عملت في صبغ البيوت والبناء والتصوير لتسديد مصاريفي

اطياف محمود بطلة العراق في رياضة “الكيوكوشنكاي”

بغداد ـ وداد إبراهيم:

لم تكن تلك الطفلة التي تلعب في ازقة الاعظمية أحيانا لعبة (الدعابل) ومرة أخرى كرة القدم، لم تكن تعرف انها تمتلك قدرات ذهنية  وقوة وقدرة جسدية تفوق قوة اقرانها من الأولاد، وحين تدخل في عراك مع اقرانها الأطفال كانت تتوقف لأنها تعرف انها من ستفوز بالتحدي، نعم كل شيء يأتي من صدع الطفولة، كانت طفلة ناضجة قبل اوانها، وتسلل الى عقلها حلم البطولة مبكرا، ولكن لا تعرف أي بطولة ستنال! ومنذ بداية ادراكها لعمر النضج رافقتها والدتها الى نادي الاعظمية لتنتمي الى فريق كرة القدم النسائية، الا ان قدرها وحظها دعاها لتكون على قيد رياضة (الكيوكوشنكاي ). لتواصل تدريباتها منذ عام 2009.

انها الشابة (أطياف محمود1991) طالبة (المرحلة الثالثة جامعة بغداد كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة) لاعبة المنتخب الوطني وبطلة العراق لعدة أعوام في رياضة (الكيوكوشنكاي).

حدثتنا عن بطولاتها فقالت: انتميت للمنتخب الوطني العراقي لرياضة (الكيوكوشنكاي)  عام 2012 بعد ان تدربت لسنوات في نادي الاعظمية، وفي العام ذاته حصلت على المركز الأول في بطولة العرب التي أقيمت في لبنان، وتوالت مشاركاتي في الألعاب الآسيوية في كوريا وفي تايلند وبطولة العرب في تونس ومشاركتي في الألعاب الشاطئية في تايلند، وكنت احصد المركز الثاني  والثالث، في عام 2018 شاركت في مسابقة الألعاب التراثية وكانت مسابقة ممتعة تعتمد على لقب اقوى امرأة وكانت الألعاب من التراث الشعبي للشعوب، وحصلت على المركز الثاني بعد فوز اللبنانية في المركز الأول، بعد ان قمت بدحرجة اطار كبير يزن 160 كيلوغرام.

المجتمع فتاة الفون القتالية

وتكمل أطياف حديثها قائلة: و لأني اطمح للعالمية ولرفع اسم العراق عاليا في هذه الرياضة كنت اريد ان أكون بطلة اكاديمية، فقررت ان اقدم للدراسة في قسم الرياضة وحققت نجاحا وانا الان في المرحلة الثالثة. ومع هذا كنت أشارك في مباراة كرة القدم للبنات في اندية (الإسكان والجوية وبلادي).

اما عن تقبل المجتمع للفتاة الرياضية فقالت: صعب جدا ان يتقبل المجتمع فتاة رياضية تشارك في فنون قتالية وتتلقى تدريباتها مع مدربين وكثيرا ما توجه لي الانتقادات واستمع لكلام جارح لكن هذا يزيدني ثقة وإصرار لتحقيق طموحي في الوصول للعالمية وسآصل ان شاء الله.

الوصول والدعم

 لا يوجد أي جهة داعمة للرياضيين في العراق لدينا طاقات خلاقة وابطال في كل الفنون الرياضية لكن لا أحد يدعمهم، فمنذ 13عاما وانا أشارك في الألعاب القتالية والتراثية واحصد المراكز المتقدمة دون ان اجد من يقول لي “شكرا لأنك رفعت اسم العراق”، لم يخصص لي راتب او أي معونة لكني ومع هذا اتواصل بالتدريب والمشاركات، وأريد ان ابني مستقبلي حتى لو دعيت للمشاركة ضمن نوادي عربية او اوربية فلن اتردد لأني اريد ان اصل الى العالمية.

عملت كثيرة ومهن شتى

اما عن تفاصيل حياتها الأخرى فقالت: انا عملت في شتى المهن عملت في التصوير وفي البناء وفي صبغ البيوت حتى استطيع ان احقق حلمي في الرياضة، واسدد مصاريفي لان الحلم لن يتحقق بسهولة ولا بانتظار من يقدم لي منحة او راتبا، حرصت على ان ابني مستقبلي حتى بعيد عن فكرة الزواج لأنه قد يكون حجر عثر في طريق احلامي الان.

لا اهتمام بالرياضة النسائية

اما عن الصحافة ودورها في دفع حركة الرياضة فقالت: الصحافة بعيدة كل البعد عن الرياضة النسائية، ولم اجد أي دعم من أي صحيفة منذ ان بدأت مشواري الرياضي، واعتقد ان هذا له علاقة بأهمية الرياضة بشكل عام في العراق فلا احد يهتم للرياضة والرياضيين.

واخير قالت: استعد للمشاركة في بطولة العرب التي من المؤمل ان تقام في الكويت خلال شهر تشرين الأول من العام الحالي، وهذا يعود الى تحسن الوضع الصحي وانتهاء “جائحة كورونا” لذا سأستعد لهذه البطولة وقد احصد المركز الأول ان شاء الله.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة