بريد القلوب

حسين الصدر

-1-

اعتدنا ان ننشر على صفحتنا في face book بعض المقالات التي تنشرها لنا الصحف العراقية ، وأحيانا ننشر بعض القصائد والمقطوعات الشعرية فضلاً عن الرباعيات …

ونكسر بذلك جدار الصمت، وعلى كل حال فالمقصود هو الاسهام في الحراك الفكري والثقافي والادبي بعيداً عن السكون المطلق الذي يخيم على الأجواء ( للاسف الشديد )

-2-

والمهم :

ان هناك صفوةً مِنَ الأحبّة يحملهم التفاعل مع ما ننشره الى أنْ يجودوا بتعليقاتهم المميزة ورسائلهم النابضة بروح الإخاء والمودة والموّارة بعبق الادب وقد تاتي القوافي لتتوج هذا المسار المبارك .

-3 –

لقد نشرنا يوم الاربعاء 2 /12 /2020 رباعية شعرية بعنوان :

يا سيد الرسل، ولم يكن الغرض من ذلك الاّ ان نُذّكر النفس أولاً ، والأعزاء من الاخوة والاخوات ثانياً بأهم ما ينتظره الرسول (ص) منّا حيث انه القدوة والاسوة ولن ترتفع لنا راية ولن يكتب لنا مجد مالم نكن أوفياء لمنهجهِ وشرعتهِوطريقتهِ المثلى في التعامل مع الاحداث والاشخاص …

أما الرباعية فهي :

يا سيد الرسل

يا سيدَ الرسل يا مَنْ

غرستَ أروعَ غَرْسِ

أَقمتَ للدين أُسَّاُ

وكانَ أعظمَ أُسِ

جُعِلتَ أُسوةَ حقٍّ

وأينَ منّا التأسي ؟

إنْ كان قََصَّر قومٌ

فما أُبرّءُ نفسي

فبعث الاديب الناهض الاستاذ السيد حسن خليفة ( رئيس منتدى كاظم الخليفة للقراءة والابداع في البصرة الفيحاء)برباعية عارض فيها رباعياتنا فقال – حفظه الله – ورعاه :

بوركتَ يا نسلَ طه

يا قدوةً في التأسي

أعطيتَ في الشعر دَرْساً

وكان أجملَ درسِ

في حُبّ خيرِ نَبِيٍّ

إمام جِنٍّ وإنسِ

وخيرةُ الخلق طُرّاً

على عنادِ الفرنسي

والجميل هنا هو توظيف الرباعية للردّ على ناشري الصور المسيئة للرسول (ص) في فرنسا فلم يتركها دون رد .

والسيد ” الحسن ” بادر قبل ذلك الى الكتابة عن ديواننا ( فيض المشاعر الى الحبيب المسافر ) الذي أصدرناه في 1 /5 /2020 قبل ان تحل ذكرى اربعينية الفقيد العزيز الراحل الباحث الموسوعي الدكتور السيد جودت القزويني وعبّر عن الديوان بـ ( أيقونة الوفاء والرثاء ) فشكراً له أولاً واخيراً .

-4-

وللخطيب الأديب السيد داخل السيد حسن ( صاحب معجم الخطباء ) –حفظه الله ورعاه – قوافيه الشجيّة في مواساتنا بمصابنا الجلل بشقيقنا العزيز الراحل الاستاذ السيد حسيب الصدر –رحمه الله – حيث خمّس رباعية لنا نشرناها في رثاء السيد الأخ فقال :

وللصدر جمرٌ شَبَّ  في عبراتِهِ

وللدمعِ حزناً جفّ  مِنْ زفراتِهِ

ويرثي  (حسيباً) قال في  حسراته

( رآني مزهواً بحسنِ صفاتِه

فَبَاغَتَنِي لكن بخطف حياتهِ)

      *

عليه المعالي فادح الخطب أعلنتْ

له جنُّة الفردوس شوقاً تزينتْ

وهذا (حسين  الصدر) قامتُه انحنتْ

 ( وما حالُ مَنْ أودى أخوهُ ولوّنتْ

غيوم الاسى الدكناء كل جهاتهِ )

  *

لفقد اخي والهفَ نفسي ولوعتي

مصابٌ دهى قلبي وجلّت رزيتي

عليه بذوب القلب اسكبُ دمعتي

 (تلعلع نيرانُ الشجى بحشاشتي

ويذكو اللظى في ليلهِ وغداتِهِ)

    *

حسيب بعفر الترب غابَ جمالُه

لقد شاع ذِكْراً نبلهُ وكمالُهُ

بَكَتْه دماً اخوانهُ وعِيالهُ

(حسيبٌ كسرتَ الظهر فارتاع والِهُ

ولم يبق الا الفيض مِنْ زفراتِه)

ثم شطّر رباعية أُخرى كتبناها في رثاء الشقيق الراحل العزيز فقال :

 ( سافرتَ لكنْ دونَ أَوْبَهْ

اشتاقتْ لطلعتك الأحبَهْ

أوقدتَ جمراً في الحشا

 (وَتَرَكْتَنِي في ظلّ غُربه)

(تتلاطم الامواج في)

حزنٍ كوى لاخيك قَلْبَهْ

والصبر مات وصرتُ في

 ( بحرٍ مِنَ الاحزان صعبهْ )

( ولقد تكأدني الضنا )

وأنا الذي للصبر كعبهْ

لهفَي عليك ولوعتي

 ( والوجدُ نيرانٌ وكُربهْ )

( هيهات تُنسى ياحسيبُ )

وكنتَ رمزاً للمحبهْ

يامن تعجلتَ الرحيلَ

 ( وذكرياتُ النبل عذبهْ )

-5-

وأما الخطيب الأديب الشيخ ماجد الصيمري – وهو من فرسان حلبة الأدب – فقد كتب يعلّق على رباعياتنا الأولى في رثاء الشقيق العزيز الراحل قائلاً :

كلُ بيتٍ مما كتبتَ قصيده

جلَّ مَنْ سخّر الحروف العنيدهْ

انّ هاذي الحروف تنطفُ صِدْقَاً

طبعت في محاجري لا الجريدهْ

وكانت الرباعية التائية قد نشرت ضمن مقالة لنا عنوانها ( أدب الرثاء ) قرأها الشيخ الصيمري في جريدة الصباح الجديد يوم 18 /11/ 2020 كما أنه أرسل تشطيراً لبيتٍ مفرد كتبنا عنه مقاله بعنوان ( البيت المثير ) نُشرتْ في جريدة الصباح الجديد بتاريخ 23 /11 /2020 فقال :

( لا يَغَرنَّك مظهرٌ مستعارٌ )

انَّ بعضَ الوجوه تشُبه بَعْضا

وتمهلْ اذا رأيتَ صحيحاً

( فكثير من الأصحّاء مرضى )

وهذا غيض من فيض .

ولن أطلق على ما تفضّل بارساله الاخوةُ الاعزاءُ الينا الاّ ( بريد القلوب) ونحن اذ نجدّد لهم الشكر والثناء ندعوه سبحانه أنْ يصونهم من كل مكروه وان ينعم عليهم بالخير والبركات والتوفيق الدائم .

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة