“أبو هريرة” الأميركي ينفذ عملية انتحارية في سوريا

خبراء يؤكدون: اتجاه اللعبة سيتغير

بغداد ـ الصباح الجديد:

كشف مسؤولون أميركيون كبار من أجهزة الاستخبارات، بأن مواطنا أمريكيا يعمل مع القاعدة “نفذ عملية انتحارية” في سوريا الأحد الماضي، وبينوا أنها “المرة الأولى” التي يشترك فيها مواطن أميركي في مثل هذه العمليات، وفيما عدوها بأنها من “احدث” تحديات الأحداث السورية لأوربا وأميركا، أكد خبير بمكافحة الإرهاب أن اتجاه اللعبة “سيتغير والأمريكان سينفذون هجمات مسلحة” داخل أميركا أو ضد مصالحها في الخارج.

وقال المسؤولون في تصريحات نقلتها صحيفة ناشنال بوست الأمريكية، إن “مواطنا أمريكيا يعمل في سوريا مع مجموعة مسلحة مدعومة من تنظيم القاعدة نفذ، الأحد الماضي، عملية تفجير انتحارية في سوريا”، موضحين أنه “تم بث العملية الانتحارية للمرة الأولى على صفحة التويتر بعد يومين من تنفيذها من قبل جبهة النصرة التي تقاتل ضد النظام السوري”.

ورجح المسؤولون، الذين لم يكشفوا عن أسمائهم لتعلق الأمر بقضية استخبارية، بأنها “المرة الأولى التي يشترك فيها مواطن أمريكي في مثل عملية كهذه”، رافضين الكشف عن هوية المواطن الأمريكي أو ان يعطوا أية معلومة عنه.

وأضاف المسؤولون الكبار من أجهزة الاستخبارات ومكافحة التجسس أن “المجاميع المتطرفة الإسلامية في سوريا التي لها ارتباطات مع القاعدة كانت تحاول البحث عن أمريكان وغربيين آخرين سافروا الى سوريا من اجل تجنيدهم وتدريبهم ومن ثم تدفعهم لتنفيذ هجمات في بلدانهم عند الرجوع إليها”.

وبين المسؤولون أن “هذه المحاولات التي تعد الان في مراحلها الأولى هي من احدث التحديات التي أفرزتها الحرب الدائرة في سوريا ليس لأوربا فقط بل للولايات المتحدة أيضا”، مشيرين إلى أن “الحرب الأهلية الدائرة في سوريا قد أصبحت بمثابة نقطة استقطاب للغربيين الذين يسعون للقتال مع الثوار ضد حكومة الأسد”.

من جانبه، قال خبير في مكافحة الإرهاب سيث جونز من مؤسسة راند لمكافحة الإرهاب، حسب الصحيفة الأمريكية، إن “وجود انتحاري أمريكي في سوريا شأنه ان يغير اتجاه اللعبة”، موضحا أنه “يعني بأن الأمريكان يشحذون هممهم لتنفيذ هجمات إرهابية وربما في النهاية قد يستخدمون هذه القدرات داخل الولايات المتحدة او ضد المصالح الأمريكية في الخارج.”

وكانت قناة NBS News الأمريكية ذكرت في بادئ الأمر بأن مسؤولا أمريكيا أكد بأن الانتحاري هو مواطن أمريكي.

وكانت مواقع تواصل اجتماعي لمجاميع مسلحة ونشطاء سوريين ذكروا بأن مواطنا أمريكيا يحمل الاسم الحركي (أبو هريرة الأمريكي) نفذ عملية تفجير انتحارية بشاحنة مفخخة في محافظة ادلب شمال سوريا، ونشرت صورة تناولتها مواقع المسلحين الاجتماعية ظهر فيها شاب مبتسم قيل بأنه هو المنفذ للعملية الانتحارية، وكان يبدو بلحية شقراء ويحمل قطة صغيرة الى صدره.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت، إطلاق تسمية (داعش) كأسم رئيس بدلاً من تنظيم القاعدة في العراق، وفيما لفتت الى حظر تعامل المواطنين الأمريكيين مع أية منظمة ارهابية وفق هذا التصنيف وتجميد أصولها ومصالحها التي تخضع للصلاحيات الامريكية، أكدت تصنيف جبهة النصرة على انه تنظيم ارهابي قائم بذاته.

وكان تنظيم (داعش) كشف، في 12 ايار 2014، انه لا يهاجم من سماهم “الروافض” في ايران والسعودية امتثالا لاوامر تنظيم القاعدة، وحرصا على ما سماه “وحدة الصف”، وفيما اشار الى انه خالف توجيهات امير التنظيم، ايمن الظواهري، التي طالبت بعدم استهدافهم في العراق، وجه انتقادات شديدة اللهجة للقاعدة والظواهري، متهما اياه ببث “الفتنة”، وطالبه بالبيعة لأمير داعش “حفيد الحسين”، فيما اعلن “ارتداد” رئيس مصر السابق محمد مرسي، و “كفر” الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وكانت وزارة الخارجية الامريكية أن معدلات ضحايا “الارهاب” على المستوى العالمي ازدادت بنسبة 60% في العام الماضي، وفيما بينت أن الارتفاع يأتي بعد زيادة حجم العنف في العراق وسوريا، أكدت أن ضربات الطائرات الامريكية المسيرة جعلت قائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري محدود القوى ويواجه بعدم الطاعة من قبل الاجنحة الاقليمية لتنظيمه في المنطقة.

يذكر أن سوريا تشهد حرباً أهلية طاحنة منذ آذار 2011، تسببت في سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى فضلاً عن ملايين النازحين والمهجرين داخل البلاد وخارجها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة