عام دراسي متلكئ والضحية الاكبر.. الطالب

احلام يوسف
عام دراسي مضطرب وغريب مر على كل الطلاب في كل العالم وليس في العراق حسب، وما زالت القرارات النهائية مبهمة وغير واضحة. لكن في نهاية كل سنة ومنها السنة التي اطلق عليها البعض سنة كورونا، يبقى الاهم بالنسبة للطلاب، النجاح، والوصول الى مبتغاهم.
الاهل ليسوا بعيدين عن معاناة الطلاب فأبنائهم وبناتهم ضمن هذه الفئة، ومعاناتهم بعد ان كانت ترتكز على التكاليف الباهظة لمستلزمات الدراسة والدروس الخاصة باتت، حمايتهم من الفيروس.
محمد لطيف لديه اربعة اولاد وبنتين يدرسون في مراحل متعددة يقول: كنت اتململ بداية كل سنة بسبب المصروفات التي احيانا لا استطيع تحملها، لكني اليوم اتمنى ان ترجع تلك الايام التي كان همنا فيها اقتصادي وليس اقتصاديا وصحيا واجتماعيا.
الطالب في مرحلة السادس الاعدادي مهند ياسر يقول: هذه السنة كابوس بالنسبة لكل العالم ولنا كطلاب، لا ادري كيف سيتعامل المدرسون مع دفاتر الامتحانات، هل سيأخذون الظرف الاستثنائي الذي مررنا به والذي منعنا من الحضور والتواجد في الصفوف الدراسية بعين الاعتبار؟ لم تكن سنة اعتيادية، فأولا كانت التظاهرات وبعدها كورونا، لا اذكر عدد الايام التي ذهبت فيها الى المدرسة وكم كان عدد الطلاب المتواجدين؟ اتمنى ان لا يتزمت المصححون وتكون حساباتهم هذا العام مختلفة لان الوضع كله غير طبيعي.
سليم الجنابي والد لابنتين وولد كلهم في المرحلة الاعدادية يعاني من اكثر من زاوية اذ ان اثنين من اولاده في السادس الاعدادي والبنت في الصف الرابع وواحد منهم فقط كان مجتهدا في دراسته ويقول: المشكلة ان المدرسة والتواجد فيها والمواظبة على الحضور كانت تساعدني كثيرا، منذ ان بدأت الدراسة تضطرب بعد التظاهرات وفيما بعد ازمة كورونا، وانا اجهد نفسي لمتابعة دروسهم، فليس كل الطلاب حريصين، لكن التواجد في المدرسة يجبرهم على الحرص، هناك امتحانات شهرية وهناك توبيخ وعقوبات يمكن ان تسهم بدفع الطالب على الاجتهاد اكثر في دراسته. الكثير من الطلاب فرحوا بأزمة كورونا كي يتغيبوا من دون عقوبة! كيف لي ان اقنع اولادي وهم ليسوا اطفالا ان ما يحدث ضدهم وليس لمصلحتهم؟ اتمنى من الدولة والمعنيين الاخذ بعين الاعتبار ازمة الطالب النفسية التي مر بها، كي تمر السنة هذه بخير وسلام، وقد تكون درس اخر للطلاب كي يجتهدوا اكثر.
الوضع المضطرب لا ينتج سوى ارواح مضطربة تنتظر من يصلح الحال كي تستقر.. ازمة كورونا ليست مجرد ازمة صحية، بل رسالة للحكومات والشعوب كي يعيدوا حساباتهم بشأن نظامهم الغذائي والصحي والاجتماعي والاقتصادي، فما زلنا نترقب ما سيحدث بالمستقبل القريب

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة