لندن – ابتسام يوسف الطاهر:
استضاف المقهى الثقافي العراقي في لندن الكاتبة المعروفة د. خولة الرومي.. احتفاء بروايتها التي صدرت حديثا (انشودة حب).
قدمتُ الامسية بالترحيب بالحضور. وبالحديث بشكل مختصر عن تجربة د.خولة الرومي الروائية. فمن خلال قراءتي لبعض رواياتها، وجدت ان لديها روح المغامرة والبحث عن الجديد، فروايتها (رقصة الرمال) واقعية تصويرية، في حين (آدم عبر الازمان) مزجت فيها الفانتازيا والخيال، لطرح فلسفة الكون وبداية الخلق بطريقة تكاد تكون اكاديمية تقريرية.
توجت اعمالها بـ(انشودة حب)، اذ تمكنت وبلغة انسيابية سلسة مزجت فيها احداث تاريخية مع قصة رومانسية متخيلة فيها حبكة ومقدرة على انتاج رواية متقنة ومحكمة البناء.
درست الكاتبة في بغداد، بعدها حصلت على زمالة دراسية في بولونيا، وأنهت الماجستير في هندسة الري. عادت الى العراق وعملت في وزارة الري حتى عام 1984، وبعدها سافرت مرة اخرى إلى وارشو- بولونيا، حيث حصلت على الدكتوراه في علم الجيولوجيا.
ترجمت بعض الأشعار البولونية ونشرتها في جريدة (عمّان) في التسعينيات. بدأت مسيرتها الأدبية في إنجلترا بكتابة الرواية، والقصص القصيرة.
بعد انقلاب 63 واشتداد حملة الاعتقالات ضد اليساريين التي شملت افراد عائلتها، دفعتها امها للهرب للبصرة والاختباء لدى خالها لحين لجوءها للاهواز في ايران لدى خالها المتزوج من إيرانية، ذكرياتها تلك والاطلاع على طبيعة ايران الهمتها في روايتها الاخيرة.. حتى ساعدها اخوها على الهرب لبولونيا حيث درست الري والجيولوجيا.
تطرقتُ الى موضوع الادب النسوي من زاوية واقعية: “الادب النسوي لايختلف من حيث البناء والرؤية عن الادب الذي يكتبه الرجل، وككل عمل يخضع للتقييم فنيا واسلوبا ورؤية. لكن منتج المرأة فيه جهد مضاعف، فالواقع الاجتماعي يتيح للرجل ما لا يتيحه للمرأة، الا في حالات نادرة.. فهناك من حظيت برفيق او زوج متفهم ويقدر موهبة وهواية زوجته ويشجعها. وهناك ايضا من حظيت بمن يكتب شعرا وينشره باسمها، واخرى حظيت بمن يرسم وهي توقع اللوحة فتصبح فنانة مشهورة. ولكن الحديث هنا عن المرأة الموهوبة والمجدة في عطائها الادبي والفني وسط مسؤولياتها.وضيفتنا أنموذج جميل لذلك..”.
وتحدثت عن الرواية قائلة: “انشودة حب جاءت متكاملة من حيث الموضوع وبناء العمل الذي يأخذنا لدهاليز الماضي”، ومن احداث تاريخية تبني عليها حياة بطل الرواية الذي تبتكره من مخيلتها وتزج به في دهاليز العصر العباسي ليلعب دورا خطيرا في قلب موازين الصراع على السلطة والخلافة.. كل ذلك بأسلوب سلس وممتع ومشوق.. فالكاتبة جعلت من كل فصل خيطا يربط القارئ ليشده للفصل التالي.
خولة الرومي استطاعت في روايتها هذه ان تمسك بزمام الأحداث وسير الشخصيات.. وهذا يستدعي موهبة ومقدرة على رسم الأحداث، وملاحقة الشخصيات في حراكها على الصعيدين الواقعي والفنتازي”.
تحدثت الضيفة عن ظروف عملها في العراق وكيف انها بسبب الوضع السياسي هربت لبولونيا لدراسة الجيولوجيا، ثم تنقلها بين موانئ الغربة حتى حطت الرحال في لندن.. وهناك بدأت الكتابة، واحبت اشتغالها على كتابة الرواية والقصة.
وعن ظروف الرواية قالت “روايتي انشودة حب ليست تاريخية ولا سياسية انما قصة رومانسية على خلفية تاريخية.. فأرجو ان تقيّم على هذا الاساس..فالبعض يحكم عليها تاريخيا، والاخر سياسيا.. فلكل كاتب اسلوبه ورؤيته فيما يكتب..”.
كانت هناك مداخلات عديدة من قبل الحضور ومنهم زملاء الكاتبة في مجموعة “لنفكر معا” منهم الكاتبة بدور محمد.. والسيدة باسمة الحكيم. كذلك الفنان فيصل لعيبي، والناقد عدنان احمد، والكاتب لؤي عبد الاله، والدكتور سعدي النجار..كلهم أشادوا بأسلوب ولغة الرواية، من حيث سلاستها وعنصر التشويق فيها “تكاد تكون فيلم فيه مغامرة ورومانس”. اعترض البعض على عنصر التاريخ، واختيارها تلك المرحلة منه في الصراع على السلطة والخلافة.
السيدة فيحاء السامرائي ارسلت مداخلتها عبر الايميل قالت فيها:
“عودتنا الصديقة خولة الرومي على تنوع مواضيع رواياتها، واختلاف مصادر أحداثها، فـ”رقصة الرمال” تختلف عن “آدم عبر الأزمان” وهذه عن “انشودة حب”، فكل واحدة لها سماتها المميزة ولغة خاصة بها..ذات يوم سألت الصديقة خولة عن امكانية التأثر بواقع ذاتي في تكوين شخصياتها الروائية، فذكرت بأن جميع شخصياتها من خيالها.
ترتكز رواية “انشودة حب” على مفاصل محورية كالحب والوفاء والغيرة والمغامرة والاثارة والاخلاص للحاكم والوطن، كل ذلك باسلوب سردي سلس وبلغة شفافة، معتمدة على تقنية الراوي الغائب العليم”.
خولة الرومي في أنشودة حب
التعليقات مغلقة