نينوى ـ خدر خلات:
أقدم تنظيم داعش الإرهابي على إعدام 9 من عناصره العراقيين في سوريا بتهمة “الغلو” في الدين، في حين قال مصدر أمني عراقي إن الرقم أكبر من ذلك وهنالك العشرات من العراقيين الدواعش في سوريا قيد الرقابة المشددة خشية هربهم من مناطق سيطرة التنظيم المتطرف.
وقالت مصادر إعلامية مقربة من التنظيم أن الأخير أعدم 9 من عناصره من الجنسية العراقية رمياً بالرصاص، بتهمة “اتباع نهج الخوارج”، مبينة ان، بين القتلى عنصرين من “الأمنيين” و ثلاثة من “الشرطة الإسلامية” وآخر من “جهاز الحسبة”.
وبحسب المصادر نفسها فان عملية الاعدام تمت في بلدة الشعفة بريف محافظة دير الزور الجنوبي الشرقي بعد فشل محاولتهم بالانشقاق عن التنظيم الارهابي، علما ان حوادث الإعدام في صفوف منتسبي التنظيم من العراقيين على يد ارهابيين عرب واجانب بدأت تتكرر وتتسرب الى وسائل الاعلام السورية والعراقية عبر ذوي الضحايا الموجودين في سوريا بمناطق يسطر عليها داعش.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “تنظيم داعش اعدم العشرات من عناصره العراقيين المتواجدين في سوريا بتهم مختلفة، الغلو في الدين او السرقات والفساد واللواطة وغيرها، لكن الاصل ان التنظيم بدأ يصب جام غضبه على العراقيين من عناصره عقب هزيمتهم في العراق وهربهم الى مناطقه بسوريا مع عائلتهم قبل او في اثناء معارك طرد فلوله من محافظة نينوى”.
واضاف “نحن لا نملك الرقم الحقيقي لعدد العراقيين من المنتمين للتنظيم والذين تم اعدامهم على ايدي ارهابيين عرب واجانب في سوريا، لكن الرقم اكبر مما تم تسريبه، فضلا عن ان العشرات من الارهابيين العراقيين هم قيد الرقابة المشددة في سوريا، وعائلاتهم تتحرك بهامش ضيق جيد، ويمكن القول انهم قيد الاقامة الجبرية في مناطق داعش في سوريا”.
وحول سبب هذا التشدد في تعامل التنظيم مع عناصره العراقيين، افاد المتحدث بالقول “التنظيم بات يشكك بولاء اغلب عناصره، وخاصة بعد الهزائم المتتالية في العراق وسوريا وهرب العشرات من الارهابيين الاجانب بعضهم كان يحمل صفات قيادية في الجانبين الاداري والميداني، وبعضهم اختفى ومعه اموالا طائلة”.
وتابع بالقول “اما بخصوص العراقيين الدواعش، فان التنظيم يشكك بنواياهم، خاصة مع كثرة الحديث عن اعتزام بعضهم العودة للعراق او ارسال عائلاتهم في الاقل، فيما هم سيسعون للهرب الى دول اوروبية وغير اوروبية، لانهم باتوا يدركون ان مسألة هزيمة التنظيم بشكل نهائي باتت مسألة وقت لا اكثر”.
وبحسب المصدر ذاته فان “العراقيين الدواعش في سوريا باتوا يخسرون مواقعهم ومناصبهم القيادية تدريجيا، اما الامتيازات التي كانوا يحظون بها بدأت تتلاشى يوما بعد يوم اخر، لصالح دواعش من سوريا ومن وسط اسيا، ويبقى التشكيك بالولاء للتنظيم هو المعيار الرئيس لتحجيم دور الدواعش العراقيين، خاصة ان الكثيرين منهم أعلنوا ما سمي حينها (بيعة الموت) ابان معركة تحرير الموصل، لكنهم فضلوا الهرب من امام القوات الامنية العراقية على الموت”.
وكانت “الصباح الجديد” قد كشفت في الاسبوع الماضي عن ورود معلومات تفيد باستعدادات لدى مئات العائلات الداعشية العراقية غالبيتهم من محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار، للهرب من محافظة ادلب باتجاه شمال شرق سوريا، وصولا للحدود العراقية في محافظة نينوى، بعد اشتداد الخناق عليهم من قبل الجيش السوري وحلفائه، محذرا من انهم قد يحملون مستمسكات وهويات مزورة، ويزعموا انهم كانوا نازحين في الجانب السوري.
علما ان اغلب هذه العائلات هربت مع ابنائها المتورطين بجرائم تنظيم داعش الارهابي من اعمال قتل وذبح وخطف وسرقات وتفجير بيوت مواطنين وغيرها من الاعمال الارهابية، وذلك خلال السنتين الماضيتين عقب تقدم القوات العراقية وبقية القوات الامنية لتحرير محافظات الانبار وصلاح الدين وديالى ونينوى وكركوك. بحسب ما ذكره مصدر امني لـ “الصباح الجديد” حينها.