بابل ــ الصباح الجديد:
صدر للشاعر العراقي عبد الأمير خليل مراد ديوانه (صحيفة المتلمس ) بطبعة جديدة عن دار الصواف للطباعة والنشر والتوزيع .
والذي صدر عام 1999 بطريقة الاستنساخ, وهو يحتوي عددا من قصائد النثر والتفعيلة. ومن عنواناتها :
احتمالات وألفة الحقل و إيماءات بعيدة و شوكة المواريث وارشية الطائر المبهوت و ألفة قديمة والشاعر والقصيدة وغيرها.
كما تستلهم قصيدة العنوان شخصية المتلمس الذي قذف بصحيفته في البحر بعد ان عرف ما خبيء له من مصير حيث امر ملك الحيرة عامله على البحرين بقتله بينما واجه ابن خاله الشاعر طرفة بن العبد مصيره بالقتل.
وتأتي قصيدة (احتمالات ) النثرية وهي تستغرق هموم الإنسان العراقي واحباطاته في حقبة الثمانينيات وسطوة السلطة آنذاك حيث يقول فيها :(خذني,هذه المرة لأضرم النار في جسدي الناحل/ ولا اهم بشيء لم ينله ابو الطيب المتنبي /فليس عندي الا بقايا جمجمة سوداء / وعظام لا يكسوها اللحم / ولكنني رغم افولي /احلم بالقمر الذي لن يضيء شرفتنا الليلة )
كما تتميز قصائد الديوان برؤيتها الدرامية, ومعانقتها لاوجاع المرء وعذاباته في عالم يتشظي في المسكوت عنه وتبديد أحلام الذات , وانعتاق الشاعر من دهشة الاسئلة التى تتناهبه من كل جانب حيث يلجأ إلى الاندراح في مضامير التأمل وتراكمات الأفعال .
واللافت أن الكثير,من قصائد الديوان تستثمر الرمز التاريخي والديني والإنساني, ففي قصيدة (ارشية الطائر المبهوت). يلح الشاعر على رمزية الأسماء وحضورها المتجدد وتوظيفها في رؤيته الكونية ولغته الشعرية ومنها :ذو النون والنفري والحجاج و الحسين وسقراط والمعري والسياب والحلاح ودعبل , وغيرها, يقول:
)ما زالت للعشق بقايا /وأصرح للعشق رؤوس /تصحو والحجاج يقلبها / وبقارب ليل منحوس / يقذفني لتخوم الموت الازرق / يشعل في عيني كوابيس المتنبي… سقراط… المعري .. الحلاج .. السياب ودعبل )
وهكذا نجد هذه التعالقات النصية مع التراث الإنساني واضحة في, الكثير من القصائد الاخرى, ومنها تقاسيم الناي الأولى وقطاف و سبع قصائد وغيرها .
يذكر ان الديوان يضم في داخله لوحات فنية مستوحاة من عالم القصائد للتشكيلي الدكتور غالب المسعودي
ويقع الديوان في 103 صفحة من الحجم المتوسط.