«المركزية للبنين« أول مدرسة ثانوية في بغداد

طارق حرب
«المركزية للبنين» اول ثانوية رسمية حكومية في بغداد ,اذ ان بغداد كانت تحتوي ثانويات غير رسمية وغير حكومية وهي الثانويات اليهودية في بغداد والتي انشأها ابناء الطائفة اليهودية في بغداد منذ القرن التاسع عشر كمدرسة الاليانس التي يقبل خريجيها في المعاهد الفرنسية مباشرة وهذه الثانوية الحكومية تم انشاؤها في بغداد بعد قيام الحكم الوطني سنة١٩٢١ ،وبذكر الدليل الرسمي لسنة١٩٣٦ ان اسمها كان ثانوية وليست اعدادية وبعد ذلك تم إنشاء الثانوية المركزية للبنات حيث اتخذت ثانوية البنات القسم المسائي واتخذ الرجال القسم الصباحي وحتى سنة ١٩٣٥ كانت هنالك ست مدارس للبنات في جميع العراق ثلاثة منها في بغداد وثلاثة موزعة على مدن الموصل والبصرة والنجف اما عدد المدارس الابتدائية للذكور فكان في بغداد ٤٢ مدرسة في حين يوجد ٦٤ مدرسة في الموصل اما عدد المدارس المتوسطة للبنات فكانت هناك متوسطة الكرخ للبنات ومتوسطة البنات المركزية وكانت هنالك خمسة مدارس متوسطة للبنات خارج بغداد توزعت على مدن الموصل، والبصره والعمارة، والحلة وبعقوبة ،اما المدارس المتوسطة للبنين فكانت هنالك خمسة مدارس متوسطة في بغداد ومدرستان في الموصل ومدرسة في كل مدينة ديالى والعمارة والكوت والحلة وكربلاء والنجف وكركوك واربيل والسليمانية والبصرة والبصرة والديوانية والناصرية والانبار .
والدليل الرسمي يذكر ان ثانوية التفيض وهي ثانوية اهلية تم تأسيسها قبل الثانوية المركزية الرسمية ولكن المنافسة القائمة بين مدرسة التفيض الثانوية ذات الصبغة الخاصة بالمكون السني والمدرسة الجعفرية الثانوية ذات الصبغة بالمكون الشيعي جعل ابناء كل مكون ينتسب الى احدى هذه المدارس وكذلك الدعم المادي لهاتين المدرستين الثانويتين اللاتي تم تأسيسها بعد تأسيس الثانوية الحكومية، زاد من التنافس العلمي والمكوني مما جعل للثانوية الحكومية الاولى على هذه المدارس علمياً مع رأي يقول ان تأسيس الثانوية الحكومية الى سنة ١٩١٨، وتأسيس ثانوية التفيض سنة١٩١٩ ومازالت الثانوية المركزية تشغل مكانناً السابق منذ تأسيسها حيث تقع قريباً من قشلة بغداد ومن شارع المتنبي ومن القلعة الشمالية لبغداد اي بناية وزارة الدفاع القديمة في منطقة الميدان قريباً من سراي الحكومة والقصر العباسي والبرلمان الملكي ودائرة البريد وواجهة المدرسة مفتوحة على نهر دجلة ومن مدرسي الثانوية المركزية الاساتذة عبد الله الحاج ورفيق العشا وبهجت الاثري وعلي مظلوم والمستر( بارتول) يوم كان مدير المعارف محمد عاصم الچلبي في بغداد وكان مدير التعليم الثانوي سعيد فهيم وكان مفتش المعارف الدكتور فاضل الجمالي كل ذلك في بداية القرن العشرين والذي اشغل منصب رئيس الوزراء لمرتين بعد ذلك وكان بناء على تقاريره تم انشاء دار معلمات ريفية في منطقة البدعة في الناصرية وواحدة اخرى في الديوانية وكان ملاك مديرية المعارف يتضمن وجود وزير للتربية البدنية والتدريب العسكري هو المقدم صلاح الدين الصباغ الذي اشترك في اتقلاب رشيد عالي الگيلاني سنك١٩٤١.
وهنالك طبيب لمدارس بغداد هو الدكتور عبد العزيز الكنفاني ولقد كانت الثانوية المركزية موضعا لرعاية الجهات المذكورة وغيرها ولمكانة هذه الثانوية فأنها خرجت الكثير من رجال الثقافة والحكم والادارة والمعرفة والسياسة ممن تولوا مناصب عليا لسنوات طوال فمنهم رؤساء الجمهوريات كالاخوين عبد السلام وعبد الرحمن عارف و ورؤساء الوزارات والوزراء واصحاب المناصب العليا وكان الملك فيصل الاول يكن تقديرا معينا لهذه المدرسة حيث يتولى التوقيع في سجل الثانوية باسم المعلم الاول عند بداية كل سنة دراسية واستمر على ذلك حتى وفاته سنة ١٩٣٣ علمًا ان هذه الثانوية تضم اكبر مكتبة تضاهي المكتبات العامة الاخرى الحكومية والخاصة .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة