روبرت فيسك أول مراسل غربي في عفرين يكشف الوجه الآخر للحقيقة
الصباح الجديد ـ وكالات :
في أول تقرير غربي من عفرين السورية، حذّر الصحفي البريطاني روبرت فيسك من تردي الوضع الإنساني في المنطقة التي يشن فيها الجيش التركي وحلفاؤه عملية “غصن الزيتون” العسكرية، فيما نقلت محطة (سي.إن.إن) الإخبارية عن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل قوله إن الولايات المتحدة لا تخطط لسحب قواتها المتمركزة قرب مدينة منبج بشمال سوريا رغم تحذيرات من تركيا لنقلهم فورا.
وذكر فيسك، في تقرير نشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية أمس الاول الأحد، أنه شاهد فور وصوله إلى المنطقة الآثار المأساوية للقصف المدفعي الليلي من قبل القوات التركية، وهي منزل مدمر في قرية معبطلي كانت تسكنه عائلة مؤلفة من خمسة أشخاص ولم ينج منهم بأعجوبة من القصف إلا فتاة واحدة في سن 19 سنة.
وقال فيسك إن أحذية المواطنين المقيمين ما زالت متناثرة عند أبواب المنزل المنكوب، مشيرا إلى أنهم لم يكونوا من الأكراد، بل لاجئين عرب من قرية تل قراح في ريف حلب.
وبعد ذلك، زار الصحفي البريطاني مستشفى عفرين حيث شاهد عشرات المصابين المصنفين بـ”الإرهابيين” من قبل أنقرة في تقاريرها الرسمية، لكنهم في الواقع مدنيون بينهم مسنون وأطفال ونساء، والعديد منهم من العرب، لا من الأكراد.
وقال فيسك إنه “من الفحش” مقارنة شهادات هؤلاء الجرحى مع التقارير التركية الرسمية بخصوص سير عملية “غصن الزيتون”، حيث أعلنت وكالة “الأناضول” أن 70 طائرة حربية قصفت أكثر من مائة موقع عسكري لـ”وحدات حماية الشعب” في 21 الشهر الجاري، بينما نقلت في اليوم نفسه إلى المستشفى جثامين 34 مدنيا.
وأطلع مدير المستشفى جوان بالوت، وهو من خريجي جامعة كراسنويارسك الروسية وعاد إلى البلاد في عام 2014، الصحفي البريطاني على سجلات المستشفى خلال الفترة ما بين 21 و26 كانون الثاني، وتبين منها أن المستشفى تلقى أربعة قتلى ومصابين اثنين فقط من المقاتلين الأكراد في ذلك اليوم وسبعة قتلى وتسعة جرحى آخرين من “وحدات حماية الشعب” في الأيام اللاحقة، بينما بلغ عدد المصابين المدنيين 49 شخصا.
هذا ونقلت محطة (سي.إن.إن) الإخبارية عن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل قوله إن الولايات المتحدة لا تخطط لسحب قواتها المتمركزة قرب مدينة منبج بشمال سوريا رغم تحذيـرات من تركيـا لنقلهـم فـورا.
ونقل الموقع الإلكتروني للمحطة عن فوتيل قوله امس الاول الأحد أثناء رحلة للشرق الأوسط إن سحب القوات الأميركية من منبج “ليس أمرا نفكر فيه”.
وقالت تركيا، التي تشن هجوما عسكريا على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين في شمال غرب سوريا، مرارا إنها ستطرد وحدات حماية الشعب أيضا من منبج التي تقطنها أغلبية عربية وتقع شرقي عفرين.