تظاهرات عارمة بمحافظات الإقليم تطالب برحيل السلطة وتدخل العبادي لمعالجة أزمة الرواتب

قاموا بإحراق العديد من مقار ومكاتب الحزب الديمقراطي الكردستاني
السليمانية ـ عباس كاريزي:

انطلقت صباح امس الاثنين (18 من ديسمبر كانون الاول) تظاهرات عارمة بمحافظة السليمانية وحلبجة واغلب مدن وقصبات الاقليم.
ورفع المتظاهرون شعارات دعت الى اسقاط حكومة الاقليم، ورحيل السلطة التي قالوا ان الظلم والفساد والمحسوبية والفشل ينخر جسدها.
المتظاهرون الذين تجمعوا امام مديرية التربية في شارع سالم وسط محافظة السليمانية، توجهوا الى ساحة السراي او ما اسموه بسراي الحرية، رددوا شعارات ضد حكومة الاقليم واحزاب السلطة مطالبين المواطنين الخروج من بيوتهم والانضمام الى جموع المتظاهرين لتنظيم انتفاضة شعبية تقتلع جذور الفساد وتطيح برؤسه.
وفي ناحية سنكسر اقتحم المتظاهرون مقر شرطة الناحية بعد ان قام افراد من الشرطة باطلاق النار فوق رؤوس المتجمعين لتفريقهم وفي قضاء رواندوز التابع لمحافظة اربيل التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني، اقتحم افراد الامن مقر حركة التغيير التي اتهموها بالتحريض على خروج المواطنين في تظاهرات ضد السلطة، وفي محافظة السليمانية وقضاء جمجمال وسيد صادق قام متظاهرون برجم مقرات الحزب الديمقراطي بالحجارة فيما حالت الشرطة دون دخولهم الى المباني.
مواطنون تحدثت اليهم الصباح الجديد وسط الجموع المتظاهرة، بساحة السراي وسط محافظة السليمانية، قالوا « لن نتراجع ولن نتخلى عن مطالبنا ولن نخلي ساحة السراي لحين تنفيذ جميع مطالبنا، مضيفين» ارادة الشعب اقوى من اي حاكم او متسلط، ان الظلم والسرقة لن يدوما الى الابد»، وعلى الشعب ان يقول كلمته بكل صراحة، للسلطات التي اثبتت فشلها وجرت الويلات على شعب كردستان.
متحدثون باسم هيئة المعلمين والملاكات التدريسية المعترضة التي قادت التظاهرات، قالوا، ان السياسات الفاشلة التي انتهجها حكام الاقليم خلال السنوات الاخيرة تسببت بخسارة اكثر من خمسين بالمئة من اراضي كردستان، وكان اصرارهم على اجراء الاستفتاء من دون دراسة او برنامج مسبق كالقشة التي قصمت ظهر البعير، واتت على ما تبقى من امل باجراء اصلاحات داخل السلطة الحاكمة لتحسين الاوضاع المعيشية المزرية للمواطنين.
وطالب ممثلون عن الملاكات التدريسية في كلمات القوها في ساحة السراي وسط السليمانية، رئيس الوزراء حيدر العبادي الى التدخل بنحو عاجل والدخول على خط الازمة لتدارك الاوضاع المعاشية لملاكات حكومة الاقليم، ومعالجة ازمة رواتب الموظفين وقوت الشعب المنهوب.
رئيس برلمان كردستان الدكتور يوسف محمد الذي شارك في التظاهرات وسط ساحة السراي بمحافظة السليمانية، قال للصباح الجديد ان شعب كردستان شعب واع وحي لن ينجر إلى أي أعمال عنف، وسيحافظ على ممتلكات الشعب وامواله، مطالبا المتظاهرين الابتعاد عن اية اعمال شغب اوعنف.
وتابع محمد ان الوعود التي قطعتها سلطات الاقليم الذين وصفهم بالفاشلين، كانت كلها كذب وضحك على الذقون، «قالوا لنا اننا سنؤسس لكم دولة الا انهم اعادونا الى الوراء، وافضت سياستهم الى تحميل الشعب تبعات سياسات فاشلة وتعنت اهوج، يعيش معه المواطنون في حالة من الفقر والفاقة، بينما يعيش هؤلاء في فلل وقصور ويمتلكون الملايين التي استولوا عليها من سرقة اموال وقوت الشعب.
واضاف رئيس برلمان الاقليم «الذين يسرقون وينهبون اموال الشعب لايعدون انفسهم مسؤولين عن هذا البلد، وسيتم اخراجهم من هذا البلد «لاننا نحن اصحاب هذا البلد»، وعلينا الحفاظ على ثرواته والابتعاد عن العنف».
محمد وبينما اعلن مساندته لمطالب الشعب الهادفة الى رحيل السلطة الحالية، طالب الاحزاب والقوى السياسية لدعم المواطنين بتشكيل ادارة جديدة عصرية في الاقليم، تكون في مستوى طموحات وتطلعات الشعب، وبخلافه فانا احذر من «مرحلة مظلمة تنتظر السلطات الحاكمة في الاقليم».
وكانت مديرية المرور والعديد من الدوائر الخدمية في محافظة السليمانية، قد اعلنت اعتصاماً مفتوحاً ومقاطعة الدوام الرسمي، احتجاجاً على تأخير صرف رواتب الموظفين.
وقال المتحدث باسم المديرية كاروان حمه صديق، إن الموظفين أعلنوا عن تعليق الدوام في المديرية بدءاً من صبيحة يوم الاثنين، مشيراً إلى أن المديرية لم تفتح أبوابها أمام المواطنين المراجعين وقررت عدم تسيير معاملاتهم.
في غضون ذلك عقدت حركة التغيير والجماعة الاسلامية اجتماعاً في محافظة السليمانية، وبينما اعلنا تأييدهما لمطالب المتظاهرين فانهما وفقا لمصادر مقربة من الاجتماع اوضحت للصباح الجديد، ان الحزبين ناقشا اليات البدء بمرحلة جديدة لادارة الاقليم، والتنسيق لانسحاب الطرفين من حكومة الاقليم، والعمل على تشكيل حكومة انتقالية تأخذ على عاتقها اجراء انتخابات نزيهة في كردستان.
على صعيد آخر أعلن رئيس وزراء إقليم كردستان مجددا التزام حكومته واحترامها لقرارات المحكمة الاتحادية، التي الغت بموجبه الاستفتاء وعدّت نتائجه غير ملزمة ولا تتوافق مع روح الدستور، مؤكدا استعداد حكومته لحل المشكلات العالقة بين بغداد وأربيل في إطار الدستور العراقي.
بارزاني قال من المانيا التي يزورها حاليا وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الالماني زيغمار غابرييل، امس الاثنين:» نؤكد موقفنا واستعدادنا لحل المشكلات مع بغداد على وفق الدستور العراقي، وإننا مستعدون لحوار جدي مع الحكومة العراقية»، لافتا إلى ان «حل المشكلات العالقة يحتاج لإرادة قوية».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة