حديث الكيا.. الدفاع والداخلية

من داخل صندوق ( الكيا ) الحراري راح الجالسون يبحثون عن نسمة هواء بعد أن اغلقوا نوافذها دفعا للهواء الجوي الساخن المسمى ( سموم ) عراقيا … الى ان استوقفت العجلة سيطرة للتفتيش يبدو انها لم تسمع عن توصيات دولة رئيس الوزراء وهو يطلب منهم المعاملة الحسنة للمواطنين … فاثير لغط وضجة بين الراكبين بعد تجاوز تلك السيطرة ثقيلة الدم ..
فمنهم من قال : هذا حقهم القانوني وهم يؤدون واجبهم بحذافيره . بينما قال المستاءون : بل هذه سماجة وتصرف ينم عن عقدة السلطة وسوء التربية العائلية لهؤلاء العسكر الذين أتوا من قرى نائية لم تصلها الحضارة المجتمعية .. وقام أحد الراكبين في العجلة بتوصيف العسكريين ( شرطة وجيش ) بانهم من أهم الوزارات , فهم يحمون الداخل والخارج متضامنين في حين الآخر قال : ان من بينهم من يطلق عليهم أزلام النظام المباد وهم من يتسببون بالخرق الامني .. وان الجنود والشرطة الجدد تم بناؤهم على اساس باطل وهو تعيينهم خلافا للحق لدفعهم الرشاوى او استنادهم الى كتل واحزاب السلطة لعراق اليوم ( وما بني على باطل فهو باطل ) .. ومن بين الجالسين رجل طويل اللحية حليق الشارب جحظت عيناه وهو يشير الى قواتنا المسلحة بانها لا تملك العدة والعدد المناسبين فالتجهيزات متخلفة والاعداد قليلة وانهم وجدوا بصباتهم واسلاكهم الشائكة لمضايقة المواطنين واذلالهم … وزاد على ذلك آخر بالقول : لو كانت لنا القوة الحقيقية لوقفنا على حدود العراق جميعها وسيطرنا على المداخل والمخارج ولمنعنا الارهابيين من التسلل هم ومفخخاتهم واسلحتهم الكاتمة واللواصق المتفجرة والاحزمة الناسفة … وتساءل المتحدث عن المناطق المتنازع عليها مع الاكراد ومنطقة كردستان وكركوك هل يستطيع الجندي او الشرطي الرسمي ان يصل تلك المناطق ؟ وان وصل اليها تطرده قوات البيشمركة شر طردة .. !!
وتابعت امرأة محجبة حديث المتحدثين ولم تصبر على السكوت وصارت تقول بلوعة : قام النظام المباد باعدام زوجي لكونه داعية اسلامي ولم يسلمونا جثته بل وقام البعثيون في المنطقة وجهاز الامن بمضايقتي انا واولادي , والان وبعد ان سقط الصنم لا يجد اولادي فرصة للتعيين بصفة جندي او شرطي بالرغم من كون احدهم خريج معهد ( دبلوم ) في حين ابناء من تبرأوا منا من اقارب زوجي كانوا خدما مخلصين للنظام السابق هم وآباؤهم اصبحوا اليوم في مناصب ووظائف حكومية يحسدون عليها والنجمات تتلألأ على اكتافهم الجبانة .. فاين العدل وبعد هذا يقول الاعلام : هناك اختراق أمني ؟!! اليس كان الاجدر بالقائمين على هاتين المؤسستين ولا سيما رئيس الوزراء نوري المالكي ان يحمي الدولة العراقية الفتية برجال مضحين اوفياء لا ولاء لديهم الا لله وللوطن وللقيم العليا والدين الحنيف …
لقد تركت هذه المرأة الجميع في صمت مطبق الى ان علق احدهم , هاتان الوزارتان تطمع بهما الكتل وهما تشكلان اهمية فائقة في ديمومة الحكومات وهما محل جدل لا فكاك منه لحد اللحظة الحالية بسبب خضوعهما للمحاصصة وسبب ابقائهما في قبضة المالكي انه يخشى ان يمسكهما رجلان غير مهنيين من هذه الكتلة او تلك فتضيع البلاد والعباد …
ما كاد الحديث ينتهي الا وتوقفت الـ ( كيا) امتثالا لاشارة شرطي بيده اليسرى طالبا منا التوقف وكان ممسكا بيده الاخرى بجهاز هاتف موبايل ووجهه متجه الى الجهة البعيدة عن حوض الشارع ويطلق الضحكات غير مهتم لنا ونحن داخل هذا الصندوق المعدني وتأخرنا عن مراجعة الدوائر ذات الروتين القاتل .. وبعد ان انهى مكالمته راح يحدق بوجه السائق الذي لم يطلق تحيته الصباحية على الواقف بالسيطرة ، وبعد ان رفع السائق يده بالتحية سمح لنا بعبور السيطرة … غادرنا المكان ونحن محتارون وفي رؤوسنا تساؤلات لماذا استوقفنا ؟ ولماذا لم يستعمل جهاز السونار الذي يحمله ؟ ولماذا ياترى هم يحجزون الممرات ويبقون على ممر واحد ومن دون تفتيش حقيقي ؟!!

ماجد عبد الرحيم الجامعي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة