حين تكون القوافي عابقةً بشذا الايمان

  • 1 –
    ليس هناك شيء يعدل الايمان في الاهمية ، وليس شيء كالايمان في إضفاء عناصر السكينة والاستقرار على النفس ، وجعلها تدور مدار التوثب للاسهام الفاعل في ميادين النفع الانساني، ذلك أنّ الانسان المؤمن توّاق للحضور في ساحات العمل البنّاء للارتقاء بالامة الى روابي العز والسؤدد والكرامة .
    فالايمان يصون أهله من غوائل الانفلات أولاً ،ويدفع بهم الى الانسانية واعتشاق الانجازات النافعة، لانها ذخائرهم يوم يلقون ربهم ،وهي الباقيات الصالحات التي تزدان بها صحيفة أعمالهم وهي تضمن لهم الذكر الحسن بعد رحيلهم من سطح هذا الكوكب .
  • 2 –
    ونستعرض الان بعض الشواهد التي تجسد هذه المعاني :
    قال الشاعر :
    ولقد بحثت عن السعادة في الغنى
    فرأيتُها تأبى عليّ وتبعدُ
    فعلمتُ بعد الجهل أني مخطئٌ
    والقلبُ دون إلهِهِ لا يُسعدُ
    نعم
    ان السعادة في الصلة القوية بالله وليس بتكديس الأموال وجمعها من هنا وهناك والخشية عليها من الزوال ..!!
    وقال آخر :
    رباهُ لست لغير بابك ألتَجي
    ويقين قلبي للسعادةِ مَصْدَري
    انا مذ عرفتُكَ قد عرفت هويتي
    أنا مذ عرفتك زال كلّْ تكدري
    أحسنتُ ظني في فعالِكَ كُلّهِا
    فغدت حياتي كالربيع المُزْهرِ
    وهكذا يحوّل الايمان حياة الانسان الى ربيع زاهر … ورضا غامر، وعشق للمكارم والمفاخر .
    وعلى ذكر الربيع والازهار يترنم احد الشعراء فيقول :
    مَنْ قلّد الزهر جمان الندى
    وَأَلْهَمَ القمريَّ حتى شدا ؟
    وزيّن الأرضَ بألوانِها
    وصوّر الابيضَ والأسوَدَا ؟
    سبحانَ مَنْ أبدعَ في ملكِهِ
    حتى بدا مِنْ صُنْعِه مابدا
    وقديما قال أبو العتاهية :
    فوا عجبا كيف يُعصى الآلهُ
    أم كيف يَحْجَدُهُ الجاحِدُ
    وفي كُلّ شيءٍ له آيةٌ
    تدلُ على أنّه واحدُ
    وهكذا تفوح نفحات الايمان في قوافي الشعراء الأعيان .
    ولنختم بما قاله الصافي النجفي :
    راح يقوى على المدى ايماني
    فَبِرَبي قد امتلا وجداني
    قيل لي : هل عرفتَهَ بدليلٍ
    أو بِحِسٍ عرفتَه أو بيانِ
    قلت : كلا ايمانُ قلبي أقوى
    مِنْ دعاوى الدليل والبرهانِ

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة