مدرسة جديدة في البصرة لـ”تعليم التعايش السلمي”.. وطلبتها يكافحون العنصرية ويبحثون عن “مدينة الحب”

المؤسس: المحافظة لبست الأسود منذ 2006

البصرة ـ الصباح الجديد:

عرفت مدينة البصرة بالتعايش السلمي بين جميع مكوناتها، وشكل نسيجها الاجتماعي صورة للألفة والمحبة، ومع تزايد عدد منظمات المجتمع المدني بعد عام 2003 بدأ عدد من شباب البصرة بالتفكير بإنشاء منظمة مغايرة لما يطرح في الشارع.

كثير من المنظمات ترفع شعارات الدفاع عن حقوق الانسان أو العناية بالأرامل والأيتام وغيرها من الشعارات، إلا أن فكرة الحب والسلام لم تكن مطروحة من قبل.

يقول الامين العام لمدرسة الحب والسلام لؤي الخميسي، إن “الفكرة نشأت مع الجامعة، حيث بدأنا بها في جامعة البصرة يوم تجمعنا شبابا وشابات لإطلاق مبادرة الحب في المجتمع البصري، الذي تعرض لخطر كبير خلال عام 2006 وما شهده من نزاعات طائفية مقيتة”، بحسب ما نقلته وكالة “واي نيوز”.

ويضيف، أن “الفكرة بدأت تتوسع حتى انضم اليها كثير من الشباب من كلا الجنسين، وبالرغم من مخاطر التجربة إلا أن ذلك لم يمنعنا من أن نستمر”.

ويتابع، أن “مدرسة الحب والسلام تضم جميع مكونات المجتمع البصري من المسلمين والمسيحيين والصابئة، ولا علاقة لنا بالدين أو الطائفة فالعلاقة يحددها الانتساب للوطن”.

ويشير الخميسي إلى أن “الفكرة لاقت معارضة من بعض المسؤولين في الحكومة المحلية عام 2008، وهي معارضة كانت تقوم على أساس طائفي، لأن من عارضوها لا يرغبون بأن يروا ناشطاً مدنياً مندائياً من طائفة غير طائفتهم”، مشيرا إلى أن “الأمر تكرر في دائرة تسجيل منظمات المجتمع المدني ببغداد حيث اعترضت بدورها على اسم المؤسسة، وغيرته من الحب إلى المحبة.. لأن الحب يدخل في محظورات الثقافة العراقية الجديدة”.

ويقول الخميسي، إن “أعضاء مدرسة الحب والسلام يسعون لتغيير وجه المدينة وتحويله من الالوان الكالحة إلى البراقة، إذ أن جميع الأعضاء يرتدون الملابس الملونة، رغم تمسك مجتمعنا البصري وتعوده اللون الاسود الذي هو دليل الحزن”، ويضيف الخميسي “نحن نريد أن ينسى البصريون الحزن”.

ويشير إلى أن “مدرسة الحب والسلام استطاعت أن تؤثر في اختيار ألوان المجتمع لما له من تأثير على مزاجية أفراده ومنهم الشباب حيث اتجهوا لاختيار ملابس بألوان زاهية تعكس دواخل الروح المحبة”.

ويرى الخميسي، أن “مدرسته استطاعت أن تحقق نشاطات ملموسة على صعيد الشارع البصري، حيث كان آخر نشاطاتها ورشة عمل عن التحرش الجنسي شارك فيها باحثون ومثقفون وشباب من كلا الجنسين، واستمر لأربعة أيام وكان نشاطا ناجحا بكل المقاييس”، على حد قوله.

وأضاف، أن “ما من مناسبة إلا وشباب مدرسة الحب والسلام تراهم حاضرين فيها، وكقد شاركوا أيضا في معرض الزهور الدولي الثالث مشاركة فاعلة، وأن حضورهم في مثل هكذا مناسبات سيجعلهم أمام أنظار المواطنين، وسيؤثون فيهم”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة