الولايات المتحدة.
وانخفضت مخزونات النفط الأمريكي عشرة في المئة من ذروتها في آذار إلى 483.4 مليون برميل.
وعلى صعيد الإنتاج انخفض الإنتاج الأمريكي 0.2 في المئة إلى 9.41 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 21 تموز بعد أن زاد أكثر من عشرة في المئة منذ منتصف 2016.
في الشأن ذاته، قال مسؤول في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية إن بيانات الوزارة تظهر انخفاض واردات اليابان من النفط في حزيران 10.4 بالمئة عن مستواها قبل عام إلى 2.81 مليون برميل يوميا وهو أقل مستوى للشهر في 29 عاما على الأقل.
وأظهرت بيانات من الوزارة أمس أن مبيعات النفط المحلية في اليابان انخفضت 0.7 بالمئة إلى 2.70 مليون برميل يوميا في حزيران مقارنة مع مستواها قبل عام لتسجل أيضا أقل مستوى للشهر في 29 عاما.
وينخفض الطلب على النفط في ثالث أكبر اقتصاد بالعالم تدريجيا منذ أكثر من عشر سنوات نظرا لتراجع عدد السكان والتحول صوب سيارات ومعدات أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة.
وقال مسؤول وزارة الاقتصاد إن اليابان استوردت مزيج خام محلي أمريكي منخفض الكبريت للمرة الأولى الشهر الماضي في حين جرى استيراد خام الريان القطري للمرة الأولى منذ آب 2014.
الى ذلك، قال مصدر مطلع أمس إن أرامكو السعودية رفعت سعر خامها العربي الخفيف في أيلول إلى زبائنها في آسيا 0.20 دولار للبرميل مقارنة مع سعر آب.
وبذلك يكون سعر البيع بخصم 0.25 دولار للبرميل عن متوسط سعر خامي سلطنة عمان ودبي، وهي زيادة أكبر قليلا من المتوقعة.