المستقلون يستثمرون صراع القوى الكبيرة ويتحركون على رئاسة الوزراء

بارزاني يحضّر لطرح مبادرة حاسمة تنهي الانسداد السياسي

بغداد – وعد الشمري:
في وقت يستعد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني لطرح مبادرة توصف بأنها حاسمة لإنهاء الانسداد السياسي، يؤكد المستقلون رفضهم الوقوف مع أحد أطراف الخلاف، تحالف انقاذ وطن أو الاطار التنسيقي، لافتين إلى أن رؤيتهم تتضمن تكفلهم بإعلان الكتلة الأكثر عدداً ووضع مواصفات رئيس الوزراء المقبل.
وقال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني علي الفيلي، إن “الوقت المخصص لعملية تشكيل الحكومة بدأ ينفد والمتضرر الأول والأخير هو المواطن وخصوصاً الفئات الهشة التي تنتظر سن قوانين ترفع من مستواهم المعاشي مثل الموازنة”.
وأضاف الفيلي، في حديث إلى “الصباح الجديد”، أن “الحكمة تقتضي أن يلتزم الجميع بالحوار والبحث عن حلول للانسداد السياسي”.
وأشار، إلى أن “المبادرة التي يعتزم تقديمها زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الذي يستطيع أن يؤدي دوراً مهماً في تهدئة الاوضاع السياسي كونه حافظ على علاقاته مع جميع الاطراف السياسية ولم يغلق أبواب الحوار حتى مع الاطار التنسيقي”.
وبين الفيلي، أن “المبادرات التي تم طرحها في السابق لم تلامس أي منها الواقع السياسي”، موضحاً ان “أي مبادرة تطرح ينبغي منها ان تكون واقعية وأن تلبي ولو جزء من مطالب الأطراف المختلفة”.
وأردف، أن “ما يسعى إليه بارزاني، ملامسة المشاكل، وتأخذ بنظر الاعتبار مخاوف جميع الجهات، وتطبيق الأسس الديمقراطية المتعلقة بوجود جهة في الحكومة وأخرى في المعارضة يفترض معها تمكين المعارضة من أدواتها لكي تؤدي مهامها على أتم وجه”.
ولفت الفيلي، إلى أن “نجاح تحالف انقاذ وطن الذي يجمعنا مع التيار الصدري وكتلة السيادة، في تشكيل الحكومة فهذا لا يعني الاستغناء عن المعارضة التي يفترض أن تكون حقيقية وإيجابية وأن تتمكن من أدواتها في مجلس النواب”.
ورأى، أن “أهمية المعارضة لا تقل عن أهمية الحكومة بل ستكون الرابح الأكبر في هذه المرحلة بالتحديد لأنها سوف تستطيع تصوب الأداء التنفيذي ويكون لها دور ايجابي في الاصلاح دون التزامات كبيرة اتجاه المواطنين”.
ومضى الفيلي، إلى أن “المستقلين بإمكانهم ايجاد مخرج من هذا الانسداد السياسي، وانضمامهم إلى الاطار التنسيقي لا يحل المشكلة بالبقاء ضمن ما يعرف بالثلث المعطل مع عدم قدرتهم على تشكيل الحكومة، أما إذا انضموا إلينا فسنتمكن من عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ومن بعدها المضي نحو تشكيل الحكومة ونحل هذه المشكلة بنحو كامل”.
من جانبه، ذكر النائب المستقل عدنان الجابري في تصريح إلى “الصباح الجديد”، إن “المستقلين يرون أنهم نواة الكتلة الأكثر عدداً وهذه جاءت ضمن مبادرة تم طرحها قبل الجلسة الأولى للبرلمان”.
وتابع الجابري، أن “النواب الذين يقتنعون بهذه الرؤية التي تتضمن اختيار رئيس وزراء مستقل فله أن يلتحق بهم، فهم لا يقفون مع طرف على حساب الاخر”.
ولفت، إلى أن “القوى المشكلة لكتلتي انقاذ وطن والاطار التنسيقي، تقليدية وشاركت في الحكومات السابقة منذ 2003”.
وانتهى الجابري، إلى أن “ما نعمل عليه هو أن المستقلين هم الكتلة الأكثر عدداً وأنهم من يضعوا مواصفات رئيس الوزراء أو أنهم يتولون اختيارهم، وأن الكتل السياسية وصلت إلى مرحلة الانسداد وأصبحت مجبرة على التعاطي والتفاعل مع ما يطرحه المستقلون وبخلافه ستبقى حالة الانسداد من دون حل”.
ولم ينجح مجلس النواب لغاية الوقت الحالي في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الممهدة لتشكيل الحكومة، بسبب عدم تحقق النصاب الذي يتطلب وجود 220 نائباً على أقل تقدير.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة