اصلاح فاعل وتغيير حقيقي !

من الطبيعي ان تشهد الفترة الحالية في العراق حراكا سياسيا فاعلا من اجل استكمال الخطوات الدستورية لعقد جلسة لمجلس النواب باعضائه الجدد ومن اجل تسمية رئيس الوزراء المقبل واعضاء حكومته ولكن المختلف هو ان المتغيرات الامنية والاجتماعية والسياسية في هذه البلاد تحتم ان يكون هذا الحراك حراكا مختلفا لايتسم بالنمطية ولايتشابه مع سابقاته في الدورات الماضية فالشارع العراقي اليوم مثقل بهموم كبيرة في مقدمتها انه لم يعد يثق بالتصريحات والخطابات التي تصدر عن ممثلي الاحزاب والكيانات السياسية الذين نشطت زياراتهم ولقاءاتهم على مدى الاسابيع الماضية في بغداد والنجف واربيل ثم ان هذا الشارع اصابه الملل من تكرار مضامين هذه التصريحات التي تتحدث جلها عن السعي من اجل الوصول الى توافقات تمكن جميع الكيانات من الانضمام الى تحالفات كبيرة تحمل شعارات زائفة ومسميات من قبيل الاغلبية الوطنية والحكومة الابوية والفضاء الوطني من دون اي استدلال حقيقي على المعاني السامية للوطن كارض وسيادة ودولة فما يترشح حتى اللحظة هو عبارة عن اعادة استنساخ او تكرار للحراك السياسي الذي كنا نشهده طوال الدورات السابقة فيما الرأي العام بشتى عناوينه وتصنيفاته يتحدث ويدعو منذ سنوات الى ضرورة احداث تغيير جذري يقود الى الاصلاح والتغيير في العراق وفي مقدمة هذه الدعوات الغاء جميع الاطر والقواعد السابقة التي تم من خلالها ولادة الحكومات السابقة خاصة مايرتبط بالمحاصصة سيئة الصيت او تغليف المشاورات والحراك السياسي برمته بالسرية وتغييب الشفافية في اعلام الشعب العراقي بتفاصيل هذه الحوارات والتعرف على المواقف والمبتنيات التي تؤمن بها الاحزاب التي يشملها هذا الحراك والاهم من ذلك هو ان الشعب العراقي يتوق الى اليوم الذي تغادر فيه تلك الاحزاب والتحالفات الكبيرة التي يعاد تاسيسها في كل دورة انتخابية تحت غطاء طائفي وبدعم اقليمي ويتم فيها تغليب ارادة مجموعات سياسية لن تسمح بانفراط عقد الولاءات الحزبية والمذهبية وتسعى للحفاظ على ثروات ومصالح حصلت عليها بطرق ملتوية غير مشروعة وتريد ابقاءها في حوزتها حتى آخر فرصة ممكنة لذا فان اي احاديث وبيانات وتصريحات يطلقها قادة وزعماء تحاول طمأنة الشارع العراقي او الادعاء بانها تمثل ارادة الشعب العراقي في الاصلاح والتغيير لن تقترب من الصدق والحقيقة الا بمغادرة النهج السابق والانطلاق بحراك سياسي فاعل وجديد يستهدف تجاوزالحواجز والعقبات السابقة وتحطيم اصنام المحاصصة ورموز الفساد المشرعن وتقديم افكار جديدة ووجوه جديدة في تحالفات جديدة تنسي الشعب العراقي الوجوه الحالكة والافكار البالية .
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة