في حوار مع «الصباح الجديد».. انوشكا:
حاورها: حيدر ناشي ال دبس
انوشكا فنانة متعددة المواهب، مطربة وممثلة ومقدمة برامج، اختطت لنفسها مساراً ميزها عن غيرها، قدمت اعمالاً جديرة بالمتابعة والتوقف عندها، سواء بالغناء او بالتمثيل. التقيناها وكان لنا معها حوار ابتدأناه بالحديث عن بعض الممثلين الذين حصروا أنفسهم بأدوار معينة، وما اذا كان السبب في ذلك هو طبيعة البيئة التي نشأوا فيها فالأرستقراطي يحصر بأدوار الباشا والمليونير وهكذا.. فقالت:
– لا نستطيع ان نعمم الحالة لان عددا كبيرا من الفنانين كانوا من طبقة فقيرة إلا انهم قدموا ادواراً تخالف نشأتهم، والعكس كذلك. اعتقد ان خيارات الفنان نابعة من تربيته وتعليمه وثقافته، وخصوصاً الثقافة لأنها تمنحه آفاقاً يختار من خلالها ما يريد، ونحن بالعموم نحب تقديم ادواراً لا تشبه شخصياتنا الحقيقية.
* بحديثنا عن الثقافة، لديكِ مشاريع تسعين من خلالها الى ترسيخ ثقافة تقبّل الآخر، ودعم المشاريع الفكرية للنهوض بالإنسان العربي، كيف تصفي مستوى الثقافة العربية؟
– لقد اشرتَ الى اهم القضايا التي تواجهنا، للأسف هناك مؤامرة تقف وراءها جهات تطمح الى خواء فكر الانسان العربي، عبر اشغاله عن مصالحه الحقيقية، وبث ثقافة القاع لتكون هي المستساغة لديه، وهذا ما نلمسه بعدد من الاعمال الفنية، اذ عبّرت عن مستوى العمل المبذول في سبيل بقاء شعوبنا العربية رازحة تحت نيّر التخلف، والغريب بالأمر ان عزوف الانسان عن القراءة والتثقيف الذاتي أصبح شائعاً على خلاف السابق. انا شخصياً كمطربة اواجه صعوبة بايجاد كلام جيد أقدمه الى الناس، فالشائع مبتذل قائم على الغريزة او فحش المفردة.
ان من يقف وراء ذلك ضرب اهم مفصل في حياة الانسان وهو التعليم الذي تحول الى بيئة طاردة، حيث التدني الواضح في مستوى المادة المقدمة للطالب وكذلك الاستاذ غير الجدير بالمهنة، نجد ايضاً غياب النشاطات اللاصفية من فنون ورياضة كما في السابق، كل هذا اثر سلبا على مستوى الوعي للفرد العربي، إلا اننا نعمل بجد على ايقاف هذه الهجمة الشرسة وكلٌ من موقعه لنفشل هكذا مخططات لا تريد الخير لشعوبنا العربية.
* قلّ اهتمامكِ بالغناء وركزتي على التمثيل اكثر، هل هذا بسبب الكساد الذي اصاب مطربي جيل التسعينيات؟
– قلّ اهتمامنا كجيل نظراً لما طرأ على سوق الغناء، من قوانين وضرائب تثقل كاهل المنتج اذ نجد صعوبة في تقديم اغاني جديدة، اضافة الى ذلك ظاهرة سرقة الاغاني من المنتج قبل ظهورها ونشرها على السوشيال ميديا، وبالتالي كل الجهود المبذولة تذهب هباءً، وللأسف لا توجد قوانين حماية تحد من هذه السرقات، لذا حصل ان الكثير من المطربين المميزين تركوا الغناء، لتكون خسارتنا ليست مادية فقط وانما معنوية وذلك بتدني الذوق، وشيوع اغاني هابطة لا تحمل اسسا صحيحة يمكن من خلالها تصنيفها كأعمال فنية.
انا شخصياً منذ بداياتي كنت انتج لنفسي لكن بالنهاية تتم سرقتي، إلا اني مستمرة في تقديم الاغاني من خلال البرنامج الذي اقدمه (صالون انوشكا).
* بعض الاعلاميات يعدّن تقديم بعض الفنانات للبرامج مزاحمة لهنّ في مهنتهنّ، هل لديكِ رد على هذه الاشكالية؟
– سؤالك صعب، بالنسبة لي لم ادخل المجال الاعلامي مزاحمة لاحد، ولابد من ذكر ان صالون انوشكا ليس التجربة الاعلامية الاولى لي، وانما في بداياتي قدمت برنامجاً في قناة (ART) وقد استهواني هذا العمل، كذلك ان القائمين على ادارة القنوات التلفزيونية لديهم رؤية في طرح برامجهم، وبعد تقديم برنامجي وجدت كم هائل لم اتوقعه من الاشادة في العديد من الاوساط، لأني احرص على التفاصيل الدقيقة، وتقديم الموضوع الى الجمهور بنحو لائق، مما خلق ثقة متبادلة بيني وبينه وهو صاحب الرأي الاول اذ لا يجامل ولو كان معترضاً هل تعتقد سأستمر؟
* قدمت دوراً مهماً في مسلسل (ناجي عطا الله)، واجدت بأدائك، هل حلمت يوما ان تكوني بالسلك الدبلوماسي؟
– انا بعيدة عن الدبلوماسية، فصراحتي الشديدة لا تتوافق مع هذا العمل، ولا اعرف المراوغة ولا اجامل او احاول الاقناع، اذ أجد ان الصدق والصراحة أقصر الطرق للإقناع، وهذه الصفات لا تمت للسياسة بشيء برغم انها اصبحت جزء من حياتنا.
اما دوري بالمسلسل فجاء بعد متابعة الفنان عادل امام لي في مسلسل (قانون المراغي) فرشحني للدور وكنت سعيدة جداً، فهذا جّل المنى ان يقف الفنان امام الزعيم.
* ماهي أعمال الفنانة انوشكا المقبلة؟
– بالنسبة لموسم رمضان لا يوجد لدي عمل درامي، لكن هناك عروض بعد الشهر الكريم وانا ما زلت بطور القراءة ولم اصل الى اتفاقات نهائية، والمدة المقبلة سأركز على طرح عدد من الاغاني الجديدة من خلال برنامج صالون انوشكا.
* ما الذي تودين قوله لجمهورك بالعراق؟
– حقيقة انا سعيدة لان لديّ جمهور في العراق مهتم بأعمالي، وهو جمهور ذواق. ان العراق منتج للفن ولديكم قامات اثرت الفن العربي، وامنيتي اقامة حفلة غنائية في العراق بعد استقراره وخلاصه من براثن الارهاب الذي اوغل في هذا البلد العزيز.