شذى أسعد في «خاصرة الماء».. الاستدلال على العالم

عبد الغفار العطوي

أصدرت الشاعرة العراقية شذى اسعد المجموعة الشعرية الاولى ( خاصرة الماء) و اطلقت لها عنوانا نصيا ( نصوص شعرية ) الطبعة الأولى( المتن) العراق 2016 م والاهداء ابان جزء مما ستطرحه الشاعرة في استفزاز الحرف و إضاءة مساحة الحلم ،لأنها تعي ما يمكن ان يقدمه الشعر في كشفه للعالم من استدلال في آثاره و كمالاته التي تلمح لها النصوص الشعرية
1 – ما تريد الشاعرة إيضاحه في هذا المقام هو ان تكون قراءتنا للمجموعة تنصيصيا ، اي ان يكون الشعر نصاً قبال العالم ، لادراكها إنما تتعامل معه بوعي كلي من خلال صورة يحددها الشعر لجزء من العالم في وعي مراتبه و حيثياته ، فهي تقبض على فكرة التقابل الصوري بينهما ، في ( الباب ) ص 10 الشعر ينتشر في تضاعيف المكان على شكل طرق و حكاية يحملها العابرون
أخبط الباب
للخطو مرايا
و حين يدق
توقطني الحكاية
يقول العابرون
إليك نشكو
غريب الصوت او مر النوايا
و لعل صورة نصية من الشعر اخرى تراود فضاء ثانيا اكتسب فعل التجانس مع الغياب مقتطعا بذلك دلالة الشعر على حضور العالم في وعي الشاعرة (إرحل !!!) ص12 من الممكن ان ينص على الصلة القائمة في العالم بين الغياب و الحضور
أهكذا
تموت الضحكات؟
و قهوة المساء المعطرة
بحروف كانت تسبقنا
الى نافذة الحلم
و تورق
عند كل محطة
سنبلة
و يمكن ان يصبح النص الشعري بالنسبة للشاعرة متكأ على عالم بلا ضفاف كما في ( ارصفة دون محطات) ص 14
ضوء يمر معطلا
بقايا ارصفة
تنام على الدروب
صلاة خوف
تربك الليل اذا عاد ثقيلا
تزرع الوحشة
في ( الأرجوحة) ص22 يتقابل الشعر و العالم بالتساوي ، كلا يمسك بتلابيب الأخر لدرجة التماهي
تلك الأرجوحة تعرفني
تختار فمي
فتعود صلاة
دون صلاة
تبتاع أواني الزهر
وتمضي
2 – ربما تفهم الشاعرة ان الشعر اذا ما كان نصا يمكنه ان يصور العالم بملامحه الطبيعية الاعتيادية، الاستدلال عليه يتم بسهولة بآثاره و حيثياته ، لكي يحقق الشعر التماس مع مظاهر العالم ، و تفرعاته ، مثلاً في ( الحرب ) ص25
يا والدي
في الحرب
تبتاعنا الامنيات
بدع العناد
عند سواقي الانتظار
تورق كل ليلة
ازاهير ضحكة
غارقة في الدمع
و من الحرب يأتي عالم ( الحلم) ص29 بكل استيهاماته فيثري الصور التي تستدل بها الشاعرة على حقيقتهما المتناقضة
ساشتري بجوعي
حكاية الشبع
اقصها لابنتي
ذات مساء
حالك الوجع
ادور فوق قارب
سماؤه
تشاطر النجوم
و موجه
يبتلع السقم
و تستدرج شذى اسعد الشعر نحو استغوار عالمها الباطني
حيث اكتظاظ العالم بالعاطفة و الاشتعال و التأجج، عالم جواني مخبوء مدخله ( العين تهمس) ص 36 يستمد لواعجه من حضور الاخر
ما بال عينيك
تهمس بي احبيني
الا تعرف
إن الحب يرهقني
و يشجيني
و تعلم إنني ما عدت
احمل
غير صباحك الموشوم
نبضا في شراييني
فقط يا عين لاتبكي
احبك ملء اجفاني
ملء السمع
ولأن ( الى – – – !) ص 42 يكمل الاول ، فمن الطريف خوض غمار تجربة الحب بوصفه عالما مغريا جدا لمن يستدل على عالمه
من أيقظك راحلا ؟
تلوح بكف مقطوعة
فوق زمني الخجول
يا انت
يا بعضي
تمهل
الوقت مقطوع هنا
و العابرون على الضفاف
و ما بين الحب و الحبيب يطل العالم وطناً من ( اوهام)ص52 يغيب كل عوالم الشاعرة شذى اسعد فلا تكف عن المناورة
وطن يغيب عن الرؤى
و سلاحف تبتاع وجه الرب
به تحوك قضية
لمضاحع الموت الجديد
ك ( بطاقة تعريف) ص55 لأن الاحساس بالوطن جزء من ادراك العالم كما نريد ان يكون هو ، هوية تتجسد يعق الوجود المترامي أمام حلم شذى اسعد بعينها التي احست بالخيبة من كثرة الحروب
تعرفت على وطني
بدوي الحروب الخائبة
و الصباحات الممزقة
بدم الموتى
بالانكسارات
وخيمة مغترب
في ارضه
إذاً الاستدلال على العالم يبتدأ من الاستدلال على الوطن ، الذي يعني الارض و الحبيب و الحلم كما في ( خاصرة الماء )ص 64
وطني انت
فدع الارض تصلي
في حضرة الماء
لناسك جاء يطرق
بابك الموشوم
بالحناء
لتبقى ( لعنة الحب ) ص 111 شاهدا على إمكانية التعرف على عالم مكتظ بالحرف و من استفزه و مساحة الحلم ومن إضاءة
حين يداهم صوتك
خارطة الأحلام
و أرحل ، ارحل
فيك طويلا
حيث العشب
يمد صباه الخ

خاصرة الماء شذى اسعد

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة