حزب أردوغان يطلب رسمياً إلغاء نتائج انتخابات إسطنبول
متابعة ـ الصباح الجديد :
قدّم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم امس الاول الثلاثاء، طلباً لإلغاء الانتخابات البلدية في إسطنبول وإعادتها، بعد أكثر من أسبوعين على تنظيمها.
وأظهرت النتائج الأولية أن «حزب الشعب الجمهوري» المعارض فاز في أنقرة، وفي إسطنبول بفارق ضئيل، منهياً سيطرة دامت ربع قرن على المدينة، للحزب الحاكم الذي يتزعّمه الرئيس رجب طيب أردوغان، وأسلافه الإسلاميين.
وقدّم علي إحسان ياووز، نائب رئيس «العدالة والتنمية»، الطلب بإلغاء الانتخابات وإعادتها الى اللجنة العليا للانتخابات، مرفقاً بثلاث حقائب تحوي مستندات.
وإذا قبِلت اللجنة الطلب، ستنظم دورة جديدة من الانتخابات في أول يوم أحد بعد مرور 60 يوماً على التصويت الأول، أي في 2 حزيران المقبل. وإذا رفضت اللجنة تكون النتائج نهائية ويكون من حق الفائز البدء في ممارسة مهماته.
وأفادت نتائج غير رسمية بأن مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو يتقدّم بفارق 13827 صوتاً على خصمه من الحزب الحاكم بن علي يلدرم.
وفي واشنطن، أعلن وزير المال التركي بيرات ألبيرق، صهر أردوغان، أنه التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي «تفهّم إيجاباً حاجة» أنقرة الى منظومة «أس-400» الصاروخية الروسية للدفاع الجوي.
وجمّدت الولايات المتحدة تسليم تركيا عتاداً خاصاً بمقاتلات من طراز «أف-35»، ملوّحة بفرض عقوبات على حليفتها في الحلف الأطلسي، نتيجة صفقة «أس-400».
وذكر ألبيرق أنه اجتمع مع وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين ومستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر. وكتب على «تويتر»: «ناقشنا خلال اجتماعاتنا خطوات زيادة التعاون. التقينا ترامب. نقلنا له تحيات رئيسنا ورسائله».
ونقلت شبكة «سي أن أن ترك» عن ألبيرق قوله: «استمع (ترامب) بأسلوب عقلاني جداً وتفهّم إيجابي لحاجة تركيا الى منظومة أس-400. أجرينا نقاشاً إيجابياً وبنّاءاً جداً».
وتابع أن الاجتماعات شملت أيضاً مناقشة زيادة التبادل التجاري بين واشنطن وأنقرة، إلى 75 بليون دولار سنوياً من 20 بليوناً الآن.
أما وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الذي يرافق ألبيرق في زيارته، فشدد على أن بلاده «ليست خصماً للولايات المتحدة». وأضاف: «قرار شراء (أس-400) لا يدل على تغيّر مسار تركيا. أؤكد عدم حدوث تغيير في التزام تركيا إزاء الأطلسي».
وتابع: «نعتقد بأن ربط أس-400 بمشروع أف-35 أمر مؤسف. نحن أحد المستثمرين والشركاء، ولسنا فقط أحد المشترين. استثمرنا أكثر من بليون دولار وأوفينا كل التزاماتنا». وكرّر أكار عرض أنقرة في شأن إجراء محادثات فنية مع واشنطن، لمناقشة «المخاوف الفنية» في شأن شراء «أس-400». وتابع أن تركيا تدرس جيداً عرضاً من الولايات المتحدة لشراء أنظمة «باتريوت» الصاروخية. وفي غضون ذلك قال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية امس الاول الثلاثاء إن بلاده تتوقع من الولايات المتحدة أن تمدد إعفاء أنقرة من العقوبات المفروضة على إيران كي تواصل مشترياتها من النفط الإيراني دون انتهاك العقوبات الأمريكية. وفيسنوفمبر تشرين الثاني، أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات تستهدف صادرات النفط الإيرانية بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران والقوى العالمية الست. وتضغط واشنطن على إيران لتقييد برنامجها النووي والتوقف عن دعم أطراف مسلحة في صراعات بالشرق الأوسط.
وبجانب العقوبات، قدمت واشنطن إعفاءات إلى ثماني دول قلصت مشترياتها من النفط الإيراني، مما أتاح لتلك الدول الاستمرار في شرائه دون انتهاك العقوبات لمدة ستة أشهر. وهذه الدول هي اليابان والصين والهند وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا وإيطاليا واليونان.
وقال كالين للصحفيين في واشنطن إن تركيا قلصت بالفعل مشترياتها من النفط الإيراني، لكنه لم يحدد مستوى الواردات. وأضاف أن أنقرة أبلغت رسالتها بضرورة تمديد الإعفاء. وتابع «أوضحنا أننا لا نود الاستمرار في شراء النفط من إيران فحسب، بل كذلك أن إيران بلد جار.. فلا ينبغي لأحد أن يتوقع من تركيا أن تدير ظهرها لإيران بهذه البساطة».
وأشار إلى أن تركيا لا تدعم سياسة العقوبات الأمريكية على إيران ولا تعتقد أنها ستحقق النتائج المرجوة.
وقال «سنبحث عن بدائل فيما يتعلق بالمعاملات وغيرها. لا نريد أن نخرق العقوبات أو ننتهكها، لكن في الوقت نفسه لا نريد حرماننا من حقنا في شراء النفط والغاز من إيران».