رحماك يارب

-1-
يتوخى الناس من خلال ما يجرونه من نشاطات وعلاقات وصلات ومعاملات ان يحققوا لانفسهم أفضل النتائج الايجابية على مختلف الصعد والمستويات .
-2-
انهم يبحثون عن تأمين :
السلامة والنجاة من الأخطار …
والحياة الهانئة الخالية من الاوصاب والاتعاب ..
مضافاً الى الارباح الوفيرة وبها يتمكنون من الحصول على ما يرون ..
-3 –
وما يبحثون عنه لا يتحقق لهم بكاملة على الاطلاق فالدنيا دار ابتلاء ومحن ونكبات واضطرابات وقد يتعذر على أكبر اعنياء العالم ان يتناول ما يشتهيه من الطعام لا لعدم القدرة على الحصول عليه بل لأمراض وموانع ..
ان الثروة الهائءلة لم تمكنه في المحصلة النهائية من ان يأكل ما يشتهي من الطعام لما اعترته من عوارض صحيّة حالت بينه وبين ما يشتهي فضلاً عن الصدمات الكبرى التي تباغته وتثقل كاهله وتنغص عليه عيشته وفي طليعتها رحيل الأحبة وانتقالهم الى العالم الآخر والفواجع الاخرى التي ليس لها سقف معين معلوم .
-4-
اننا لابد من تحديد اتجاه البوصلة ما يزيد ممن لا يملكه ..!!
نطلب ما نُريد من الذين لا يستطيعون دفع الضر عن انفسهم ..
وهيهات ان تصفوا الدنيا لأحد وان تدوم نعيمها له ..

-5-
ان الحياة الهانئة البعيدة عن كل الشوائب والمصائب والحافلة لكل ضروب الخير والراحة والسعادة هي حياة الابرار .
قال تعالى :
( انّ الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم )
فهل نحن من الابرار ؟
-6-
ولكي نكون من الابرار علينا ان نعمّق صلتنا بالخالق العظيم وان ندور مدار أمره ونهيه وان يكون تسابقنا وتنافسنا في ميدان الطاعة والعمل الصالح وعندها ستكون الحياة مسرحاً لكل الوان البر والاحسان والتراحم والتكافل واجتناب الاساءة والاضرار بالآخرين .
-7-
علينا ان نجدد التوبة من الذنوب التي قارفناها
وان نديم الابتهال والضراعة اليه سبحانه ان يجيرنا من عذابه وان يعفو عن سيئاتنا وان يدخلنا مع من يدخله في جنات النعيم .
-8-
قال كاتب السطور في احدى رباعياته يناجي ربه :
أَجْرِني يوم يُؤخذ بالنواصي
وهل للعبدِ ثمة من مناص ؟
ولي أملٌ بعونك عن ذنوبي
فاني مُثقل ياربِّ عاصي
اذا ما فزتُ منك بِبَرْدِ عَفْوٍ
فذلك ما أوصل من خلاصِ
أتوب اليك ربي من ذنوبي
ومن ايتان هاتيك المعاصي .

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة