الصباح الجديد – خاص:
المصور الفوتوغرافي سمير مزبان، حكاية عراقية جميلة، غادرتنا، لكن منجزه ما زال يحكيه، ومن هنا استمر بالتصوير وعشق حمل الكاميرا، يقول مزبان:
عشقت للتصوير الفوتوغرافي وخاصة الأسود والابيض من خلال زياراتي للمعارض الفوتوغرافية وتجوالي في شارع الرشيد والباب الشرقي في بداية السبعينيات من القرن الماضي أعجبت بالصور المعروضة في الواجهات الأمامية لمحال التصوير منها صور المصور ماجدولين في الباب الشرقي لما بها من فن وتوزيع انارة وطباعة الأسود والابيض كذلك مصور السواح.
ويتابع مزبان حديثه: فِي شارع الرشيد أعجبت بصور المصور الأهلي لما يعرض من صور عن تاريخ بغداد وشارع الرشيد. واهم الأحداث التي جرت في هذا الشارع والاحداث الاخرى في بغداد وبعض الشخصيات العراقية الاجتماعية والسياسية والثقافية والفنية اقف فترة طويلة للتمعن بالصور ودراستها، وتمنيت لو كنت موجودا في ذلك الوقت لكي أوثق هذه الأحداث، ومنذ ذلك الحين عرفت اهمية الصورة الفوتوغرافية بوصفها الوثيقة الصادقة للحفاظ على تاريخ الشعوب في كل مفاصل الحياة.
أشاهد الصور المعروضة في محل مصور ارشاك وصور الملوك والشخصيات السياسية العراقية والفنية والاجتماعية التي كانت تزين واجهة محله والمصور جان( بابل ) مصور رؤساء العراق ..كل هذه الصور المعروضة كانت حافزا كبيرا لنا ان نتعلم فن التصوير الفوتوغرافي ونتعلم اسرار هذا الفن الجميل وان اصبح واحدا من الفوتوغرافيين العراقيين ويكون لنا الشرف ان نوثق تاريخ العراق من خلال الصورة.. الحمد لله وفقنا الله في عملنا ووثقت عدستي احداثا مهمة مرت بالعراق، ونشرت صوري في جميع الصحف العراقية والعربية والعالمية.
وعمن تأثر بهم من الفنانين المصورين الفوتوغرافيين يقول مزبان: هناك عدة اشخاص تأثرت بهم وبأعمالهم من خلال اطلاعي على صورهم الفنية والصحفية في مجال الصورة الفنية، تأترث بأعمال الفنانين الأساتذة الكبار مراد الداغستاني، واحمد القباني، وحازم باك، وسامي النصراوي، ولطيف العاني، وفؤاد شاكر، وغيرهم من رواد التصوير الفوتوغرافي في العراق.
وأضاف: فِي مجال الصورة الصحفية تأثرت بالمصور جاسم الزبيدي، ورحيم حسن، وبعض من المصورين الأجانب، عندما كنت اشاهد صورهم في الصحافة العربية والعراقية ومن كل هؤلاء استفدت وتأثرت بأعمالهم وكانت لي دروس نظرية وعملية من خلال دراسة صورهم، اضافة الى دراستي في معهد الفنون الجميلة قسم السمعية والمرئية ولقاءاتنا الشخصية مع بعض من هؤلاء الفوتوغرافيين.
ويتابع: استفدت من ملاحظاتهم وتوجيهاتهم فكانت لنا دروسا في تعلم فن التصوير الفوتوغرافي في جميع مجالاته.
وعن بداياته مع فن التصوير يقول مزبان: بداياتي كانت في سبعينيات القرن الماضي على يد أساتذتي حفظهم الله في محل المصور محمد الشمري رحمة الله في مدينة الثورة -داخل -والأستاذ جبار فرج، والمرحوم المصور حميد العراقي.. احببت مهنة التصوير لقربها من هوياتي الاولى في الخط والرسم وخاصة رسم الكاريكاتير .. دخلت عالم الصحافة في نهاية سبعينيات القرن الماضي في مجلة صوت الطلبة، وتعلمت فن التصوير الفوتوغرافي على يد استاذي الكبير المرحوم سامي النصراوي في قسم التصوير المركزي، ومجلة المرأة الذي أخذ بيدي لتعلم انواع فنون التصوير الفوتوغرافي، وتعرفت على كثير من المصورين العراقيين الكبار في الصحافة والجمعية العراقية للتصوير.
اما الخبرات التي حصل عليها خلال رحلته فيقول مزبان: الخبرات العالمية التي حصلت عليها واستفدت منها، العمل مع مصورين صحفيين عالميين، عملت معهم في وكالة الأسوشيتد بريس مكتب بغداد الذين أشادوا بعملي ولقطاتي التي كان لها تميز، ومن خلالها حصلت على عدة جوائز عالمية منها (جائزة بوليتيزر للصحافة لعام 2005) ونشرت صورنا في معظم الصحف العالمية والحمد لله اصبح لي حضور عالمي في الصورة الفوتوغرافية الصحفية والفنية .
اين تجد نفسك بالأسود والأبيض ام الملون؟
احب التصوير بالأسود والابيض وابحث على الظل والضوء من اجل ان اقتنص موضوعي، لكون الصورة الفوتوغرافية الناجحة هو كيف تستغل مسقط الضوء على الشيء المراد تصويره، وتجعل من التكوين وحدة موضوع ناجح لتقتنصه بنحو جيد.. اجد نفسي في الصورة الصحفية، وتميزت بها من خلال عملي في الصحافة وحصولي على عدة جوائز وشهادات تقديرية عربية وعالمية وعراقية، والصورة الصحفية هي اقرب شيء لي برغم حضورنا في المحاور الاخرى للتصوير الفوتوغرافي.
واضاف: كل المصورين العراقيين احرص على متابعة صورهم من دون استثناء وخاصة المصورين الشباب. المصورين الصحفيين العراقيين الأبطال هم اشجع مصورين في العالم ولكن للأسف الشديد ليس هناك اي اهتمام ودعم الى هؤلاء الأبطال الذين بدمائهم وبصورهم يكتبون تاريخ العراق المعاصر، وهي مرحلة مهمة في تاريخ العراق المعاصر وستبقى صورهم الشاهد الحقيقي على بطولات الشعب العراقي وقواته المسلحة بجميع صنوفها وابناء الحشد الشعبي وابناء نعم الكاميرا كانت وماتزال رفيقة عمري، وخاصة في غربتي في السويد هي التي أخرجتني من عزلتي في الغربة، والتي عرفتني بالمجتمع السويدي، وقبلها عرفتني للناس في العراق والعالم، إذن هي صاحبة الفضل علينا كنّا نتحدث معاً عند التصوير على المواضيع التي نصورها، وفِي الكثير من الاوقات هي التي ترشدني على الصور الجميلة.
وفي وصف علاقته مع الكاميرا يقول مزبان: انا والكاميرا حبايب واعدها رفيقة درب لا تمل، ومن المواقف الصعبة في عملنا الصحفي تعرضنا الى عدة مواقف في الحرب العراقية الإيرانية، حوصرنا في المحمرة وكذلك في مدينة عبادان، وفي أثناء القصف اليومي لمدينة البصرة نجونا بأعجوبة من الموت، وفِي الأحداث الاخيرة التي جرت للعراق في الاحتلال الاميركي تعرضنا الى اختطاف من قبل مليشيات مسلحة، واغتيل السائق الخاص الذي يعمل معي في وكالة APاضافة الى اختطاف، او فقدان ابني الكبير الوحيد احمد سمير منذ عام 2007ولحدالان لم نعثر عليه.
الصورة لحظة هاربة هل تؤيد هذا التوصيف؟
نعم، فهناك مواقف كثيرة في عملنا الصحفي .. يجب على المصور الصحفي ان يمتلك الشجاعة والنباهة، والفطنة وسرعة التفكير، والتركيز واختيار المكان المناسب في تصوير الحدث، ويكون اول من يتواجد في مكان الحدث ويكون اخر شخص ينسحب من مكان الحدث، ويجب على المصور الصحفي خلال خمس الى عشر دقائق يقوم بتصوير الحدث وإرساله بنحو سريع الى مقر الوكالة او الجريدة ليحصل على السبق الصحفي.
ومن خلال خبرتي الطويلة في العمل الصحفي لم تخني في حياتي المهنية لكوني امتلك كل هذه المواصفات، ولنا صور حصلت على سبق صحفي وحصلت عليها على كتب شكر وتكريمات وجوائز خلال عملي في الصحافة العراقية والعربية والعالمية أقمت عدة معارض فوتوغرافية داخل العراق وخارج العراق وكان تفاعل الزوار مع منجزي جيدا وخاصة الصور الصحفية التي عرضتها في الدول الأوربية عن معاناة شعبنا العراقي من جراء الحصار الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي الى الاحتلال الاميركي وتداعياته وما سبب لنا من مشكلات ومعاناة، وان الحصول على جائزة هو تتويج لعملك الفني والصحفي، وحافز كبير من اجل تقديم أفضل الاعمال الفوتوغرافية ومسؤولية كبيرة من اجل الحفاظ على اسمك والصورة الصحفية في الوقت الحاضر أخذت الحيز الكبير في الصحافة العالمية والعربية ولكن للأسف الشديد في الصحافة العراقية لم تأخذ حيزها الكبير او قيمة ما لها من دور كبير لدى المتلقي والقارئ.
والسبب ان القائمين على الصحافة يعملون بالأسلوب القديم نفسه، وان الصحافة العراقية تتجاهل غالبا، دور المصور في تحرير الصورة، اضافة الى عدم كتابة اسم المصور، وهذا خطأ كبير بحق المصور الصحفي نتمنى من صحافتنا العراقية ان تتعلم من الصحافة العالمية والعربية أهمية الصورة الصحفية، وان يكون دور كبير للمصور في تحرير الصورة وإرسالها للنشر وعدم تدخل الادارة او المحرر بذلك .
المصور سمير مزبان:
*بدأ مصورا صحفيا منذ عام 1979 في مجلة صوت الطلبة ومجلة المرأة ووكالة الأنباء العراقية.
*فاز بجائزة بولتيز Pulitzer Press 2005
*عمل مع وكالة Associated Press منذ عام 2002 ولغاية 2007
. المعارض التي شارك فيها:
*معارض الجمعية العراقية للتصوير ووكالة الأنباء العراقية وأتحاد المصورين العرب ونقابة الصحفيين العراقيين وجمعية الفنانين التشكيليين في السويد.
* معرض Inter Press Photo في كوريا الشمالية وبغداد
*أول معرض شخصي بعنوان (صهيل الذاكرة) على قاعة الفن الحديث في بغداد 2007 *عرض صوراً عن معاناة الشعب العراقي من جراء الاحتلال والإرهاب في المؤتمر الشعبي العربي ألمانيا، برلين. 2007
*المعرض الشخصي الثاني بعنوان (معاناة الشعب العراقي جراء الاحتلال و الإرهاب) المانيا، همبورغ2007 .
*عرض مجموعة من الصور الصحفية نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي/ ستوكهولم بالتزامن مع محاضرة عن معاناة المصور الصحفي في الاحتلال والإرهاب 2008
* المعرض الشخصي الثالث بعنوان (معاناة المرأة العراقية جراء الاحتلال والإرهاب)