تقدّم ثقافة «الصباح الجديد» هذا الأسبوع في صفحتها «نصوص»، أحد الأصوات الشعرية الجديدة، وإذ ننشر له قصيدة من بين نتاجه، نتمنّى له أن يحقق الحضور المأمول في الوسط الأدبيّ مستقبلاً…
*أحمد شمس
لا شعر معه
ترجّل عن نوافذه الصغيرة
تاركاً الكلمات في أعشاشها
توهم الرائي بالسماء
تخلّى عن شوارعه التي تنتهي بالبحار
لا يبدو عليه إنه شاعر
ولا تبدو هذه اﻷرض ضحية دائمة للمجاز
كل ما يراه اﻵن أشياء يجب أن يصدقها
كانت ذات يوم تزين قصائده بالسواد الصارخ
ويتركها علامات لسريالية طريقه المفترض
اﻵن ومع حشد النجوم التي تلاحقه بلا هوادة
يغوص في تفاصيل القذارات
باحثاً عن انتحاري يقنعه (أن الموت حق)
وإن (العبوة) ليست مصباحاً بعمود القيامة
الشاعر قصد المقهى بانتظار الرجل الناسف
يسأله عن عينه:
ماذا ترى؟!
هل تشتهي كوب شاي قبل أن تنتحر؟!
هل يشجعك المعدمون هؤلاء على أن تطلق ضحكة حتى إذا كانت يابسة؟!
هل تتوقع أنك أمام عدسة سينمائية وأنت تمثل بطلاً تأريخياً؟!
هل تغويك الحسناء التي في الملهى المجاور؟!
أو هل أنت تحسد عشيقها؟!
هل تختار ضحاياك؟! ولماذا تفضل المناطق الشاعرة؟!
– الشاعر حينما يتنبأ بموته يفتدي لحظة الصمت بأطنان الكلام-
الشاعر – من دون شعر- في المقهى ينتظر الناسف
أو باﻷحرى ينتظر أن يتأمل عين الانتحاري، بماذا تفكر؟!
واﻹنتحاري لا يأبه للشاعر
يبث موته بعيداً عن اﻷسئلة
يحصد للشاعر أسئلة أخرى من قبيل: لماذا يرسل موته وباءً؟!
لماذا لم ينصت للفناجين وهي تناديه والخلاخيل وهي تدعوه؟
لماذا لم يفكر بالصلاة القادمة في المسجد؟!
الشاعر يعود أدراجه
يفكر بانتحاري آخر يعقم رأسه بالبصاق