التعليم الإلكتروني ونتائجه!

برزت الحاجة الملحة إلى التعليم الإلكتروني عند انتشار وباء كورونا وتعطيل دوام الطلبة،خلال الشهور الماضية، بيد أن هذا النوع من التعليم لم يكن جديداً في الدول المتقدمة،فقد شهد العالم تجارب ناجحة للدمج بين النظامي التعليميين التقليدي والإلكتروني، في بداية اختراع الانترنيت،قبل نحو ثلاثين عاماً، ثم تزايد ظهور المدارس والجامعات الالكترونية التفاعلية!
إن التطورات التقنية، وثورة المعلومات التي يشهدها العالم تفرض تغييرات عديدة وملحة في طرق التعليم وأساليبه، حيث لم تعد الطرق التقليدية المستخدمة منذ قرون في عملية التدريس والتعليم، بمراحله كافة، وبخاصة في الجامعات، كافية لاستيعاب انفجار المعرفة، وتزايد المعلومات،في ظل البيئة الإلكترونية الجديدة، واستخدام الحواسيب وشبكات المعلومات، التي تتميز بالسرعة الفائقة والجهد الأقل في الوصول إلى المعلومات، فضلا عن ابتكار الوسائط المتعددة (Multi-Media) التي تمزج بين المطبوع والمسموع والمرئي في آن معا،والتفاعلية(Interactivity) والطرق الخائلية(Virtuality) التي تعتمد على صنع عالم افتراضي يناظر العالم الواقعي. ومن هنا نشأت الضرورة إلى دمج تقنيات المعلومات في النظام التعليمي،من خلال إعادة النظر في دور كل من الوسائل التقليدية التالية وكيفية استخدامها في عصر المعلومات الإلكترونية :
أ ـ التدريسيون:إن دور الأستاذ التقليدي يرتكز على إعداد المحاضرات أو الدروس، وإلقائها على مجموعة من الطلبة في قاعة، وجها لوجه، وتدخل في هذه العملية عناصر ومتغيرات عديدة من بينها مهارة التحدث وفن الإلقاء، والقدرة على شد الانتباه والضبط، لكن استخدام تقنيات المعلومات الحديثة، كالحواسيب وشاشات العرض الإلكترونية، ومنظومات الصوت والصورة، سوف يجعل مهمة التدريسي أكثر فاعلية في إيصال المعلومات إلى أذهان الطلبة وترسيخها،وبناءً على ذلك ينبغي تأثيث الصف الدراسي بالوسائل الصوتية والصورية والحواسيب، وتأهيل التدريسيين وتدريبهم على استخدام الوسائل الألكترونية.
ب ـ المكتبة: إن مفهوم المكتبة يجب أن يتغير من خزانة للكتب والمطبوعات الأخرى إلى شبكة معلومات تتضمن الكتب والمطبوعات، فضلاً عن الوسائل السمعية والبصرية والحواسيب، وينبغي أن تتفرع من المكتبة المركزية لكل جامعة شبكة حواسيب مرتبطة بالكليات والأقسام ومراكز البحوث والجامعات الأخرى، والاستفادة من خدمات شبكة الانترنيت، وتسهيل استخدامها في العملية التعليمية، من قبل الأساتذة والطلبة والباحثين، على حد سواء، وتوفير القاعات والأجهزة الكافية. وبالطبع يجب أن لا يقلل ذلك من الاهتمام بالمكتبة الورقية وتزويدها بالمطبوعات الحديثة.
ج ـ اعتماد نظام الجامعة المفتوحة أو التعليم عن بعد أو نظام التعليم الإلكتروني، عبر شبكة الإنترنيت،والدمج بين النظامين التقليدي والالكتروني الجديد،وبخاصة للطلبة الذين لا تسمح لهم ظروفهم بالدوام المنتظم، واستخدام التقنيات الحديثة، في ربط هؤلاء الطلبة المنتسبين بالجامعة، من خلال إنشاء موقع إلكتروني لكل جامعة على شبكة المعلومات الدولية، يستطيع الطلبة عن طريقه الحصول على المحاضرات والمناهج الدراسية، فضلاً عن ارتباط نظام المعلومات في الجامعة مع المجتمع، مثل استخدام الإذاعة المسموعة والمرئية، وشبكة الإنترنيت، في بث الدروس والمحاضرات والندوات والمؤتمرات العلمية.
د- من المهم الاعتراف بالشهادات العلمية الممنوحة من الجامعات الالكترونية الرصينة، في داخل العراق وخارجه، والتوسع في إنشائها، ودعمها، مادياً ومعنوياً وعلمياً، باعتبارها تمثل نوعاً متطوراً من التعليم، الذي أصبح شائعا ومعترفاً به، في جميع أنحاء العالم، في ظل ثورة المعلومات.

د. محمد فلحي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة