فساد ذلك العهد تسجيلات سرية

التسجيلات السرية التي تضم مناقشات صدام حسين داخل مكتبه مع «قادة الحزب والدولة» وتنشر الآن «الصباح الجديد» وقائعها بالتسلسل، تعرض لنا معطيات مثيرة عن «فساد» في الحلقة الصغيرة التي أدارت اقدار ومصائر البلاد، وفي الحلقة (57) التي تنشر قريباً ثمة حديث موثق عما كان ينهبه «حسين كامل» زوج ابنة الدكتاتور، والحديث هنا لـ»حكمت ابراهيم العزاوي» وزير المالية آنذاك وقد جرى بعد هرب كامل وتمرده ورخّص صدام الكشف عن «بعض المخالفات» التي ارتكبها.. يقول العزاوي: «سيدي الرئيس، أنك أعطيته دعماً قوياً. هذا الدعم من دون توقف بدأ منذ أربعة أعوام خلتْ. وبالأخص بعد نهاية 1993، حين أصبح وزيراً للصناعة، كل ما كان يقوله يمشي، وشرع يفعل أشياءً كما يراها مناسبة، وكان ينفق المال كيفما يشاء، شيد منازل فخمة وخصص مبلغاً مالياً لمشروع تكلفته 158 مليون (دولار) وبدأ يغلب الناس العاديين. إنه حقاً شيء مخزٍ أن أقول هذا، سيدي، لكنه رجل قذر وفاسد تماماً! دعني أشرحْ لك (مصير) الواحد وعشرين مليون (دولار). في 1993، اختفتْ 19 مليوناً وما من أحد سجّل هذا المبلغ، ومن ثم اكتشفتُ [ غير مسموعة في التسجيل] في هذا المصرف.
صدام: هذا الرجل لديه صلاحية ويتعين عليك أن تتبع أوامره.
صوت شخص: سيدي الرئيس، هذا صحيح، اننا نخاف منه، في ما يتصل بالطريق الذي افتتحه، إنه ينفق 158 مليوناً على هذه الطرق، وبعضها ما تزال غير منجزة.
حكمت: سيدي الرئيس، حين اكتشف أنك تثق به، بدأ يدخل الوطنية في عمله، وجعلني أحس أنه رجل ذو صلاحية عالية. قال لي: « إنني أثق بك كي تنفذ العملية بالكامل. لا أريد أن أتورط معك؛ جهّز كل شيء لي. « كان يأمرني لأن أؤدي عمله. في هذا الوقت إنني أحتاج إلى استعادة احترامي لنفسي [ غير مسموعة ] – الإنتاج العسكري والقرارات المالية كلها، السر هو أنني لا أعرف كيف أضغط عليهم، وأجعلهم يسحبون النقود شيئاً فشيئاً. [ قال لي حسين كامل]: «سوف تحصل على النقود وتشكل لجنة والنقود ستكون باسمك. وبعدها ستجلبها لي من دون معرفة أي شخص. ستضعها في غرفة نومي بأمان، ومن ثم ستحتفظ بالمفتاح وتحافظ عليه، والمفتاح الآخر يجب أن يكون في مكتبي [ مكتب حسين كامل ].
«سيدي الرئيس، لقد جعل تلك الشركات (صاحبة العقود) تتبرع لـ (هيئة التصنيع العسكري) لكي تغطي احتياجاتها. لستُ متأكداً على وجه الدقة كم كانت الأرقام (كان يقول) ما إن نحصل على النقود، نشتري بعض السلع ونتمتع بالنقود».
«توجد أنشطة غير أخلاقية أخرى في السوق، ولدينا دليل على ذلك في دفتر هواتفه، الذي يضم أسماء إناث وأرقام هواتفهن. حسناً، يستطيع المرء أن يخرج مع فتاة أو فتاتين أو عشر فتيات، إنما ليس برفقة 150 فتاة! هذا شيء غريب، سيدي الرئيس»
************
جوناثان سويفت- شاعر وسياسي انكليزي:
«لا أتعجب لكون المرء شريراً، لكني كثيرًا ما أتعجب لكونهم لا يستحون».
عبدالمنعم الأعسم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة