قادر عزيز: زيارة وفد من الديمقراطي الى بغداد أضرّت بوحدة الموقف الكردي

قال إن حزبه مطلق اليدين في اختيار نوع وشكل تحالفاته المقبلة
الصباح الجديد – حاوره عباس كاريزي:

في خضم التطورات التي يشهدها العراق وإقليم كردستان على حد سواء والحراك السياسي المتنامي لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة والدور ومدى تأثير وتأثر الكرد بهذه التطورات، وموقف القوى والأحزاب الكردستانية، يفتح عضو المكتب السياسي القيادي المخضرم في الاتحاد الوطني الكردستاني قادر عزيز الباب على مصراعيه أمام كثير من الأسئلة للصباح الجديد، التي حاورته في مكتبه بمحافظة السليمانية من دون تحفظ أو تهرّب أو تزويق، ووضع النقاط على الحروف حول كثير من القضايا والمسائل التي تراود المواطنين في العراق وإقليم كردستان على حد سواء.
قادر عزيز الذي عرف بصدقه وصراحته المعهودة التي غالباً ما كانت تخلق له مشكلات مع الاصدقاء والمقربين قبل المنافسين وخصومه السياسيين، لم يتوان في تسمية الامور بمسمياتها، عادا زيارة نائب رئيس الحزب الديمقراطي نيجيرفان بارزاني الى بغداد انتهاكاً للاتفاق مع الاتحاد الوطني وتجاوزا على وحدة الموقف الكردي الذي كان ينبغي التمسك بها تجاه بغداد، لافتا الى ان محاولات الحزب الديمقراطي ومنافسة الاتحاد الوطني على منصب رئيس الجمهورية المسمار الاخير في نعش العلاقة والتطبيع السياسي بين الحزبين الرئيسين في الاقليم.
سألته الصباح الجديد عن جملة من القضايا والمواضيع الانية المهمة فكان هذا الحوار:
* لماذا اعتمدتم برهم صالح مرشحا للاتحاد الوطني لمنصب رئيس الجمهورية برغم انه انشق عن الحزب واسس تحالف الديمقراطية والعدالة.
– لان الدكتور برهم صالح قرر العودة الى صفوف الحزب، بعد ان ادرك ان الاتحاد الوطني بيت يسع لجميع الافكار والتوجهات المختلفة وبإمكان الجميع ان يكون لهم دور في خدمة شعب كردستان داخل الاتحاد، حتى وان كانوا يحملون افكارا مختلفة، لذا تم اعتماد الدكتور برهم بعد ان فاز بأغلبية اصوات اللجنة القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني امام مرشحين اخرين وهم الدكتور محمد صابر والدكتور لطيف رشيد.
* ما هو موضع رفض الحزب الديمقراطي لترشيح برهم صالح لمنصب رئيس الجمهورية.
– الحزب الديمقراطي لم يرفض مباشرة ترشيح الدكتور برهم لمنصب رئيس الجمهورية، بل هو يرفض ان يحصل الاتحاد الوطني على منصب رئيس الجمهورية، لذا فانه قرر ان يكون له مرشح لهذا المنصب ولم يقبل ان يكون مرشح الاتحاد مرشحا معتمدا من قبل الحزبين.
* ألا تعتقد بأن اعلان الحزب الديمقراطي الكردستاني بانه سوف يرشح شخصاً لمنافسة مرشح الاتحاد الوطني، يمثل انتهاكا للاتفاق الموجود بين الحزبين للذهاب الى بغداد.
– المسألة لا تتعلق بالدكتور برهم بقدر تعلقها بموافقة الحزب الديمقراطي على ان يكون منصب رئيس الجمهورية من حصة الاتحاد الوطني، وهو ما يعد خرقا للاتفاق السابق الموجود بين الجانبين، لان منصب رئيس الجمهورية كان وفقا للاتفاق السابق مقابل منصب رئيس الاقليم، الذي ما زال قائماً ولم يلغَ بعد، الذي تحولت صلاحياته الى رئيس حكومة الاقليم وفقا لقانون اصدره برلمان كردستان، وهو ما يعني بان صلاحيات رئيس الاقليم، ما زالت قائمة موجودة لدى الحزب الديمقراطي، لذا فاننا نعتقد بان من حق الاتحاد الوطني الحصول على منصب رئيس الجمهورية، وفقا للاتفاق السابق.
* هل الاتفاق مع الحزب الديمقراطي الذي ذهب بموجبه الحزبان الى بغداد ما زال ساري المفعول ام انه سينتهي اذا ما رشح الحزب الديمقراطي شخصا لمنصب رئيس الجمهورية.
بالطبع الاتفاق لم يعد ساري المفعول طالما الحزب الديمقراطي لم يقبل بمرشح الاتحاد ليكون مرشح الحزبين كما كان في السابق، ان الاتحاد الوطني الان وبعد زيارة وفد من الديمقراطي الى بغداد دون الرجوع اليه خارج الاتفاق السياسي، ومنافسة مرشحه لرئاسة الجمهورية، الذي لم يكن متوقعا من الاتحاد، بات مطلق اليدين في البدء بحوار مع الاطراف العراقية، للحصول على حقوق الكرد واستحقاقه الانتخابي، وان زيارة وفد الديمقراطي خارج الاجماع الكردي دق المسمار الاخير في نعش الاتفاق والتطبيع الذي كان له مع الاتحاد الوطني، الذي ذهب بموجبه الجانبان الى بغداد، وان بيان المكتب السياسي الاخير واضح في رفض التفرد والهيمنة التي يسعى اليها الحزب الديمقراطي، سواء كان على مستوى الاقليم ام في العراق.
* هل تعتقد بان الحزب الديمقراطي يريد منصب رئيس الجمهورية ام انه مناورة سياسية للضغط على الاتحاد الوطني.
– اعتقد بانهما ضغوطات ومناورة سياسية في ان واحد ليحصل على اكبر قدر من المكاسب من الاتحاد الوطني، اذا كان على صعيد اقليم كردستان خصوصا ونحن مقبلون على انتخابات برلمان اقليم كردستان.
* الاتحاد الوطني الى اي الكتل اقرب لتشكيل الكتلة الاكبر من الفتح ودولة القانون ام النصر وسائرون ولماذا.
الاتحاد الوطني الكردستاني ليس لديه خطوط حمر او فيتو على اي تحالف او كتلة تشكل من قبل الاحزاب الفائزة، لتشكيل الحكومة المقبلة، وهو كما باقي الاحزاب الكردية الفائزة في الانتخابات مجلس النواب العراقي لم يحسم امره بعد، الا ان مدى قربه او بعده عن القوى والاحزاب الفائزة يتوقف على مدى تجاوب واستعداد هذه الكتل للتجاوب مع المطالب الكردية المشروعة، ضمن الدستور العراقي، واعتقد بان ذلك بحاجة الى موقف كردي موحد قبل كل شيء.
* هل تعتقد بأن الكرد قادرون على تحقيق مطالبهم إذا تمكنت الأطراف الشيعية من تحقيق النصاب وتشكيل الكتلة الاكبر من دون الكرد.
– تشكيل الكتلة الاكبر بمشاركة الكرد يختلف عن تشكيلها من دونهم، وان يكون الكرد نواة لتشكيل الكتلة الاكبر يختلف عن ان يكونوا مشاركين فيها بعد التشكيل، لذا فان الاستحقاق يتغير بتغير الحالتين.
* انتخابات برلمان اقليم كردستان هل تعتقد بأن الاتحاد الوطني سيحق نتائج ايجابية وكيف.
بالتأكيد الاتحاد الوطني سيحقق نتائج ايجابية ومرضية في هذه الانتخابات، خصوصا في ظل التجاوب الجماهيري مع برنامج الاتحاد خلال الاسبوع المنصرم من بدء حملات الدعاية الانتخابية، الذي يعطينا دفعة من التفاؤل بان النتائج ستكون ايجابية تتناسب مع حجم وتضحيات الاتحاد الوطني.
* اتهامات عديدة وجهت لكم بالتزوير في انتخابات مجلس النواب العراقي، كيف ستتلافون مثل هذه التهم في انتخابات برلمان كردستان، وهل تعتقد بان الاتحاد سيعود كثاني حزب في الاقليم متجاوزا حركة التغيير.
– ان اعادة عد وفرز الاصوات يدوياً في اكثر من محافظة باشراف لجان قضائية والامم المتحدة وتطابق هذه الاصوات مع العد الالكتروني، اثبت بطلان تهم التزوير التي اطلقتها بعض الاحزاب، ولا اعتقد بانه هناك انتخابات لم ترافقها تهم بالتزوير والتلاعب ولكن بالنتيجة اعتقد بان على الاطراف الخاسرة ان تؤمن بالعملية الديمقراطية وخصوصا وان الانتخابات هي بالنهاية تفرز رابحا وخاسرا.
* التصعيد الذي تشهده الحملة الدعائية لانتخابات برلمان كردستان مع الحزب الديمقراطي هل هو نتيجة طبيعية، ام انه بداية لمرحلة جديدة من العلاقة بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي.
– ان حمى الانتخابات والمنافسة تشهد دائماً هذا النوع من التصعيد، ولكن الاتحاد لن ينجر الى هذه المماحكات وهو دائما مع التهدئة ومع حملة انتخابية هادئة ومدنية بعيدا عن التصعيد والتشهير، ولم يكن ابدا مبادرا في هذه المجال ولكنه يحتفظ بحقه في الرد والدفاع عن النفس كما هو من حق كل الاحزاب وليس الاتحاد الوطني فقط.
* يعد الحزب الديمقراطي كركوك مدينة محتلة ولم يقبل بالعودة اليها طالما هي محتلة بينما يستميت بالمطالبة بمنصب رئيس الجمهورية في العراق، كيف تفسر ذلك.
– من الناحية التاريخية كردستان كلها محتلة وليس فقط كركوك لان الحاق ولاية الموصل بالعراق العربي عام (1926) دون موافقة الشعب الكردي واستمرار هذا الالحاق اخذ وبمرور الزمن طابعاً احتلالياً، ولكن السؤال هنا اذا كان الحزب الديمقراطي يعد كركوك محتلة، فلماذا يطالب وبإصرار الحصول على منصب رئيس الجمهورية في هذه الدولة التي يعدها محتلة؟.
* تحل بعد أيام ذكرى الاستفتاء الذي رافقه توتر وتشنج كبير في العلاقة مع العراق.
– الاستفتاء حلم تاريخي لشعب كردستان وهو حق مشروع لكل الشعوب، بما فيها شعب كردستان، الا ان الاستفتاء لم يأت وفقا لبرنامج مدروس واستراتيجية واضحة وكانت تقف خلفه اهداف شخصية وحزبية ضيقة، وان فشله يعود الى ان اجراءه بنحو غير مدروس مثل تحدٍ للعراق والعالم والمجتمع الدولي، وهو اكبر نكسة شهدها الكرد، وتسبب بخسارة مكاسب وحقوق شعب كردستان المشروعة، واعادتها 50 عاماً الى الوراء، ولا يمكن مقارنة فشل الاستفاء وربطه ب 16 اكتوبر عام 2017 وعودة القوات العراقية الى اطراف مدينة كركوك، لان ما حصل في 16 اكتوبر وخسارة اراضٍ شاسعة في اطراف محافظة كركوك لم يكن هدفا بقدر كونه نتيجة لإجراء الاستفتاء الفاشل الذي دفع الكرد له ضريبة فادحة، لان توقيته ومكانه كان خاطئا، وان الاتحاد الوطني واغلب الاحزاب الكردستانية التي حملت راية حق تقرير المصير طول سنوات نضالها المسلح، لم ولن تقف بالضد من ارادة شعب كردستان في ان يكون له دولته المستقلة، الا ان التفرد بهذه الممارسة واجراءها في توقيت خاطئ بما يتعارض مع الارادة الدولية كان خطأ فادحا، لاننا لدينا هذا الحق وهو مسلم به لدى المجتمع الدولي، الا ان ممارسته لا تخصنا وحدنا وهو يجب ان يكون عبر الاتفاق والتفاهم مع بغداد واستحصال الدعم الدولي قبل كل شيء.
* هل تعتقد بانه ما زال بإمكان الكرد تحقيق حقوقهم في بغداد، وتلافي مرحلة الاستفتاء.
– انا ارفض ان يتحمل الكرد اخطاء طرف سياسي بحد ذاته، لأنه علينا ككرد العمل الان بجد لتحقيق حقوقنا في العراق، وخصوصا بعد اجراء الاستفتاء الذي اضعف موقف الكرد وتسبب بخسارة اراض واسعة في كركوك، ان التشتت والتشرذم في الموقف الكردي افقدنا وحدة الصف الذي يعد الحزب الديمقراطي، سببه الرئيسي، عبر انتهاك اتفاقه السياسي مع الاتحاد الوطني، الذي اسهم بنحو مباشر بإضعاف الموقف ووحدة الصف الكردي في ظل الحاجة الان الى مزيد من التماسك وتوحيد الموقف الكلمة للبناء على ما تحقق واستحصال الحقوق الكردية في الحكومة المقبلة.
للأولى
عبر عن استغرابه من مطالبة الحزب الديمقراطي بمنصب رئيس الجمهورية في دولة يعدّها محتلة

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة