العلاقات الاوربية الإيرانية تزداد توترا وتبعات اقتصادية خطيرة محتملة على ايران

ترجمة سناء علي:
يرجح مراقبون ومعنيون بالسياسة الدولية، ان تمضي العلاقات الاوربية الإيرانية الى مزيد من التوتر، سيما بعد التجارب الصاروخية لإيران ومحاولة اطلاقها قمرا صناعيا، وجد فيها الاميركان ذريعة لتصعيد التوتر بين اميركا وايران من جهة، وبينها وبين الغرب من جهة أخرى.
وجاء في مقالة تحت عنوان “عندما تقترب أوروبا من ترامب في كبح برنامج ايران النووي ” للكاتب بيلير سميث، نشرها موقع فورين بوليسي الأميركي:
“كانت تصريحات الدبلوماسيين الاوربيين، الذين لم يتجاوز عددهم اربعة سفراء كافية لصب جام غضب ما تبقى من العدد الكبير لممثلي السفارات البريطانية والهولندية والبلجيكية والالمانية على المسؤولين الايرانيين اثناء تواجدهم في احدى غرف وزارة الخارجية الايرانية، مذكرين ايران أن أوروبا قد فاض بها الصبر من تصرفات ايران الاستفزازية، وانها لم تعد قادرة على تحمل تجارب صواريخها البالستية، اضافة الى اقبال ايران على المزيد من تنفيذ مؤامرات الاغتيال على الأراضي الأوروبية.
تلك التصريحات قابلها المسؤولون الايرانيون في طهران وبالتحديد عند اجتماعهم مع المبعوثين الاوربيين في يوم الثامن من كانون الثاني بغضب عارم.
هذا الغضب الذي لم يثنهم عن الخروج من الاجتماع تاركين خلفهم كل من حضر الاجتماع في دهشة من سلوك نعته السفراء الاوربيين بالغير دبلوماسي على الاطلاق.
التصريحات الصحفية هي ايضا باتت اكثر تشنجا من قبل المبعوثين عندما انهمرت اسئلة الصحفيين بعد نهاية الاجتماع , حول اسباب ذلك الخروج المفاجئ للايرانيين وماذا تمخض عن جلستهم الاخيرة في وزارة الخارجية الايرانية.
والتي كانت ردودهم تركز حول عدم توقعهم من ردة الفعل الايرانية بالخروج المفاجئ من ذلك الاجتماع , اضافة الى اعترافهم بأهمية نقل تلك المخاوف والمحاذير من قبل الجانب الاوروبي لايران وان لم يعجبها الامر . في الوقت ذاته قوبل امتناع المسؤولين الايرانيين عن ابداء اي تصريحات حول ما جرى بوابل من التكهنات من قبل قنوات البث التلفزيوني لذلك الاجتماع، والتي ركزت على بداية عهد جديد سيشهد توترا للعلاقات الاوروبية الايرانية على حد سواء.
لم تكن زيارة الدبلوماسيين الاوربيين خالية من تبعات اقتصادية خطيرة على ايران بعد عودتهم الى ديارهم ، تلك العودة التي جاءت بولادة يسيرة للأجتماع المبرم بين القوى العالمية الاوروبية في فيينا والذي قرر كبح جماح برنامج ايران النووي بشكل كبير .
رب متابع يرى ان تلك العقوبة قد تكون سلسة نوعا ما للجانب الايراني , بغض النظر عن مداها الخطر بحدوث تغيير كبير على مستوى علاقات الاتحاد الاوروبي بايران , والتي استدعت الاولى المزيد من الدول الصغيرة والكبيرة كي تشاركها الرأي والموقف ضد ايران .
من هنا بالتحديد بدأ الاتحاد الاوروبي باتخاذ النهج الترامبي الجديد ضد ايران والذي تضمن تجميد اكثر لتحركات ايران خاصة على علمائها النوويين الذين عملوا على تطوير صواريخها الباليستية , اضافة الى قرارات حظر السفر على الحرس الثوري الايراني , والتي كانت بالنسبة لترامب خطوات بطيئة لكن الاتحاد الاوروبي يعتبرها عميقة جدا حتى وان كانت ظاهريا اوروبا تدعم الاتفاق في فيينا عام 2015 والذي انسحب منه ترامب في ايار مؤخرا .
ايران بدورها تجد ذلك التشابه ما بين منهج ترامب ضد برنامجها النووي وبعض التحركات الاوروبية ذي تطابق كبير، في الاسلوب والتوجه لأضعافها، واضعاف حكومة الرئيس الايراني حسن روحاني، الامر الذي اتخذت ايران على اساسه المزيد من التوجهات العدائية غير مبررة في الشرق الاوسط وخاصة ضد السعودية، والتي تعتبر عدوها اللدود في المنطقة.
التوجه الاعلامي الخطير الذي دار في المحافل الاعلامية عبر شاشات التلفزة كان له دور معكوس ايضا على ايران، اثار غبطة تحت قبة البيت الابيض بشكل عام كما اثار فرحة للرئيس الاميركي ترامب، خاصة بعد قيام ايران بإطلاق صواريخ باليستية يوم 30 ايلول واطلاق قمر صناعي مؤخرا، اضافة الى اتهامات دول الاتحاد الاوروبي ايران، بقيامها بالمزيد من عمليات الاغتيال على الاراضي الفرنسية والبريطانية في العام الماضي، الامر الذي نفته ايران وبشدة مشددة على ان تجاربها النووية والصاروخية دفاعية فقط.
ايران ايضا دافعت عن نفسها ازاء الاتهامات الموجهة لها بعدد من الهجمات والاغتيالات داخل اراضيها , هذا الدفاع المستميت كانت ايران بحاجة كبيرة له، كي تضمن عدم انضمام المزيد من الدول ضد من يعارض برنامجها النووي في المنطقة, وبذلك تصبح اكثر ضعفا وانهاكا اقتصاديا. .
والاتحاد الاوربي بدوره لم يكتف بمجرد التأييد لسياسة ترامب الممنهجة ضد ايران , اذ كان لا بد للمزيد من الاجراءات والنوايا من اجل كبح جماح ايران , تلك الاجراءات كانت تقترح بمزيد من التقييد للحرس الثوري الايراني اثناء حلهم وترحالهم , اضافة الى تجميد أرصدتهم البنكية .
مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني بالامكان اعتبارها في الوقت الحالي , من اكثر المسؤولين الذين يشعروا بالقلق من التحرك السريع لايران في تطوير واطلاق صواريخها الباليستية وزيادة قوتها النووية .
وأخيرا، يمكن الحكم على بعثات الدبلوماسيين الاوربيين التي قاموا بها في ذلك اليوم من كانون الثاني وفي جعبتهم مخاوف وضجر الاتحاد الاوروبي من ايران بأنها ناجحة وذكية كونها جمعت لواء الاتحاد الاوروبي قاطبة في اتخاذ اجراءات صارمة ضد ايران لارضاء ترامب اولا , مع يقينهم تماما ان ايران لا يمكن ان تنسحب من برنامجها النووي , لكن في الوقت ذاته حاولوا قدر الامكان اتخاذ اجراءات رادعة كي لا تلجا ايران الى تعميق خطر تسلحها النووي وزعزعة الهدوء في الشرق الاوسط.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة