في معرضه “خارج المرايا”
سمير خليل
تواصلا مع مسيرته في عالم الكاريكاتير، وتفرده بإسلوبه الذي عرف به، اقام الفنان علي المندلاوي مؤخرا معرضه الشخصي في فن الكاريكاتير تحت عنوان (خارج المرايا) على قاعة الواسطي في الدار العراقية للأزياء.
ضم المعرض 58 لوحة لوجوه شخصيات عراقية بارزة في شتى المجالات السياسية والادبية والفنية والاقتصادية.
“خارج المرايا” يحمل الرقم 12 في مسيرة هذا الفنان المبدع وهو المعرض الشخصي الثاني في بغداد بعد معرضه عام 1988.
يقول الفنان المندلاوي: الكاريكاتير ليس هدفي الرئيس، في عملي جرعة من الكاريكاتير، معالجاتي تشكيلية كون دراستي تشكيلية، وتخصصي تصميم، ودرست السيراميك، إضافة لدراسة التقنيات، عملي مزيج من التشكيل والكاريكاتير.
ويتابـع: يبقـى الكاريكاتيـر النافـذة التي اخرج منها الشخصيـة، امنحـها بعدا، التقط ثيمة الشخصية الرئيسة، ما هـو منجزها الاهم لأقدمه، وامنـح مفتاحـه للجمهـور كـي يتعـرف علـى هـذه الشخصيـة ومنجزهـا.
وعما اذا كان رسم الكاريكاتير لا يخضع لاشتراطات اللوحة التشكيلية يقول المندلاوي: الكاريكاتير يمكن ان يكون جميلا كصورة، البورتريه الكاريكاتيري اكثر بلاغة من الصورة الاعتيادية، او لوحة البورتريه الاعتيادية، يعطي بعدا اكبر وعمقا اكثر.
اول معرض للمندلاوي كان عنوانه (وجوه من الداخل) وهذا المعرض (خارج المرايا) “ليس المرآة الاصلية التي يرى الانسان نفسه بها فقط، هناك مرايا أخرى”.
الدكتور علي عويد مدير عام دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة قال عن معرض المندلاوي: هذا المعرض رسالة، هوية الفنان المقتدر علي المندلاوي. المندلاوي عالم خاص ومميز، عملنا معا في فترة التسعينيات بحكم عملي كصحفي، وكل ما كان يرسمه مميزا، ويحمل رسالة للآخر. احييه وابارك له هذا المعرض، ونحن كدائرة فنون وجهنا له دعوة لإقامة معرض في مركز الفنون التابع للوزارة، وهذا قليل بحق هذا الفنان.
وكان الكاتب والشاعر شوقي عبد الامير قد كتب في دليل المعرض “علي المندلاوي يلعب، انها طريقته لإعادة تركيب الشخصية التي يختارها مسرحا لرقصته الكاريكاتيرية، مسرحه غير محدود بمكان او زمان، الا ان قراءته لماضي الشخوص وحاضرها هي التي تضع الحدود، وترسم تضاريـس لوحتـه، اراه تارة طفلا وقعت بيت يديه عدسـة مقعرة فصار يضعها حيـث يشاء، ليراها كيف تلهو بالملامح والسمات والبصمات، وتـارة اخرى يحمل نفاخة كبيرة رسم عليها صورا وملامح ورموز حيـاة اختارها لاحدهم. علي المنـدلاوي يتنقل بخفة فراشة ويقيم بجذور سنديانة قديمة في لوحـاته، وهو يعرف اين يغمز، ومتى يضع قفازاتـه ليجهـش بالضحـك”.