“الحارثية” تفقد خصوصيتها وتتحول الى مجمعات طبية

عائلات تخشى زحفها على الأزقة

بغداد – وداد ابراهيم :
يعد موقع منطقة الحارثية في بغداد من المواقع الحيوية والمهمة، حيث يخترقها شارع الكندي الذي يشهد إنتشاراً لمجمعات طبية وشركات تجارية كبرى ومطاعم ومراكز للتجميل ومحلات متنوعة، فضلا عن آلاف المركبات التي تسلك هذا الشارع الحيوي.
قسم الشؤون الهندسية في امانة بغداد، قدم دراسة موسعة لتطوير هذه الموقع ومعالجة المشاكل المترتبة على الزحام الشديد والتوقف العشوائي للمركبات على جانبي الشارع وحتى على الارصفة، الا ان ما يحدث ان هناك توسعا كبيرا وسريعا وانتشارا واسعا للمجمعات الطبية والتي توسعت وزحفت داخل الازقة لتتحول المنطقة من سكنية الى تجارية بحتة.
لوحات تحذيرية
السيدة ام نزار قالت: سكنت المنطقة في الخمسينات من القرن الماضي والمعروف ان اغنياء بغداد سكنوها بعد ان بيعت قطع اراض منها الى المحامين والاقتصاديين في الستينيات من القرن الماضي، والكثير منهم تركها بعد احداث 2003 وخلال السنوات العشرة الاخيرة اضطر البعض لتأجير بيوتهم للأطباء لكن بعد ان ارتفعت الاسعار ووصلت بعض البيوت الى المليارات عمد الكثير منهم لبيعها لتتحول الى ابنية حديثة تضم مجمعات طبية او مراكز تجميل، والازقة التي على جانبي الشارع تشهد زحفا سريعا للأبنية التجارية مثل “مجمعات طبية وصيدليات ومختبرات ووكالات بيع المواد الطبية والمذاخر ومراكز تجميل”، الأمر الذي دفع بعدد من سكان المنطقة من المتمسكين بوجودهم فيها الى وضع لوحة كتب عليها “اذا بني البناء مجمع طبي سنلجأ لمقاضاتكم عشائريا” فيما حملت بعض البيوت لوحات كتب عليها “لاتضع العجلة هنا البيت مزود بالكاميرا” واصبحت الازقة مكانا لوضع مواد البناء من الحديد والطابوق والاسمنت وارتفعت اسعار العقارات لتكون من اغلى مناطق بغداد. اهل المنطقة من الاطباء
عبود محمد بائع شاي في الحارثية قال: اعمل في هذه المنطقة منذ السبعينيات من القرن الماضي ، اولاد العائلات في الحارثية من اشهر الاطباء والمهندسين وكانوا يتخذون جانبا من بيوتهم كموقع للعمل “عيادة” بعد عام 2003 شهدت المنطقة كلها تغييرا كبيرا، اذ بدأ اصحاب البيوت بتأجير بيوتهم كعيادات طبية فيما عمد البعض الى اضافة بناء في الحديقة وتأجيره للأطباء وبعد فترة تم تأجير البيت كله كعيادات اطباء، لذا قليل من اهالي المنطقة من حافظ على بيته بشكله القديم من دون ان تعمد هذه العائلات على هدمه وبنائه من جديد.
اجمل قصور بغداد
الكاتب والصحفي عادل العرداوي قال للصباح الجديد بدوره: كانت الحارثية أيام الحكم الملكي أرضاً زراعيةً تسقى من نهر :”الخر”، فيها قصور ملكية مثل ( الرحاب، والزهور وبغداد) بالقرب منها حديقة الزوراء والتي شيدت لتلطيف جو المدينة، ويوجد فيها عدة أماكن للعبادة مثل “جامع وحسينية الحاج عباس العادلي وجامع السيد نعيم وجامع القبنجي وجامع الخنساء”، وحافظت المنطقة على خصوصيتها لسنوات يخترقها شارع الكندي ووفق التسمية الموجودة في امانة بغداد ان تسمية “الكندي” منسوبة الى الطبيب والفيلسوف والموسيقي والعالم “يعقوب بن اسحق الكندي” ويقع الشارع ضمن بلدية الكرخ ويفصل بين محلتي 213 و211. يحد الحارثية من الغرب معرض بغداد مفصولا بشارع دمشق ما جعلها تمتاز بتردد المركبات القادمة من مناطق خارج بغداد لتصل الى مناطق العلاوي ووسط بغداد، ولتكون من اهم المناطق التجارية والتي تضم الكثير من المجمعات التجارية الكبيرة ومنها “مول بغداد”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة