أين الأحرار من العبيد؟

  • 1 –
    نقرأ قول القائل :
    سألتُ الناس عن خِلٍّ وَفِيٍّ
    فقالوا : ما الى هذا سبيلُ
    تَمسكْ إنْ ظفرتَ بُودِ حُرٍّ
    فانّ الحُرَّ في الدنيا قليلُ
    فتثور الأسئلة وتتراقص الاستفهامات الكبيرة :
    مَنْ هو هذا الشاعر ؟
    كيف كان يتعامل معه الناس ؟
    ما الفرق بين الحر والعبد ؟
    متى توفي ؟

  • 2 –
    أما الشاعر فهو :
    ابراهيم بن علي بن يوسف الفيروز آبادي
    وجاء في سيرته :
    انه ألف كتاباً في الفقه اسمه ( كتاب التنبيه في الفقه )
    وكتب الفقه كثيرة الفروع ، وقد قيل عنه :
    ” انه صلى ركعتين بِعَددِ كُلِّ فرعِ فيه “
    وهذا يعني :
    انه قرن العلم بالعمل ، وهذه من أروع السمات وأسماها .
    وهذا الصدق جعله مباركاً عند الناس حتى قيل :
    ” ظهر له في خراسان منزلة عظيمة ،
    وكانوا يأخذون التراب الذي وطأتْه بَغْلَتُه فيتبركون به “
    وهذه غاية التقديس .
    وقال عنه ابن الجوزي في المنتظم ( ج16 ص 229 ) في جملة ما قال:
    كان طَلْقَ الوَجْهِ ،
    دائم البشر ،
    مليح المحاورة ،
    يحكي الحكايات الحسنة وينشد الأشعار المليحة )
    وقال ايضا :
    ” انتشرت تصانِيُفه لِحُسن نِيتَهِ وقَصْدِه “
    وهكذا يتجلى البعد الاخلاقي في سيرة الرجل .
    ومن شعره ايضا قوله :
    اذا طال الطريقُ عليك يوماً
    فليس دواؤه الاّ الرفيقُ
    تُحدّثه وتشكو ما تُلاقي
    ويقرُبُ بالحديث لك الطريقُ
    وهذه الرؤية لدور الصديق جديرة بالتقدير والثناء .
    فالصديق الوفي كنز لا يجوز أنْ تفرّط فيه .
    والمسار في درب الحياة الطويل لا تستغني فيه عن الرفيق
    ومن هنا قيل :
    الرفيق قبل الطريق
    أما الفرق بين الانسان الحُرّ وغيره فهو :
    انّ الحرَّ مع الحق لا يحيد عنه متحملاً كل الصعوبات والمشاق دون أنْ يتزحزح .
    أما غيره من العبيد فهم مع القوة وإنْ خالفت الحق واخترقت الخطوط الحمراء .
    ولهذا لا ينبغي الركون اليهم بحال من الأحوال.
    والعبيد هم الأكثرون ولهذا اشتكى منهم ونعى عليهم قلة وفائهم .
    ولم يجافي الحقيقة.
    وان الوفاء هو العملة النادرة على امتداد العصور والأرجاء.
    نسأله تعالى ان يجعلنا وايّاكم من الاوفياء لرسالته وللثوابت الدينية والوطنية والاخلاقية .
    وأما وفاته فقد كانت في سنة 476 هـ .

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة