وأخـــيراً البــوكـــر عــــراقيـّـة، ألــف مــبارك للـصـديـق الــروائـي المـبدع أحـمــد ســعداوي بفــوز روايتـه (فرتكشـتاين فـي بــغـداد) بجائـزة البـوكــر.. ألـف مـبارك للــروايـة الـعراقيـّة ولنـا جميـعــاً، وأتمنـّـى أن لا ينغــص بعـض النقـاد والأدبــاء الـعراقيـّيـن علينـا هـذا الـفـوز بملاحظـاتهم وتعليقـاتهم المُــرّة.. ألـف مـبارك صــديقي المــبدع أحمـــد ســـعداوي
برهان شاوي
معنى فوز أحمد سعداوي هو انتصار على السياق الثقافيّ العربيّ الراهن، ومراكز القوى الثقافيّة والماليّة والعلائقيّة التي تحكم الثقافة العربيّة منذ عشرين عاماً في الأقل. لقد فاز الإبداع على المصنوعات السياقية الشبيهة: Simulacre والـتظاهرات الزائفة simulation.
تحيّة له من أعماق قلبي.
شاكر لعيبي
كنت سأفرح أكثر لو فاز الصديق خالد خليفة بالبوكر حتماً ولكن أسعدني أيضاً فوز العراقي أحمد سعداوي بها .. عانت الثقافة العراقيّة طويلاً من التهميش بسبب الاستبداد والاحتلال والحروب الأهليّة الحاصلة، وعانى المثقفون العراقيون خصوصاً من بقي منهم داخل العراق كثيراً من عدم سماع أصواتهم في الخارج .. بدأنا الآن نحن السوريّين ننتبه ونفهم ما كنّا نعدّه مبالغة في توصيف العراقيّين لحالتهم، سبقونا بسنوات إلى كلّ ما نعانيه الآن. مبارك لأحمد سعداوي.
رشا عمران
لم يكن لديّ شك منذ أن عرفته أنّه ألمعي، لم يكن لديّ شك أنّ العراقيّين مبدعون و»يجيبوها من حلك السبع»، لم يكن لديّ شك أنّها رواية كبيرة ومفصليّة، لم يكن لديّ شك بكل هذا، لكن أن ترى البوكر عراقيّة سعداوية، فهذا معناه أعظم ممّا يخيل لي، معنى ذلك أن عصر الرواية العراقيّة قد حان أوانه، مبارك لك صديقي ولنا أيضاً بهذا المنجز العظيم.
محمد غازي الأخرس
الجميل في فحوى فوز الصديق المبدع أحمد سعداوي بالبوكر عن روايته الصادرة عن دار الجمل والتي وزّعت في العراق والعالم العربيّ كلّه.. أنّ العراقي هو مَن (كتب)، وهو مَن (طبع)، وهو من (قرأ) وأشرك معه قرّاء العربيّة في كلّ مكان.. ثمّ فاز بالجائزة الكبيرة.. مبارك لك ولنا سعداوي الجميل..
حسين محمد عجيل
لا أتذكر بالضبط متى كانت أوّل محادثة بيننا، لكن في كلّ الأحوال حدث ذلك بعد انهيار عام 2003، عندما قرأت روايته « البلد الجميل « وكتبت عنها، ليحصل هو بعدها على بريدي الالكتروني ويكتب لي في بداية رسالته « أين أنت يا صديقي، بحثت عنك كثيراً ! « وكنتُ منبهراً به، أنا الذي لم يكن لي رفقة في الوسط الثقافيّ، فكان أحمد أوّل الرواة الذين تعرّفت إليهم..
ما أتذكّره عن أحمد وقتها أنّه قال بما يشبه الحنق واعتبرته أنا تذمراً وقتها أو حالة من الإحباط تشوب أحاسيسه تجاه واقع أنّ هناك رواية عراقيّة، قال :»هناك كذبة اسمها الرواية العراقيّة، ليس لدينا رواية عراقيّة، إنّما لدينا روائيّين فحسب، لا يوجد تيار ولا موجة ولا حساسية ولا هم يحزنون، وقد يحدث ذلك بعد عشر سنوات، بعد أن نكون قد فرغنا من كل شحناتنا…..».
اليوم، وفي هذه اللحظة بالذات، أنظر إلى أحمد سعداوي بعد هذه السنوات العشر، وقد فرغ من كلّ الشحنات وتجاوز الواقع الوضيع في كوننا نعيش في بلد لا يهتم بالرواية والروائيّين، ليثبت لنا أنّه لم تعد هناك حاجة للكتابة بداعي اغناء لحظتنا الراهنة فقط، أو انتظار مائة عام مقبلة لنكون مقروئين، فيكون ذلك الانتظار مقتلاً عظيماً لهذه اللحظة الحالية.. إنّما ليثبت لنا أنّ ثمّة شيء مهم يحدث هنا وعلى العالم أن ينصت له في النهاية.. وها هو ينصت أخيراً بالفوز الأغلى للرواية العراقيّة في البوكر العربية..
بعد رحيل محمد الحمراني، كان أحمد حزيناً إلى الحد الذي لم يعد يتكهن بتصرفات وتوجهات الواقع المدمر الذي نعيشه، (فربّما نفشل أو نموت مثل محمد!) فمن يأبه في النهاية. كان هناك نوع من الإحباط الذي يضبب الطريق والرغبة في المواصلة، لكنّه تجاوزه بقدرة وإصرار الذي رأى كلّ شيء وخبر الحياة بشكل جعله يصل إلى هذا المستوى ليكون بالتالي مدعاة للفخر..
مبارك صديقي أحمد وسعيد جداً بتفوقك المستحق، مزيد من الانجازات أتمنّاها لك.. قبلة من البصرة إلى أبو ظبي مشفوعة بمحبّة وتهنئة ملء الروح عزيزي.
ضياء جبيلي