اعتماد المنتجين على انصاف الكفاءات سبب تردي نوعية الإنتاج وديمومته

مصمم الديكور حسين كريم نعمة:

بغداد – سمير خليل:
للديكور دوره المهم في الانتاج الفني سواء كان مسرحا ام سينما او تلفزيون، ويجب ان تتوافر في مصممه وصانعه الموهبة والحرفة والاتقان.
وفي العادة يكون من يعمل في تصميم الديكور جنديا مجهولا، لا ينال من عمله سوى اسمه المكتوب في تايتل العرض الفني مع عديد الفنيين الذين يعملون خلف الكواليس.
حسين كريم نعمة، فنان تشكيلي يعمل منذ السبعينات في تصميم وتنفيذ الديكورات التلفزيونية والسينمائية والمسرحية، شكل مع زوجته ورفيقة دربه مصممة الازياء والاكسسوارات الفنانة صبيحة عبد الستار فريقا متميزا نال التقدير بسبب الحرص والجهد والقيمة الفنية المضافة التي يقدمانها للعمل الفني.
يقول نعمة عن الديكورالمسرحي واعماله في هذا التخصص:
الفرق بين الديكور المسرحي عن التلفزيوني والسينمائي هو ان هناك اهدافا لتصميم الديكور المسرحي واول هذه الأهداف، مساعدة المشاهدين على فهم العمل المسرحي وكذلك التعبير عن خصائص المسرحية المميزة لكي يتم عمل المصمم، التعريف بمناظر المكان والزمان للمسرحية، وان يؤمن الجو المناسب ويعبر عن روح العناصرالبارزة في النص من خلال الصورة واللون بعد دراسة المصمم للمسرحية بصورة كاملة محللا متعلقاتها بالمناظر آخذا بعين الاعتبار عدد وحجم وانواع اجزاء الديكور التي سيحتاجها، ثم يدرس الطريقة التي سيرتب بها هذه الاجزاء وذلك بعد ان يكون قد درس زمان ومكان المسرحية وخلفياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وقد يحتاج مصمم الديكور ان يجري بحوثا تساعده على التعرف اكثر على سلوك وعادات فترة زمن المسرحية “.
ويضيف: عملت في المسرح منذ سبعينات القرن الماضي بداية من مسرحية البيت التي قدمها المسرح العمالي للمخرج حميد الكناني ، ثم مرحلة المسرح العسكري ومسرحياته المعروفة وكنا كفريق عمل في مسرحية حسين ارخيص و مسرحية ثورة مايس و مسرحية ام خليل ، و مسرحية بيت وخمس بيبان و مسرحية اطراف المدينة وكل هذه الاعمال من اخراج المبدع محسن العلي”.

*والتلفزيون؟
للتلفزيون اصول وقواعد فهو حقل للابداع وفيه ابواب واسعة التعبيروالصور، فهو اساسا يعتمد على الالة والتطورات التكنولوجية بصورة اساسية وعلى الصورة والصوت وهو وسيلة للاتصال الجماهيري لذا يعتبر الديكور اضافة ابداعية وهو تصميم تعبيري يلائم الوظيفة المحددة داخل الفراغ استخداما لمجموعة من العناصر المرئية الموظفة لملء الفراغ والغاية المطلوبة منه وكل ما يمكن ان يشاهد حيث في الصورة التلفزيونية خلفيات من الاثاث والستائر وزوايا جمالية تفرضها الضرورة والمكانة الاجتماعية والمعيشية “.
*ماذا منحك العمل في السينما والمسرح والتلفزيون؟ وما الصعوبات في العمل ؟
يتطلب العمل التلفزيوني الكثير من الوقت المتواصل لتحقيق المطلوب والمرجو، والذي حصدناه من العمل التلفزيوني والسينمائي والمسرحي هو النجاح والمقبولية من قبل كافة المخرجين ورغبتهم في العمل سوية، اما الصعوبات التي تواجه المصمم فهي كثيرة منها فنية ومنها انتاجية ومنها مساحة الزمن المعلن لانتاج العمل بصورة عامة، احيانا هناك طلبات مستعجلة تفرضها ضرورات الموقف العام للدولة تؤثرعلى جودة وجمالية الديكور والاكسسوار والازياء كذلك الظروف العامة التي مر بها البلد من حروب وعدم الاستقرا،ر سواء السياسي او الاقتصادي وعلاقة البلد بالدول المجاورة والعالم كلها تؤثرعلى جودة الخامات المستعملة في تصنيع الديكور وملحقاته والوضع الاقتصادي للبلد حيث حجم الصرف المالي الداعم للعمل”.
وعن الانتاج الفني عموما مقارنة بالفترة الماضية ختم:
كان المُنتَجْ الفني متكاملا وله تاثيره المحلي والخارجي سواء في التلفزيون او السينما او المسرح وبالتأكيد كان الانتاح الفني يسير بوتيرة تنامٍ ونضوج وهذا أثر بالايجاب على انتاجية الفرد بصورة عامة والفنان بصورة خاصة، وقتها كان من يدير عجلة انتاج الدولة والمؤسسات التابعة لها وفق ميزانيات انفجارية فكان الانتاج كما ونوعا تحيطه عوامل النجاح والرقي والابداع، اما اليوم فالانتاج بائس تتلاعب به عوامل كثيرة حيث راس المال كما يقال جبان، بتحول الانتاج الى منتجين خارجيين همهم الوحيد هوالربح على حساب النوعية والجودة، فابتعاد الدولة عن الدعم والانتاج أدى الى تردي نوعية الانتاج وديمومته، جراء اعتماد المنتجين على انصاف الكفاءات من العاملين قليلي الخبرة والقدرة والتعاطي مع مستلزمات الاعمال ولهذا نرى الديكورات والاكسسوارات والازياء لبعض الاعمال لا تنتمي الى التسلسل الزمني للاحداث في العمل المنتج والشواهد كثيرة

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة