منظمة بيئية تحذر من «غزو» القوارض لشوارع وأحياء بغداد

شبكات الصرف الصحي.. أبرز أسباب إنتشارها

متابعة ـ الصباح الجديد:
كشف مرصد عراقي مهتم بالبيئة، وجود انتشار «غير مسبوق» للقوارض في عموم مناطق بغداد، مبينا أن عدم تنظيف شبكات الصرف الصحي والتجاوز على شبكات صرف مياه الأمطار وغيرها تعد من أسباب ذلك الانتشار.
وبحسب بيان مرصد العراق «الأخضر» فأن أحياء بغداد سواء أكانت الراقية أم الشعبية لا تخلو من الفئران والقوارض بصورة عامة، لافتاً أنها تنتشر بشكل أكثف في المناطق الزراعية، «إما في المحال التجارية؛ تكون في الشورجة وباب الشرقي وحي جميلة وشارع النهر، ومدينة الكاظمية القديمة وغيرها من المناطق». وأشار إلى أن «العاصمة بغداد تضم أغلب أنواع القوارض، كالفئران صانعة الأنفاق، والقفر والنرويجي الذي انتشر عالمياً عبر شحن البضائع سابقا، وأيضا المتسلقة التي تكون سوداء أو تسمى بفأر السطوح، وغيرها».
مشيراً إلى أن «فئران بغداد تختلف بالسلوك والعادات عن أقرانها بالدول الأخرى، حيث تنشط ليلاً ونهارا ويفترض نشاطها في الليل فقط، واختفت منها غريزة الشعور بالخطر ما يجعلها تلجأ لتغيير جحورها أو الاختفاء بأماكن ثانية». وأضاف أن «من الأحياء التي تتجول فيها القوارض بصورة طبيعة صباحا ومساءً مثل الناس، منطقة البتاوين»، لافتا إلى أن «تغيير السلوك هذا قد يعود إلى الشعور بالأمان أو لكثرة انتشارها». عن أسباب الانتشار القوارض قالت المنظمة إن أسبابا عديدة تقف خلف هذا الانتشار لكن أبرزها «عدم تنظيف شبكات الصرف الصحي، والتجاوز على شبكات صرف مياه الأمطار بربطها مع المياه الثقيلة لبعض المنازل، فضلاً عن انتشار الأوساخ والركام بشكل كبير في المناطق، وعدم تنظيف وصيانة المخازن في المراكز التجارية»، مشيرا إلى أن «أبرز الأمراض التي تسببها القوارض المنتشرة هي التسمم الغذائي، التيفوس، والديدان الشريطية، والأمراض الفيروسية، وغيرها، كما أنها تخيف الأطفال وصغار السن، فضلاً عن تسببها بالكثير من الخسائر للمحال التجارية بإتلافها المواد الغذائية».
والمنظمة أكدت ضرورة «قيام السلطات الصحية والبيئية بحملات منظمة في جميع المناطق، وكذلك يشترك فيها السكان، عبر اتباع إرشادات النظافة والالتزام برمي النفايات في أماكنها المخصصة»، داعيا إلى «إعمار الأماكن المهملة والمنسية مثل المنازل والبنايات المهدمة أو القديمة الآيلة للسقوط، وصيانة المجاري بشكل مستمر، للحد من انتشار الفئران والقوارض».
هذا وتؤكد الدراسات أن القوارض تعتمد في نموها وتكاثرها على الفضلات والمخلفات الغذائية، ولذلك فهي تتواجد في الأماكن التي يعيش فيها الإنسان أو في الأماكن القريبة من أكداس النفايات وبقايا الأطعمة، كالتجمعات السكنية العشوائية التي لا تتوفر فيها شروط الخدمة الصحية الصحيحة. وتتخذ من شبكات الصرف الصحي والمصارف والأماكن الخربة (بقايا المباني والأسوار القديمة) مأوى لها، حيث تحفر الجحور أو تبني أعشاشا لها في السقوف، وكذلك تتواجد في مخازن الحبوب والأخشاب ومخازن الأغراض القديمة. ومما يساعد على نموها وتكاثرها: عدم التخلص من النفايات بشكل صحي ومستمر، عدم وجود صرف صحي جيد مما يؤدي لتجمع المياه المالحة، ضعف التوعية الصحية للناس حول خطورة الأمراض التي تنقلها هذه القوارض. إلى جانب أنها قد تسبب التسمم الغذائي، حمى عضة الجرذ، وقد تنقل الطاعون (الموت الأسود)، التيفوس، اليرقان اللولبي (داء ويل)، التوكسوبلاسموز (داء القطط)، الزحار العصوي (الزنطارية)، اللشمانيا، الديدان الشريطية، التهاب السحايا اللمفاوي، بعض الأمراض الفيروسية (الكلب والحمى النزفية).

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة